میکروبات التربة قد تقلل من انبعاثات ثاني أکسید الکربون
تشير دراسة جديثة نشرت عام 2010 في دورية Nature Geoscience إلى أنه مع زيادة درجات الحرارة العالمية، تصبح الميكروبات في التربة أقل كفاءة بمرور الوقت عند تحول الكربون في التربة إلى ثاني أكسيد الكربون، وهو عامل رئيسي يسهم في الاحترار المناخي.
النتائج تتعارض مع الدراسات السابقة التي تفترض أن الميكروبات سوف تستمر في تحفيز كميات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مع استمرار دفء المناخ. وإذا انخفضت كفاءة الميكروبات في عالم أكثر دفئا، ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات ما قبل الاحترار، وهو نمط ينظر إليه في التجارب الميدانية. ولكن إذا تمكنت الميكروبات من التكيف مع الدفء (على سبيل المثال من خلال زيادة نشاط الإنزيمات) يمكن أن تزداد الانبعاثات.
هناك نقاش مكثف في الأوساط العلمية حول ما إذا كان فقدان كربون التربة سيسهم في الاحترار العالمي؟. يقول مارك برادفورد، الأستاذ المساعد لبيئة النظم الإيكولوجية الأرضية في جامعة ييل: "إن التحدي الذي نواجهه في التنبؤ بهذا هو أن العمليات الميكروبية التي تسبب هذه الخسارة غير مفهومة بشكل جيد. واضاف "ان المزيد من الابحاث فى هذا المجال ستساعد فى الحد من الغموض بالنسبة التنبؤ بالمناخ".
الميكروبات في شكل البكتيريا والفطريات، تستخدم الكربون كمصدر للطاقة التى تستهلكها فى عمليات التنفس والنمو في الحجم والعدد. ويظهر النموذج الذي وضعه الباحثون أن الميكروبات تطلق ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ لفترة قصيرة من الزمن في البيئة الأكثر دفئا، تاركة أقل كمية من الكربون لكى تستخدمها في النمو. مع الحفاظ على درجات حرارة أكثر دفئا، وانخفاض كفاءة استخدام الكربون من قبل الميكروبات تؤدي هذه الظروف إلى انخفاض في عددها، مما يؤدى في نهاية المطاف إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وقال ستيفن أليسون، أستاذ مساعد في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا، ومشارك رئيسي في الدراسة: "الميكروبات ليست العوامل المدمرة للاحترار العالمي كما كان يعتقد العلماء في السابق. تعمل الميكروبات مثل البشر: فهي تأخذ الوقود القائم على الكربون وتطلق ثاني أكسيد الكربون، وهذه الميكروبات هي التي تتحكم فى كربون التربة، وفي البيئة المتوازنة، تخزن النباتات الكربون في التربة وتستخدم الميكروبات هذا الكربون في النمو. ثم تنتج الميكروبات إنزيمات التي تحول كربون التربة إلى ثاني أكسيد الكربون ينطلق مرة أخرى في الغلاف الجوي ".
وقال ماثيو والينشتاين من مختبر بيئة الموارد الطبيعية بجامعة ولاية كولورادو: "عندما وضعنا نموذجا يعتمد على البيولوجيا الفعلية لميكروبات التربة، وجدنا أن الكربون في التربة ربما لا يفقد فى الغلاف الجوي مع ارتفاع درجة حرارة المناخ". "نماذج النظم الإيكولوجية التقليدية التي لم تشمل الإنزيمات لم تحصل على نفس التوقعات".
مواضيع متعلقة:-