الفطريات - سر بقاء الشجرة في الغابات الحارة
مثل الكثير من البكتيريا النافعة في الأمعاء التى تدعم صحة الجسم البشري، يمكن لفطريات التربة أن تكون جزءاً لا يتجزأ من بقاء الأشجار. توصلت الباحثة كاثرين جرينج إلى هذا الاستنتاج أثناء دراسة غابات العرعر في شمال ولاية أريزونا، والتي تحوى ما يقرب من 1000 من الأنواع الشجرية الفريدة
النباتات لديها بيئة حيوية تماما مثل البشر، لكنها تميل لأن تكون الفطريات بدلا من البكتيريا. والتى تسمح للنباتات بالبقاء تحت ظروف تغير المناخ.
جنبا إلى جنب مع فريق من الباحثين، Gehring تدرس جرينج مع الفريق البحثى أشجار الصنوبر بنفس الغابة، وقابليتها لظروف الجفاف القاسية. بينما العديد من أنواع الأشجار تصبح عرضة للحشرات أثناء ظروف الجفاف، اكتشف الفريق في تطور غابة pinyons أن الأشجار المقاومة للحشرات ماتت تحت ظروف الجفاف.
كانت مجموعة من الأشجار تتميز بمعدل موت يصل إلى 60% بينما المجموعة المعرضة لهجوم الحشرات وصل معدل الموت بها إلى 20% فقط.
الإجابة على هذا الغموض كانت موجودة أسفل التربة. مجموعة من الأشجار المقاومة للجفاف ومجتمع متنوع من الفطريات النافعة. تم زراعة مجموعتين متماثلتين فى الحجم من الأشجار المقاومة للجفاف، في صوبة. أما عند إضافة الفطر النافع في التربة لإحدى المجموعتين ، يندمج مع جذور الأشجار مما يسمح لنمو شتلاتها بمعدل أعلى بكثير في ظروف الجفاف مقارنة بالمجموعة الأخرى.
الفطريات في كثير من الأحيان تكون ذات نمو ظاهر فوق سطح الأرض كما فى فطر عيش الغراب، ولكن في بيئة pinyon فى شمال ولاية أريزونا، تنمو تحت الأرض بصفة أساسية. أنواع الفطريات التي تزيد من مقاومة الأشجار خلال الجفاف تعتبر جديدة في مجال العلوم.
بعد استقرار الفطريات بالتربة تبدأ فى تكوين علاقة تبادلية بينها وببن جذورالأشجار حيث يمنح الفطر العناصر المعدنية والماء للشجرة بينما تتولى الشجرة توفير الغذاء المجهز للفطر (من خلال عملية التمثيل الضوئى) .
يعتقد أن فهم العمليات ومساهمة الفطريات يمكن أن يكون له عواقب بالنسبة لكثير من الأنواع. ولأن ظروف الاحترار تؤدى لموت العديد من الأشجار، فإنه يمكن استعادتها والحفاظ عليها بتطبيق أفضل الممارسات مثل إعادة زراعتها مع إضافة هذه الفطريات إلى التربة.