top of page

المعيشة بالقرب من الغابات تجعلنا أكثر سعادة



تريد أن تكون أكثر سعادة وأكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد؟ ينصحك بحث جديد أن تعيش بالقرب من الغابات، حتى لو كنت في المدينة يمكن أن تزور الغابات مما يمنحك تأثير إيجابي.


فى دراسة طويلة المدى أجراها معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية ونشرت في دورية Nature Scientific Reports فى شهر سبتمبر 2017، وجدت علاقة رئيسية أخرى بين البشر والطبيعة. وقد تم تأكيد هذه الحقيقة عدة مرات أن البشر يمكنهم التعامل مع الإجهاد المزمن بشكل أكثر قدرة ويصبحوا أكثر سعادة عند الاتصال مع الطبيعة. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة وجدت أن الغابات، على وجه الخصوص، هي واحدة من أفضل العلاجات.


ويواجه الناس الذين يعيشون في المدن العديد من التحديات الجسدية والنفسية، بما في ذلك الزيادة المنتظمة في معدلات المرض والقلق والاكتئاب والفصام والإجهاد المزمن. ولذلك، سعى فريق البحث لمعرفة ما إذا كان العيش بالقرب من المناظر الطبيعية المختلفة من شأنها أن تساعد في علاج هذه الأمراض.


درس الفريق الأفراد الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء الحضرية والغابات والأراضي البور لتحديد تأثيرها على اللوزة المخية ، التي تنظم الإجهاد في الدماغ. ووجد الفريق أدلة هامة على أن سكان المدن الذين يعيشون بالقرب من الغابة كانوا أكثر امتلاكاً للوزة صحية وبالتالي أكثر قدرة على إدارة الإجهاد والقلق والاكتئاب.


ومن المثير للاهتمام، أن الدراسة لم تكن قادرة على العثور على أي فرق كبير في سكان المدينة الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء الحضرية أو الأراضى. وبالتالي، خلص الفريق إلى أن العيش بالقرب من الغابات هو واحد من أهم العوامل الإيجابية التي يمكن لسكان المناطق الحضرية القيام بها للحد من التوتر وزيادة السعادة.


يقارن البحث بين البيئات الطبيعية الأخرى مقارنة بالغابات. هل الناس أكثر سعادة عندما يعيشون بالقرب من غابة أو بالقرب من الشاطئ؟ ماذا عن الغابة مقارنة مع قمم الجبال؟ هل الناس الذين يترعرعون في مناخات الصحراء أكثر سعادة عندما يعيشون بالقرب من الغابات أم بالقرب من الشجيرات الصحراوية؟ ويشير البحث إلى أن جميع البشر لديهم استعداد للسافانا الأفريقية بالفطرة كالرضع والأطفال. يلخص الباحثون ذلك مشيرين إلى أن البشر لديهم "رغبة فى الحداثة". ومع ذلك، مع التقدم في السن تتبدل هذه الرغبة في كثير من الأحيان إلى الحنين إلى الطبيعية (وليس المدن المشجرة) لكى يقضي معظم الوقت فيها.


وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050 سيكون 70٪ من سكان العالم يعيشون في المدينة. في حين أن الجوانب الصحية والنفسية على المعيشة في المدينة واضحة، فمن الممكن التخطيط للهروب إلى البيئات الطبيعية القريبة من المدن. هل ينبغي للمدينة أن تنشئ مساحة خضراء، أو ملعباً للجولف، أو تترك منطقة منزرعة بالغابات؟ هذه أسئلة مهمة حينما تصبح المدن مزدحمة ويصبح سكانها منفصلون عن الطبيعة. هذه الدراسة يمكن أن تساعد المخططين في المناطق الحضرية على تطوير المدن بغرض تعظيم السعادة والكفاءة والفرص، وهذا ما نصبو إليه فى مدننا.

bottom of page