top of page

الحدائق والطبيعة تحسن الحالة العقلية


في السنوات الأخيرة، وثقت مجموعة متزايدة من البحوث الفوائد النفسية والصحة لقضاء الوقت في الأماكن الطبيعية، مثل الغابات أو الحدائق العامة. وقد أظهرت هذه الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية التي تتميز بالمزيد من الأشجار لديهم أفضل صحة بدنية، فالمشي فى الطبيعة يخفض نزعة نحو الأضرار العقلية مثل "الاجترار" وغير ذلك.


لا شيء يأتي بمثابة مفاجأة لـ E.O. Wilson ، عالم الأحياء في جامعة هارفارد وناشط البيئة والمعروف بأفكاره المؤثرة حول التطور. في الواقع، يمكن القول أن البحوث التي أجريت مؤخرا ترقى إلى مستوى التأكيد الحديث لفكرة ويلسون البالغة من العمر 30 عاما أو أكثر والمسماة "biophilia"، التي وصفها في عام 1984 فى كتاب باسم "الميل الفطري للتركيز على الحياة والعمليات النابضة بالحياة ، "بما في ذلك الكائنات الحية والبيئات التي تشغلها.


يقول ويلسون "كان من الصعب قبل 50 عاماً أن نقول، عندما كنا نعتقد فيما تقوله العلوم الاجتماعية بأن البشر مختلفون عن كل شيء، وجميع أشكال الحياة الأخرى، وهذا ما يهم حقا وتطوير النظم السياسية المثالية المناسبة لنا ".


ونحن الآن قد وصلنا على طول الطريق حول وهي بداية، لا سيما من خلال الدراسات في علم الدماغ، وعلم النفس، بما في ذلك علم النفس الاجتماعي، وعلم الآثار وعلم الأحياء، ويجب أن ندرك أن هناك شيء أكثر تعقيدا وعمقاً وأعجب مما كنا نتخيل في تطور العقل البشري،. وهناك اتجاها جديدا وتعتبر biophilia جزء من ذلك، لأننا نعرف أن كل الحيوانات الأخرى - الحيوانات المتنقلة، التي هي قادرة على التحرك مبرمجة للذهاب إلى البيئة المناسبة. انهم يعرفون فقط بالضبط أين يذهبون وماذا يفعلون عندما يصلوا الى هناك. فلماذا لايمتلك البشر على الأقل بقايا قوية من تلك البيئات التي تطورنا منها؟ وتلك البيئات الطبيعية، التى نشأنا فيها بخصائص معينة.


وبعبارة أخرى، يرى ويلسون أن هناك نزعة فطرية تدفع، الإنسان للتواجد في أنواع معينة من البيئات الطبيعية وخاصة، كما يقول، تلك التي تحاكي السافانا الأفريقية حيث تطور البشر. ويقول الناس "أنا أذهب غلى هناك وخلال فترة قصيرة، أشعر بطريقة أو بأخرى كأنى في منزلى".


وغني عن القول، ويلسون أيضا يتفق تماما مع البحوث الحديثة التى توحي ان هذا امر جيد لصحتنا والرفاه لقضاء بعض الوقت في مثل هذه الأماكن - وهو الاكتشاف الذي له آثار كبيرة للاتجاه العالمي نحو العمران وتخطيط المدن، وأكثر من ذلك بكثير. ويقول ويلسون "انه من المهم جدا أن يندمج سكان المدن على نحو متزايد في الحياة البرية".


يظهر العلم أن هذا أمر جيد للإنسان، وأن وجودهم في الطبيعة يمنحهم الاسترخاء، وأنه يساعد على التخلص من الإجهاد والأحزان، ونحن نعرف الآن أن هناك أساسا متينا لذلك، وقد تم ذلك البحث وأثبت أن هذا أمر جيد للعقل البشري ليكون قادراً على العيش في الأماكن الطبيعية.


ولكن هذا شيء واحد أن نقول إن هذا البحث صحيح أو أننا نتطور كى يكون هناك تقارب مع الطبيعة ولشرح لماذا الناس فعلا تستمد الفوائد الصحية والنفسية من التواجد في هذه البيئات. لذلك شرح ويلسون ما كان يعتقد أنه الآلية التي تقوم بها هذه البيئات لمنح الاسترخاء، وتجديد النشاط للناس.



وقال ويلسون "بشكل غريزي، دون فهم ما يحدث، هم يعرفون أنهم جاءوا من بيئات برية معينة، كانت موطنهم". فكرة أن العالم الطبيعي هو "الموطن" يؤدي بسرعة إلى مخاوف بشأن المحافظة عليه، وهنا، جعل ويلسون في الآونة الأخيرة يتبنى فكرة أنه ينبغي لنا أن ننحى جانبا نصف مساحة اليابسة بالكامل على وكذلك 70 % من المحيطات العالمي، في شكل محميات طبيعية.


نحن نعلم أن معدل الانقراض قد زاد من 10 - 1000 ضعف معدل انقراض الأنواع من قبل وجود البشر على الأرض. ونحن نعرف الآن أن جميع جهود الحفاظ على البيئة في العالم قد أوقفت تلاشى، وانقراض، فقط 20 % من الأنواع المحمية، والأنواع التي يتم سردها كانواع مهددة بالانقراض. ولكن كان يعتقد أن الحفاظ على نصف الأرض هو ببساطة المساحة اللازمة لتقليل معدل الانقراض عن المستوى الذي وصلنا إليه فى السنوات القليلة الماضية.


الإنسانية ليست كيانا وقوة وهذا ما ارتفع فوق الطبيعة. نحن جزء من الطبيعة. وهذا ما يقوله العلماء والمفكرين للأجيال بأننا جزء من هذه الأنظمة الكبيرة، ونحن بحاجة لحمايتها والمحافظة عليها ".

1 view0 comments
bottom of page