إضافة لمسة الطبيعة إلى مكان العمل
هناك فرصة جيدة لتقضى معظم يومك في بيئة العمل في الأماكن المغلقة. بالنسبة للكثيرين هذا يعني أنك في مكان مغلق مع وصول محدود للضوء الطبيعي، والهواء النقي، أو مناظر الخضرة المشاهدة من خلال النوافذ. في تقرير عالمي عن بيئات العمل في 16 بلدا، إمتلك 42٪ من 7600 موظف، نباتات التنسيق الداخلى في مكاتبهم، ولكن 47٪ منهم لم يكن لديهم مصدر للضوء الطبيعي. كما أن خمس العدد من هذه العينة إفتقدوا وجود العناصر الطبيعية في مكاتبهم على الإطلاق.
ثمة فرضية معروفة ويتم تطبيقها عن طريق كبار رجال الأعمال ومدعومة بالأبحاث، مفادها أن أولئك الذين هم أكثر ارتياحا في وظائفهم يكونون أكثر إنتاجية وأكثر انخراطا وحباً للعمل. هناك أدلة على أن أعلى رضا ورفاهية ذاتية في العمل ترتبط بشكل إيجابي بالأداء الوظيفي والإنتاجية، وترتبط سلبا بمعدل تسرب الموظفين والتغيب عن العمل.
جلب الطبيعة في الداخل ، أو مشاهدة الطبيعة من خلال النافذة، يمكن أن يفيد الصحة والإنتاجية والإبداع. أثبتت التقارير الطبية أن العاملين في المكاتب المطلة على الطبيعة يعانون من ارتفاع الضغط ، وتنخفض لديهم مستويات التوتر والقلق، ويزداد الرضا الوظيفي. أيضاً الموظفون الذين يطلون على المناظر الطبيعية من مكاتبهم يتم تقييم أدائهم بشكل إيجابي. في عام 1993، وصف راشيل كابلان (رائد أبحاث الطبيعة والصحة)، قيمة الخبرات التصالحية الدقيقة مع الطبيعة. هذه الخبرات مثل، النظرة السريعة من النافذة على مساحة خضراء أو مجرى مائى أو تأمل نبات بالمكتب ، وبالتالى يحدث تراكم مع مرور الوقت لتوفير النتائج الصحية الجيدة والرفاه. في عام 2006، قام تيري هارتيج بصياغة فكرة كابلان الرائدة وذكر أيضا قيمة ما يسميه "أوقات الراحة المعززة booster breaks" وهى البيئة التي نتناول فيها وجبة الغداء أو الاستراحة من العمل.
في السنوات القليلة الماضية، بدأ الباحثون فى دراسة ما إذا كانت النتائج الصحية تختلف في البيئات المكتبية التي توفر مناظر طبيعية خلال النافذة الوحيدة الموجودة مقارنة مع المكاتب التى تتيح إمكانية الوصول إلى مساحة خضراء في الهواء الطلق.
تشير الدراسة إلى أن كلا من التواجد فى المساحات الخضراء أو مشاهدتها بصرياً من خلال النافذة، تدعم رفاهية الموظف. أيضاً إقترحت الدراسة أن المدة الإجمالية من الوقت الذي يقضيه الموظف في هذه الأماكن أكثر فائدة وتأثيراً على الراحة من مجرد تكرار التواجد بشكل يومي على فترات قصيرة
تصميم التعرض للطبيعة Biophilic هي نظرية تهدف لدمج العلوم والممارسة لخلق المباني المستوحاة من الطبيعة، وذلك بهدف مواصلة اتصال الفرد مع الطبيعة في البيئة التي يعيش فيها، ويعمل بها كل يوم. جلب الطبيعة في الداخل يكون أسهل طريقة لدمج تصميم biophilic إلى مكان قديم. العديد من الدراسات والمصممين وأفضل الممارسات تشير إلى الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين مساحة العمل الخاصة ومنها مايلى:
- الموظفون يميلون إلى الاستفادة من رعاية ومراقبة نباتات الأصص في أماكن عملهم، فالنباتات الداخلية والتصميم الداخلي الهادف هي الحل الأكثر وضوحا.
- رؤية المزيد من الأشجار، العشب ومسطحات النجيل أو النباتات المزهرة من خلال النافذة يرتبط مع مستويات أعلى من الرفاهية الذاتية. تقليل مساحات الجدران الخرسانية، وإضافة جدران زجاجية يحقق أقصى قدر من ضوء النهار الطبيعى.
- الضوء الطبيعي (على عكس مصابيح الفلورسنت) يحسن رفاهية الموظف، والإنتاجية، والإبداع. بل هو أيضا يتسم بالفعالية من حيث التكلفة. استبدال إضاءة الفلورسنت مع LED هو خيار آخر للإضاءة ليونة، وأكثر كفاءة بحوالى 30٪.
- النباتات المتسلقة الخضراء تحسن من نوعية الهواء في الأماكن المغلقة، وتتحكم في درجة الحرارة الطبيعية، وتوفر مساحات خضراء داخلية مفيدة للصحة النفسية.
- الكثير من النباتات (والتى تبدو شبيهة بالغابة) أو المياه المتدفقة بسرعة وبصوت مرتفع يمكن أن تضيف ضغط وإجهاد بدلاً من خفضه.
- كانت ألوان المكتب ذات درجات اللون الأخضر والأزرق والبني أكثر جلباً للسعادة والإنتاجية والإبداع للموظفين من الجدران البيضاء الفارغة. ومع ذلك، قد يختلف تأثير هذه الألوان بين البلدان.