خلصت دراسة أجرتها خدمة الغابات في الولايات المتحدة أن التدهور الناتج عن ظروف الجفاف يمكن أن يسبب المزيد من الضرر للغابات في ولاية كاليفورنيا وجميع أنحاء الغرب أكثر من قدرة هذه النظم البيئية على تحملها، مما يتسبب في تأثيرات مدمرة،. يوضح تقرير من 300 صفحة بعنوان "آثار الجفاف على الغابات والمراعي في الولايات المتحدة" كيف أن الطقس الأكثر سخونة، والأكثر جفافا والأكثر تطرفاً سوف يسبب تفشي الحشرات، وموت الأشجار والنباتات ، وزيادة حرائق الغابات الأكثر تكلفة، والتى لها آثار اقتصادية سيئة على الأخشاب والمراعي وإنتاج البذور والماء والأنشطة الترفيهية.
الدراسة التى أجراها 77 عالم من دائرة الغابات، والجامعات، والمنظمات غير الحكومية والمختبرات الوطنية تسعى لجمع وتحليل الأبحاث التى تتبع آثار تغير المناخ على مساحة 193 مليون فدان من الغابات الوطنية. منها 21 مليون فدان في 18 غابة وطنية في ولاية كاليفورنيا.
بالرغم من أن الجفاف قد يسبب بعض المشاكل في المناطق الجنوبية الشرقية، إلا أنه أحدث ضرراً في الغرب، وفقا للتقرير. ومن بين المشاكل حدوث حرائق الغابات بشكل أكثر تقلباً، وموت مساحات شاسعة من الأشجار التى تدمرت عن طريق الحشرات، وزيادة كثافة النباتات الغازية.
نشرت دراسة في شهر ديسمبر من قبل معهد كارنيجي للعلوم أحصت ما لا يقل عن 58 مليون شجرة من غابات الخشب الأحمر في الساحل الشمالي لغابات الصنوبر من جنوب سييرا تعانى من فقدان حاد للمياه أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقاً. بينت دراسة سابقة أن 12 مليون شجرة ماتت من جراء الجفاف مما دفع حاكم الولاية لإعلان حالة الطوارئ في الخريف، وسمتها الدولة "أسوأ حالة موت للأشجار في التاريخ الحديث." العديد من الأشجار الضعيفة نتيجة الجفاف تتعرض لهجوم خنافس القلف، والتي تتضاعف الإصابة بها في الطقس الحار.
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة New Phytologist أن السراخس الأصلية، عادة ماتتأثر رغم تأقلمها مع ظروف الجاف صيفاً ودورات الجفاف .
كما وجدت دراسة بجامعة كاليفورنيا أن الجفاف أعاق قدرة السراخس ferns ، والتي تشكل النباتات السفلية بغابات redwood في ولاية كاليفورنيا، التى تقوم بالتمثيل الضوئى وتخزين الطاقة. مما يعني نمو أوراق جديدة بمعدل أقل في فصل الربيع وزيادة معدلات الحشرات والأمراض. هذه الأنواع السفلية بمثابة مؤشرات لكيفية تأثيرتغير المناخ على غابات الخشب الأحمر.
وقال مسئولون بدائرة الغابات: "أصبح الشتاء أقصر ومتوسط موسم الحرائق الآن 78 يوماً وهو أطول مما كان في عام 1970". شهدت 10 ولايات على الأقل منذ عام 2000، حرائق غابات هى الأكثر على الاطلاق. ووفقا ًللبحث يمكن أن تسبب هذه الظروف تدهوراً للنظم الإيكولوجية للغابات المسئولة عن نظافة الأنهار والبحيرات بشكل طبيعي. وهذا يعني إنخفاض معدل إمتصاص ثاني أكسيد الكربون بواسطة الأشجار، مما يؤدى إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
التقرير قد يساعد مسئولى الغابات وكذلك شركات الأخشاب وملاك الأراضي لإيجاد سبل لتحسين النظام الإيكولوجي، سواء كان ذلك من خلال الحد من كثافة الأشجار وزراعة النباتات التي تتحمل الجفاف، أو إضافة أشجار الظل والنباتات بالقرب من الجداول والأنهار لتقليل معدل فقد المياه بالتبخر. يعتمد حوالى 60 مليون من الأميركيين على مياه الشرب التى تنشأ في الغابات والمراعي الوطنية. وهذه الغابات تدعم 200 ألف فرصة عمل وتساهم بأكثر من 13 مليار دولار في الاقتصادات المحلية كل عام.