أكدت الأبحاث السريرية من جامعة شولالونجكورن فى تايلاند أن أوراق التوت تحد بشكل كبير من التهاب الشرايين، وتقلل من الدهون الثلاثية ويخفض مستويات البروتين الدهني المنخفض الكثافة.
اختبر الباحثون 24 مريضاً لمدة ثلاثة أشهر. كل المرضى كان لديهم مستويات أعلى من المعتاد من الكولسترول والدهون الثلاثية ومستويات أعلى من المعتاد من البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) . واحدة من هذه النتائج هي حدوث مستويات أعلى من الالتهابات. لأن الكوليسترول الضار المعرض للأكسدة في الأوعية الدموية والتسبب فى الالتهابات غالباً ما يحدث مع ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.
وكان لدى جميع المرضى مستويات الكوليسترول الضار أعلى من 140 ملجم / ديسيلتر وأقل من 190 ملجم / ديسيلتر. جمع الباحثون عينات من الدم قبل الدراسة ثم حللوها، للمقارنة في وقت لاحق بعد انتهاء الدراسة. تم أيضاً إجراء اختبار للمرضى لقياس الدهون الثلاثية ومستويات بروتين سي التفاعلي وأنزيمات الكبد ومستويات الجلوتاثيون.
ولم يكن أي من المرضى تحت العلاج بأي أدوية أخرى أثناء فترة الدراسة، باستثناء مريضة واحدة تناولت حبوب منع الحمل لمرة واحدة، ثم توقفت عن ذلك. تم تشخيص المرضى للوقوف على المشاكل الطبية الأخرى التى يعانون منها.
أعطيت للمرضى 280 ملليجرام من ورق التوت (Morus alba L) ثلاث مرات في اليوم الواحد بعد كل وجبة لمدة ثلاثة أشهر بأكملها. كل ثلاثين يوما تم اختبار المرضى مرة أخرى. بعد انتهاء الدراسة (بعد 3 أشهر)، كان جميع المرضى أقل فى مستوى الدهون الثلاثية في الدم ومستويات الكوليسترول الضار. وكان متوسط الانخفاض في الدهون الثلاثية بنسبة 10.6٪ وانخفض مستويات الكوليسترول الضار بمعدل 8.2٪ عن مستواه في بداية الدراسة. كما زادت مستويات الكوليسترول النافع أيضا بين مجموعة المرضى بحوالى 6.3٪. وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى 16 من 24 مريضاً، مستويات منخفضة من بروتين سي التفاعلي مما كانوا عليه في بداية الدراسة، مع انخفاض هذه المستويات كل شهر. وترتبط المستويات العالية من بروتين سي التفاعلي مع المخاطر الكبيرة لحدوث النوبات القلبية أو مشاكل الشريان التاجي.
اختبر الباحثون أيضا عن قدرة ورقة التوت كمضاد للأكسدة ، ووجدوا أنها مضاد للأكسدة قوى جداً. ووجد الباحثون أن لديها قدرات كبيرة فى التخلص من الشوارد الحرة. أيضا خلال الأشهر الثلاثة من استهلاك أوراق التوت زادت مستويات نشاط إنزيم الجلوتاثيون بيروكسيديز فى المرضى. وهذا يوضح قدرة ورقة التوت ليس فقط كونها مضادة للأكسدة في حد ذاته، ولكن لدورها فى تحفيز إنتاج الكبد من الجلوتاثيون.
وخلص الباحثون إلى مايلى:
مستخلص مسحوق أوراق التوت عن طريق الغلىان فى الماء أظهر نشاط قوى لمضادات الأكسدة ، كما يكشف هذا البحث عن ميل مسحوق أوراق التوت في خفض الدهون منخفضة الكثافة في الدم والدهون الثلاثية، وكذلك التهاب الأوعية الدموية الناتجة عن اضطراب شحوم الدم، من خلال قياس انخفاض مستويات بروتين سي التفاعلي. وعلاوة على ذلك، يمكن لمسحوق أوراق التوت أن يزيد من نشاط إنزيم erythrocyte glutathione peroxidase وخفض 8-isoprostane في مصل الدم. ولم يعثر على أي رد فعل سلبي شديد والآثار الجانبية البسيطة يمكن أن تزول من خلال أخذ أقراص ورقة التوت على الفور بعد وجبات الطعام.
هذه ليست أول دراسة تظهر أن ورق التوت يقلل بشكل كبير من مستويات الدهون الثلاثية. ففى دراسة أخرى من جامعة شولالونجكورن تم متابعة 23 مريضاً يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم لمدة 12 أسبوع. وقدمت هذه الدراسة أيضا للمرضى 280 ملليجرام من ورق التوت ثلاث مرات في اليوم الواحد. في هذه الدراسة، كان متوسط الانخفاض في الدهون الثلاثية أكثر من 14٪.
وقد استخدم ورق التوت في العديد من الأدوية التقليدية، لا سيما في مجال الطب التقليدي في آسيا، بما في ذلك الطب التايلاندي والياباني (الكامبو)، الأيورفيدا والطب الصيني.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن أوراق التوت تساعد فى السيطرة على الجلوكوز بين مرضى السكر.