أصبح من الواضح في السنوات الأخيرة أن هناك عدد من الطرق البديلة لعلاج السرطان والتي أثبتت كفائتها فى القضاء على الخلايا السرطانية بمفردها، أو حتى بمساعدة الطرق التقليدية كالعلاج الكيميائي والإشعاعي. للأسف لاتحصل العديد من هذه العلاجات البديلة على الاعتراف الذي تستحقه من الأطباء أو وسائل الإعلام. في الواقع، العديد من الدول فرضت حظر على علاجات السرطان البديلة أو جعلها غير قانونية، بينما وفقاً للقانون، يمكن إخضاع شخص ما للعلاج الكيميائي ضد إرادته. ومن المهم أن نلاحظ، أن اختيار واحد من هذه العلاجات البديلة، يتطلب مجهوداً كبيراً فى البحث، بسبب ضعف التمويل المخصص لدراستها. لاتريد صناعة السرطان أن تعترف بهذه الطرق البديلة وتنفق القليل جدا على إعلام الناس بالطب الوقائي. في الواقع، هناك فيتامين يعتقد أن له دوراً فعالاً للغاية في محاربة الخلايا السرطانية وقد تم بالفعل حظره من قبل ادارة الاغذية والعقاقير الأمريكية FDA وأصبح غير قانوني لاستخدامه فى العلاج بالولايات المتحدة، وهذا الفيتامين هو الليترايل Laetrile وهو المركب المصنع الذى يشبه الأميجدالين الطبيعى أو مايسمى بفيتامين (ب 17).
تحتوى بذور بعض الفواكه التى كثيرا ما يتم التخلص منها (مثل بذور المشمش والتفاح) على أكبر تركيز من الأميجدالين أو فيتامين (ب 17) على كوكب الأرض، والتى لا يدرك كثير من الناس أن له دور فى مكافحة السرطان. يحتوي الأميجدالين على الجلوكوز، والبنزيل ألدهايد، والسيانيد، وهذا الأخير يعتقد أنه المركب النشط فى الليترايل لمكافحة السرطان. ومن المهم أن نلاحظ، أن السيانيد في الواقع عنصر سام لجميع الخلايا، مما يجعل سمية الليترايل مصدراً للقلق. لكن الدراسات تشير إلى أن الليترايل يكون أكثر سمية للخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا الطبيعية، وحدوث تسمم السيانيد من بذور التفاح أو اللوز ضئيلة للغاية، ويجب ألا ننسى أن السرطان فى حد ذاته ساماً للخلايا، وكذلك العلاج الكيماوي والإشعاع.على سبيل المثال يحتوى كوب من عصير التفاح الصافى على 0.26 - 1.03 ملليجرام مكافئ من السيانيد/ جم، وبالتالى يلزم للشخص البالغ أن يتناول 10-40 لتر من عصير التفاح الخالص حتى يصل إلى حد التسمم بالسيانيد، وبالتأكيد هذه الفرضية غير قابلة للتطبيق.
هنا يبرز التساؤل التالى: إذا كان فيتامين (ب 17) فعال ومفيد للقضاء على السرطان، فلماذا لا يصفه الأطباء كعلاج؟ والإجابة بسيطة: فطريقة التحكم فى السرطان معروفة، وتأتي من الطبيعة، ولكنها لاتتوفر على نطاق واسع للمرضى لأنها لم تحصل على براءة اختراع، وبالتالي ليست جذابة لصناعة الأدوية تجاريا.
أمضى الدكتور كانيماتسو سيجورا معظم حياته المهنية في سلون مركز ميموريال كيترينج للسرطان وقام بإجراء أكثر من 250 بحث. كما تلقى العديد من الجوائز، وشملت واحدة منها أعلى مرتبة الشرف من الجمعية الطبية اليابانية للمساهمات البارزة في مجال أبحاث السرطان. درس تحديدا فيتامين الليترايل واكتشفت أنه أظهر نتائج إيجابية جداً فى منع أورام الرئة الخبيثة في الفئران المختبرية. في المجموعة الضابطة التي لم تتلق سوى الملح ، إنتشرت وأورام الرئة الى ما بين 80-90 % من الفئران، ولكن تلك التى تناولت فيتامين الليترايل، إنتشرت الأورام إلى ما بين 10- 20% فقط.
بحلول عام 1974 كانت نتائج دور الليترايل فى مقاومة للسرطان ايجابية جداً بحيث وقع مركز سلون كيترينج للسرطان على إجراء التجارب السريرية على البشر ولكن فجأة تغير كل شيء. بدأ المركز فى الاستعانة بعلماء آخرين لإجراء التجارب الخاصة بدور الليترايل، وكلما أظهرت تجربة إمكانية التوصل إلى نتيجة إيجابية، ألغى البحث تماماً وتم تجاهله. بدأ العلماء الآخرين في سلون كيترينج (الذين كانوا يعملون ضمن فريق سوجيورا سابقا) فى تقييم تلك الدراسات والتى وصفها سوجيورا بنفسه، بأنها مزورة، وحتى الآن لم يصدر نفى علمى لاتهامات سوجيورا. وتزول الدهشة فوراً إذا علمنا أن من يتحكم فى مجلس إدارة سلون كيترينج هم المستثمرين في صناعة البتروكيماويات وغيرها من الصناعات الملوثة للبيئة، وبعبارة أخرى كان يجري تشغيل المستشفى من قبل الذين يجنون ثرواتهم من خلال الاستثمار في أسوأ الأمور المسببة للسرطان على هذا الكوكب.
تعتبر ادارة الاغذية والعقاقير أن الليترايل شكل غير موافق عليه لعلاج السرطان وأنه من غير القانوني للطبيب وصفه للمرضى كدواء. ونتيجة لذلك، لا يمكن شراء الليترايل في الولايات المتحدة، على الرغم من إمكانية شراء فيتامين (ب17) أو الأميجدالين في شكل مكمل غذائى.