Search
غابات المانجروف تقلل من تأثير موجات تسونامى
يقول العلماء: "يمكن لغابات المانجروف الكثيفة النامية على طول سواحل البلدان المدارية وشبه المدارية أن تساعد على التقليل من الآثار المدمرة لموجات المد والعواصف الساحلية من خلال استيعاب بعض من طاقة الأمواج".
عندما ضرب التسونامي ولاية تاميل نادو بجنوب الهند بجنوب الهند يوم 26 ديسمبر عام 2004، على سبيل المثال، بعض المناطق في بيتشافارم و موتوبيت التى بها أشجار مانجروف كثيفة تضررت بأقل الخسائر البشرية وأقل الأضرار فى الممتلكات مقارنة مع المناطق الخالية من أشجار المانجروف.
ولكن يحذر العلماء أيضا من أن الغابات الاستوائية الساحلية الفريدة من نوعها من أكثر الموائل المعرضة للتهديد في العالم. ويرجع ذلك إلى النمو السكاني المتزايد بمعدلات سريعة والتنمية الاقتصادية غير المستدامة بما في ذلك الاستصلاح الجائر لأراضي التنمية الحضرية والصناعية، وانتشار مزارع الجمبرى على نطاق واسع، والتلوث الكيميائي.
يقول سواميناثان، الذى يلقب "أبو الثورة الخضراء فى الهند" ورئيس مؤسسة سواميناثان للبحوث "وقد لاحظنا أن أشجار المانجروف في كثير من الأحيان تكون بمثابة حاجز أمام ثورة المحيطات".
وجد علماء مؤسسة سواميناثان للبحوث، على سبيل المثال أنه في أكتوبر عام 1999، قللت غابات المانجروف من أثر الإعصار الهائل الذي ضرب ولاية أوريسا على الساحل الشرقي للهند مما أسفر عن مقتل 10 ألاف شخص على الاقل وتشريد حوالى 7.5 مليون.
منذ أكثر من 15 عاما، أطلقت مؤسسة سواميناثان للبحوث برنامجاً لاستعادة غابات المانجروف المتدهورة في الهند. وهى إحدى قصص نجاح إدارة غابات المانجروف المشتركة، وبدعم من مرفق البيئة الهندى الكندى بتمويل من الوكالة الكندية للتنمية الدولية. نفذ البرنامج في ست مناطق للمانجروف على طول الساحل الشرقي لجنوب الهند بين عامي 1996 - 2003، وقد ساعد المشروع على استعادة 1447 هكتار من غابات المانجروف المتدهورة.
اعتمدت المؤسسة استراتيجية ذات ثلاث محاور. إهتم المحور الأول بالحفاظ على وتجديد أشجار القرم على طول الساحل الشرقي للهند. المحور الثاني هو تحديد ونقل الجينات المتحملة للملوحة من أنواع أشجار المانجروف إلى محاصيل مثل الأرز والخردل النامية في المناطق الساحلية. المحور الثالث، هو رفع الوعي لدى المجتمعات المحلية حول شيكة العواصف ومناطق صيد الأسماك الآمنة وأفضل أوقات الصيد خلال العام.
تغطى غابات المانجروف ثلاثة أرباع سواحل البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية، ولكن فقط نصف هذه المساحة لا تزال على حالها اليوم. وعلى مدار العقود القليلة الماضية، تم إزالة العديد من أشجار المانجروف لإنشاء مزارع الجمبري، ومنح المستثمرين تنازلات من الحكومات لإنشاء تلك المزارع ، مع الافتقار إلى المعرفة على أهمية الحفاظ على هذه الغابات للضمان الاجتماعي والبيئي على المدى الطويل.
مزارع الجمبري وحدها تتسبب في فقدان 65 ألف هكتار من أشجار المانجروف في تايلاند،. في إندونيسيا، فقدت مدينة جافا 70 % من مساحة غابات المانجروف بها، كما فقدت سولاويسي 49 %، وسومطرة 36 % من تلك الغابات. على المستوى العالمى يبلغ معدل الانخفاض في غابات المانجروف حوالى 2- 8 % سنويا. وفي الهند، مساحات شاسعة من غابات المانجروف تدهورت بشدة في جميع المناطق تقريبا.
وكذلك تعمل كحاجز ضد التسونامي والأعاصير، وتوفر غابات المانجروف بيئة تتضمن مجموعة من الخدمات البيئية الأخرى. وتشمل منع تآكل السواحل، وحماية الشعاب المرجانية من الإطماء، وتوفير مصدر للأخشاب والأدوية التقليدية.
لقراءة المزيد: إضغط هنا