top of page

ارتفاع درجات الحرارة يزيد الإزهار فى الغابات الاستوائية


كشفت دراسة جديدة أجراها "ستيفاني باو" الباحث في جامعة ولاية فلوريدا، أن الغابات الاستوائية تنتج المزيد من الأزهار كاستجابة للزيادة الطفيفة في درجة الحرارة. وتناولت الدراسة كيفية تأثير التغيرات في درجة الحرارة، والسحب والأمطار على عدد الأزهار التي تنتجها أشجار الغابات الاستوائية. أظهرت النتائج أن الغيوم بشكل رئيسي لها تأثير على النمو الموسمي على المدى القصير، لكن يبدو أن التغييرات على المدى الطويل من هذه الغابات يعود إلى درجة الحرارة. على الرغم من أن دراسات أخرى إستعانت ببيانات إنتاج الأزهار على المدى الطويل، إلا أن هذه أول دراسة تدمج هذه البيانات مع تقديرات مباشرة من تأثير الغيوم بناءاً على معلومات الأقمار الصناعية.


أظهرت نتائج الدراسة التى نشرت خلال شهر يوليو 2013 في دورية Nature Climate Change أن كلا من السحب ودرجة الحرارة تحدث تغييرات ديناميكية في إنتاج الأزهار الاستوائية. وقال باو، وهو أستاذ مساعد في قسم الجغرافيا بولاية فلوريدا:- "يعتقد أن الغابات الاستوائية تعمل عادة مثل الرئتين لكوكب الأرض وعدد الأزهار التي تنتجها أشجارها هى علامة على حيويتها. ومع ذلك، هناك نقطة فاصلة ترتفع فيها درجة الحرارة فى الغابات بدرجة عالية فتؤدى لانخفاض إنتاج الأزهار. نحن لم نرى ذلك حتى الآن في المواقع التي فحصناها، ويعتمد حدوث ذلك على مدى إستمرار إرتفاع درجة الحرارة فى المناطق المدارية."


تم دمج المراقبة الأرضية مع صور الأقمار الصناعية على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود لمعرفة تأثير درجة الحرارة والغيوم على إنتاج الأزهار. وتؤكد نتائج الأبحاث مؤخراً أنه في المناطق المدارية، يمكن لدرجات الحرارة المعتدلة أن يكون لها تأثير ظاهر.


قاد باو فريق من الباحثين الدوليين الذين درسوا موسمية إنتاج الأزهار وقوته من عام إلى عام في نوعين من الغابات الاستوائية - غابة موسمية جافة على جزيرة بارو كولورادو فى بنما، وغابة رطبة في وكويلو، بدولة بورتوريكو. وفقاً لباو، فإن الموقع الجاف، ينتج الأزهار بمعدل 3 % سنوياً أكثر من الغابة الرطبة على مدى العقود القليلة الماضية، وهي زيادة تبدو مرتبطة مع درجات الحرارة المرتفعة.


يقول باو:- "لقد درسنا الأزهار لأن نموها يعتبر مقياساً لقوة الخصوبة ونمو الغابة بشكل عام، وبسبب وجود بيانات متاحة على المدى الطويل في إنتاج الأزهار. تعتبر كمية أشعة الشمس الساقطة على الغابات الاستوائية بسبب تفاوت كميات الغيوم عامل مهم، ولكن ليس أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بإنتاج الأزهار. تعتبر الغيوم لغز كبير في فهم تأثيرات تغير المناخ على الغابات الاستوائية. كلا الموقعين لا يزالا يظهران استجابة بزيادة الضوء، ومع ذلك كانت درجة الحرارة هى العامل الأكثر اتساقا عبر عدة نطاقات زمنية".


وقال باو:- "معظم التوقعات بتغير المناخ في المستقبل، تؤكد على تأثر النظم الإيكولوجية عند خطوط العرض العالية لأنها هى التى سيظهر بها أثر إرتفاع درجات الحرارة. المناطق الاستوائية والتي هي حارة بالفعل، ربما لن تشهد أكبر قدر من زيادة درجة الحرارة مثل مناطق خطوط العرض العليا. ومع ذلك، نحن نرى أن هذه الغابات الاستوائية لا تزال حساسة بمعدلات صغيرة من التغيير".

5 views0 comments
bottom of page