Search
نموذج تخيلى لأول زهرة على كوكب الأرض
أدى ظهور الأزهار على كوكب الأرض إلى تحول الحياة الأرضية لدرجة أن 90 % من النباتات الأرضية تتكاثر من خلال الأزهار. باستخدام مجموعة بيانات واسعة عن الزهور وتقديرات أشجار عائلاتها ، أنشأ فريق من الباحثين من القارات الخمس عملية إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لما قد تبدو عليه الزهور البدائية إلى جانب بعض الخطوات المبكرة في التنوع.
وفقا لدراسة نشرت فى أغسطس 2017 في دورية Nature Communications، فإن زهرة الأجداد كانت "ثنائية الجنس ومتناظرة شعاعياً، وبها أكثر من محيطين وتحتوى على ثلاثة أغلفة زهرية منفصلة لكل منها". مصطلح ثنائية الجنس Bisexual يعني لعلماء النبات أن كلا من الأعضاء الجنسية المذكرة والمؤنثة تتواجد في زهرة واحدة. أما الغلاف الزهرى Perianths فهو الجزء غير التناسلي من الزهرة، بما في ذلك البتلات والطبقات التي تحمي الزهرة عندما تكون برعم.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، أخذ الباحثون عينة من 792 نوعاً، منها 63 رتبة و 372 عائلة من النباتات المزهرة. تم تأسيس العلاقات بين هذه العائلات من خلال معايرة الساعات الجزيئية مع السجلات الأحفورية. هذا الأمر مكنهم من إجراء تقدير احتمالات النقاط الزمنية لبداية ظهور 27 سمة زهرية. واستخدم الباحثون عدد من أساليب إعادة بناء التصور، مما أعطى لهم نتائج متسقة لبعض الصفات وأخرى متباينة ، مما منح للباحثين مستوى عالى من الثقة في حوالي نصف استنتاجاتهم، في حين أن البعض الآخر يبقى مجرد احتمال.
لم يتم الاستدلال على الألوان والأشكال والأحجام النسبية للأعضاء من تحليلات الفريق ولكن تم اختيارها لأسباب فنية. تشير الثلاث علامات نجمية (***) إلى أعلى ثقة في الاستنتاج.
من بين قائمة طويلة من المزايا وصف الباحثون أن الأعضاء المؤنثة توجد فى ترتيب لولبى spiral وتشير النظرية إلى أن حبوب اللقاح تتجه نحو مركز الزهرة. وذكروا بأنه "على الرغم من أوجه التشابه مع بعض الأزهار الموجودة، إلا أنه لا توجد أنواع حية تشترك في هذا الجمع الدقيق من الصفات".
تخليق هذه الصورة هو إنجاز ملحوظ بالنظر إلى القليل عما نعرفه عن الأزهار. وتتراوح تقديرات ظهورها الأول من 140 إلى 250 مليون عام مضى، وهي فترة هائلة من عدم اليقين، وليس لدينا أزهار أحفورية أقدم من 130 مليون سنة.
زهرة الأجداد المشار إليها هنا هى أخر جد مشترك لجميع الأزهار الموجودة حالياً. لاحظ الباحثون أن الأزهار السابقة ربما كانت موجودة، ولكن هذه تشكل الأساس لشجرة العائلة مع عدم وجود فروع في وقت سابق.
وقد بذلت محاولات سابقة لإعادة بناء زهرة الأجداد عبر طرق مختلفة. وتختلف النتائج الجديدة بشكل حاد عن هذه المحاولات في فكرة أن ترتيب البتلات كانت محيطية whorled، بدلا من الترتيب اللولبي spiral. وجرت أيضا نقاشات مستفيضة حول ما إذا كانت الزهور في الأصل وحيدة الجنس أو ثنائية الجنس، وهو ما يعتقده مؤلفو الدراسة إلى حد ما.
جميع الزهور الحديثة مستمدة من نوع سلفى واحد، ولكن بعضها أكثر مباشرة من غيرها.
وتقترح الدراسة أيضا أن تنويع الأزهار في وقت مبكر ينطوي على ظهور العديد من الأصناف التى تحتوى على عدد قليل من المحيطات الزهرية whorls، لذلك يعتقد الباحثون أن هذا يزيد من كفاءة التلقيح. ومع ذلك، فإنهم في حيرة، لماذا كانت الزهور البدائية تحتوى على الكثير من الأغلفة الزهرية؟.