Biophila، حب الإنسان الفطري للطبيعة، هو وسيلة واضحة لتطوير المدن نحو بيئات تعزز من الصحة النفسية. وقد صاغ هذه الكلمة لأول مرة عالم النفس الاجتماعي (اريك فروم) لوصف المشاعر الإيجابية التي نحصل عليها من التفاعل مع النظم الطبيعية والأنواع الحية. هذا يصف كل شيء من الفرح لدي رؤية أسرة من فراخ البط تسبح في بركة مياه، أو لمشاهدة جمال غابة عتيقة النمو، أو عند سماع صوت متناغم من العصافير المغردة.
تم استكشاف نظرية Biophila أصلا كمنطقة متخصصة في أبحاث كل من علم النفس وعلم الأعصاب. ساعد نشر الكثير من الكتب على ذيوع فرضية Biophila وانتقال هذا المفهوم إلى مجالات أخرى، كما بدأت الآن في كسب القوة الدافعة في دوائر التصميم والتأثير على الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والعمرانى للمدن الحديثة.
عندما يفكر المرء في لمسة الطبيعة بالمدن، فإن أول شئ يتبادر إلى الذهن هو الزراعات الطولية من الأشجار على جانبى الطرق والتى تكون مظلة جميلة. الأشجار هي واحدة من أفضل العناصر للبدء فى تعزيز البيئة الطبيعية في المدينة بسبب العديد من الفوائد، مثل كونها مظلات تقى من حرارة الشمس فى الصيف وملاذ للنظم الإيكولوجية مثل الطيور. كما تبرز أهميتها القصوى لإدارة مياه الأمطار، والحد من تأثير الجزر الحرارية، والفوائد الصحية التى تمنحها لسكان المدن. ولكن الأهم من تخضير المشهد الحضري أن نظرية، biophilia تسعى بشكل مكثف إلى جلب المزيد من مظاهر الطبيعة المتضافرة مع الحياة اليومية للبشر أى أن خلق بيئة biophilia هي الخطوة التالية ما بعد غرس الأشجار.
وقد كشفت البحوث عن الآثار الفسيولوجية للبيئات الطبيعية وفوائدها الملموسة في مجال الحد من الإجهاد، والتركيز، والذاكرة، والإبداع، والراحة، وتضميد الجراح، والعاطفة وتنظيم المزاج. هناك عدد قليل من النتائج التجريبية المحددة للصحة النفسية تشمل:
الفراغ المكاني يستدعى إثارة الغموض والخطر مما يؤثر في الدوبامين أو الاستجابة القوية للمتعة
المشاهدة طويلة المدى، تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، والشعور بالأمان والحد من الملل والتعب.
أيضاً وجود عنصر المياه كعنصر مرتبط بالطبيعة، يؤدى إلى تحسين التركيز، والذاكرة، وتعزيز الإدراك والاستجابة النفسية
هذه نبذة مختصرة عن تطبيق biophilia في البيئات الحضرية وعلاقتها بالصحة النفسية، والتي يمكن أن ينظر إليها باعتبارها انعكاسا لقوتنا وهشاشتنا كبشر، نحن حساسون للغاية لبيئتنا. مما يؤكد أننا نعيش في عالم متصل.