التهاب المفاصل هو مصطلح عام يستخدم لحالات مثل التهاب المفاصل، والنقرس، ومرض الذئبة، والفيبروميالجيا التى تعجل التورم وألم في المفاصل، وغالبا ما يرافقه بشكل جزئى فقدان حركة المفاصل بشكل كامل.
ويقدر أن أكثر من 20٪ من سكان الولايات المتحدة يعانون بشكل أو أخر من التهاب المفاصل التي تسبب الألم ومشاكل في الحركة التي تتداخل مع حياتهم اليومية. في الواقع، التهاب المفاصل هو العجز الأكثر شيوعاً بين البالغين. لأنه في كثير من الأحيان يقلل من نوعية الحياة، والتهاب المفاصل قد يسبب الاضطراب العاطفي الشديد، بما في ذلك الاكتئاب الحاد.
كبار السن والنساء لديهم احتمال أكبر لتطور التهاب المفاصل، خاصة أولئك الذين يحملون بعض الاختلافات الجينية التي تهيئ لهم الإصابة بالذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي. وبصرف النظر عن العمر والجنس والعوامل الوراثية والتهابات وإصابات المفاصل والسمنة، فإن المهن التي تنطوي على الحركات المتكررة تزيد من خطر وشدة التهاب المفاصل.
في الطب التقليدي، يقتصر علاج التهاب المفاصل على الإدارة المؤقتة للأعراض في معظم الحالات. غالباً ما توصف المسكنات المضادة للالتهابات لتقليل الألم والتورم، مما يساعد على زيادة مدى الحركة إلى حد ما. في الحالات الشديدة، يمكن إعطاء الكورتيزون لتسكين الالتهاب من خلال تثبيط النظام المناعي. كل هذه العلاجات لها آثار جانبية خطيرة، وخاصة عند استخدامها على المدى الطويل. هذا هو الداعى لضرورة اللجوء إلى العلاجات الطبيعية.
نحن نعلم أن العنصر النشط في الاسبرين (أحد الأدوية المسكنة المضادة للالتهابات الأكثر شيوعا في الاستخدام)، قد اشتق أصلا من لحاء شجرة الصفصاف. وهناك العديد من الأعشاب الأخرى ذات الخصائص المماثلة التي يمكن استخدامها لعلاج حالات التهاب المفاصل.
الزيوت الطيارة المستخلصة من هذه الأعشاب العلاجية. كثيراً ما تحدث ارتياح كبير بدون آثار جانبية غير مرغوب فيها لأنها تحتوي على العديد من المكونات الأخرى التي تعمل معاً، للتحكم فى الآثار المرضية.
تم العثور على بعض الزيوت الطيارة التى تكون فعالة في علاج التهاب المفاصل بمفردها أو مشتركة مع غيرها.
أهم الزيوت العطرية لتخفيف التهاب المفاصل
1. زيت النعناع
النعناع قد يكون أكثر شعبية لإضافته إلى الحلوى، لكنه يملك خصائص مضادة للالتهابات ممتازة جنبا إلى جنب مع تأثيره المخدر الذي يساعد في تخفيف الألم والتورم المرتبط بظروف التهاب المفاصل، والتهاب المفاصل الروماتويدي على وجه الخصوص.
2. زيت الكافور
الأوراق العطرية من أشجار الكافور، وخاصة النوع Eucalyptus globulus. اليوكاليبتول Eucalyptol هو العنصر الرئيسي فى زيت الكافور، بالإضافة إلى العديد من العناصر النشطة الأخرى التي لها تأثير قوي مضاد للالتهابات.
3. زيت الزنجبيل
الزنجبيل معروف كأفضل توابل تستخدم فى الطهي، لكن له استخدامات علاجية واسعة النطاق للغاية. زيت الزنجبيل له تأثير ممتاز مضاد للالتهابات يفيد في علاج مجموعة متنوعة من الالتهابات، بما في ذلك التهاب المفاصل. يتم استخراج زيت الزنجبيل العطري من الريزومات غير المقشرة لنبات Zingiber officinale. يحتوي الزيت على عدة مركبات كيميائية نباتية قوية مثل الجيرانيول والجيرانيال والنيرال والبورنيول والكمفين وغيرها
4. زيت اللافندر
زيت اللافندر المستخرجة من البراعم الزهرية لنبات Lavandula angustifolia، ومن المعروف أن له خصائص مسكنة ومضادة للالتهابات. الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي كثير من الأحيان حدث لهم تحسن شامل عندما يتم استعمال زيت اللافندر موضعياً. زيت اللافندر يحسن الدورة الدموية عند دلكه على الجلد، ويقلل من حدة الألتهاب. أيضاً له تأثير مهدئ على العقل، والذي يمكن أن يساعد في تخفيف الإحباط المصاحب لالتهاب المفاصل الحاد.
5. زيت الفلفل الحريف
يتم استخراج زيت الفلفل الحريف اللاذع من الفلفل الحار. الزيت له خصائص مسكنة ممتازة، ولكن لا بد من استخدامه مراراً وتكراراً لعدة أيام قبل أن يصبح تأثيره واضح. يعتبر مركب الكابسسين capsaicin هو العنصر النشط الأساسي، الذى يخفف الآلام عن طريق تحليل الببتيد العصبي الذى يتم إفرازه كرد فعل للالتهابات. هذا الجزيء هو المسؤول عن حمل الشعور بالألم إلى المخ، ووجود مركب الكابسسين يصد هذه العملية.
6. زيت إكليل الجبل (الروزماري - الحصالبان)
زيت إكليل الجبل المستخرج من أوراق شجيرة إكليل الجبل Rosmarinus officinalis يعتبر مسكن ومضاد للالتهابات. المكون الرئيسي للزيت هو حمض الروزمارينك rosmarinic المسؤول عن هذا التأثير، لكن المواد النشطة بيولوجياً الأخرى قد يكون لها دور مساند أيضاً.
في العديد من الدراسات المعملية، وجد أن حمض الروزمارينك يمنع تطور التهاب المفاصل الروماتويدي في الفئران، وربما له تأثير مماثل على البشر المصابين بمرض فى المناعة الذاتية حيث تسبب الكريات البيضاء فى فقدان الغضاريف.
7. زيت اللبان
يتكون زيت اللبان Frankincense من الراتنج المجفف لبعض الأشجار التى تتبع جنس Boswellia ، التى تستوطن أفريقيا والشرق الأوسط. استخدم اللبان في العديد من الاحتفالات الدينية لقدرته المزعومة فى تعزيز الخبرات الروحية.
وقد أظهرت التجارب المعملية أن اللبان قد يحد من تطور التهاب المفاصل الروماتويدي عن طريق تثبيط إنتاج بعض المواد المسببة لالتهابات، وبالتالي يمنع الضرر الذي تسببه للغضاريف. كل من التربينات الأحادية monoterpenes والتربينات الأحادية النصفية sesquiterpenes هي المسؤولة عن هذا التأثير الشافى.
8. زيت المر
يتم الحصول على المر من الراتنج الذى ينتجه نبات Commiphora molmol ، وهى شجيرة شوكية تستوطن مصر والأردن. يستخدم المر، جنباً إلى جنب مع اللبان، كعنصر مشترك فى حرق البخور في كثير من التقاليد الدينية القديمة ويستخدم طبياً لأغراض أخرى.
درس تأثير المر المضاد للالتهابات على نطاق واسع، ووجد أنه يعادل المضادات المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل. يمكن استخدام خليط زيت المر مع زيت الزيتون على المفاصل المصابة، فهو يقلل من تورم الأطراف عن طريق خفض مستويات مادة leukotaxine المسببة للألتهابات والتى يتم إنتاجها عندما تصاب الأنسجة.
9. زيت حشيشة الليمون
هذا الزيت ذو الرائحة الحلوة، التى تشبه رائحة البرتقال تستخلص بطريقة التقطر بالبخار من أوراق وسيقان نبات حشيشة الليمون Cymbopogon citratus. في الطب الهندى (الايورفيدا) يتم علاج التهاب المفاصل، بتوجيه البخار المتصاعد من الليمون المغلي في الماء نحو المفاصل المتضررة، كما أن دفء البخار يسهل امتصاص وتغلغل الزيت في أعماق الأنسجة، وهذا يؤدى لتخفيف الآلام لمدة طويلة.
يعتبر زيت حشيشة الليمون دواء قابض ومدر للبول، وهذا يساعد في مكافحة أكثر أنواع الالتهابات إنتشاراً مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والذئبة. ميزة أخرى كبيرة لزيت حشيشة الليمون، هو تأثيره المضاد للاكتئاب والتي يمكن أن يساعد في الحد من الشعور بانعدام الأمن والاكتئاب الذي يعاني منه كثير من البشر الذين يعانون من التهاب المفاصل.
على عكس العديد من الزيوت الأساسية التي لها تأثير مضاد للالتهابات والمسكنات من الساليسيلات، يحتوي زيت حشيشة الليمون على مجموعة مختلفة من المكونات النشطة مثل السترونيللال، والميرسين، والليمونين، والسترال، والجيرانيول، والنيرول. وبالتالى يناسب الأشخاص الذين لديهم حساسية من الأسبرين والذين يتناولون أدوية مسيلة للدم.
10. زيت البتولا
يتم استخراج الزيت البتولا العطري من لحاء شجرة البتولا Betula lenta. حلو الطعم ويشبه رائحة الكافور وتأثيره قوي مضاد للالتهابات ومسكن للألم. يأتي هذا التأثير نتيجة لمحتواه من ميثيل سلسليك وحمض السلسليك. تفيد التقارير أن زيت البتولا فعال مثل الكورتيزون في تخفيف الألم وتورم المفاصل نتيجة النقرس، والتهاب الأوتار، والتهاب المفاصل. الخاصية القابضة القوية للزيت تقلل بسرعة من تجمع السوائل حول المفاصل، وتحسن من سهولة حركتها.
زيت البتولا هو العنصر المشترك للعديد من صيغ المراهم المضادة لالتهاب المفاصل وتسكين الألم، ولكن الزيت النقي يجب أن يستخدم بحذر. وعادة ما يتم دمجه مع زيت الليمون ويخلط مع الزيوت الحاملة قبل استخدامه على المفاصل الملتهبة. زيت البتولا لا ينبغي أن يستخدم من قبل كبار السن أو المرضى الذين يتعاطون الأدوية المسيلة للدم.
يمكن تحقيق أقصى قدر من التأثير العلاجي عن طريق الجمع بين الزيوت العطرية المختلفة، وغالباً يمكن مزج نوعين أو أكثر من الزيوت الطيارة لتوفير المزيد من الكفاءة فى تخفيف الألم من إستخدام نوع واحد فقط. على سبيل المثال، يمكن خلط عشر قطرات كل من الزيوت الطيارة لكل من البتولا وحشيشة الليمون، والعتر البلدى مع زيت حامل للحصول على دهان ممتاز لآلام المفاصل.
يلاحظ أن الزيوت الطيارة مركزة جداً، لذلك ينبغي تخفيفها بشكل مناسب مع الزيوت الحاملة مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت الجوجوبا وزيت اللوز الحلو وغيرها وتخلط مع شمع العسل المذاب للحصول على مرهم يسهل استخدامه.