top of page

الغابات العتيقة أهم بالوعات للكربون


خلافاً للاعتقاد السائد منذ ستينيات القرن العشرين، ظهر تحليل جديد نشر في دورية الطبيعة Nature يقترح أن نمو الغابات القديمة عادة ما تكون "بالوعات الكربون" وتستمر فى امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، كما تخفف من آثار تغير المناخ على مدى قرون.


ومع ذلك، فإن هذه الغابات العتيقة في جميع أنحاء العالم ليست محمية بموجب المعاهدات الدولية، واعتبرت ليست ذات أهمية في "ميزانية الكربون carbon budgets " الوطنية على النحو المبين في بروتوكول كيوتو. واستند هذا المنظور إلى حد كبير على نتائج دراسة واحدة من أواخر الستينات من القرن الماضى والتي أصبحت النظرية المقبولة، ويقول العلماء الآن هذا الأمر يحتاج إلى تغيير.


وخلص باحثون من جامعة ولاية أوريجون والعديد من المؤسسات الأخرى في تقريرهم إلى أنه تبعاً للقواعد المحاسبية لكربون الغابات، يجب منح قروض بغرض حماية الغابات قديمة النمو فى حالة سليمة. لأن الكثير من هذا الكربون المختزن بالأشجار على مدار مئات السنين، وحتى الكربون في التربة، سوف يتحرر مرة أخرى إلى الغلاف الجوي إذا حدث اضطراب ما لهذه الغابات.


وجد تحليل 519 دراسة مختلفة أن حوالي 15 % من أراضي الغابات في نصف الكرة الشمالي هي غابات أولية (لم تقطع منذ زراعتها) غير مدارة وبها كميات كبيرة من النمو القديم، وأنها قد تكون مسؤولة عن 10 % من صافي الامتصاص العالمي من ثاني أكسيد الكربون. وقالت الدراسة، في الغابات التى يتراوح عمرها بين 15 - 800 سنة، فإن صافى توازن الكربون من الغابات والتربة عادة ما يكون إيجابيا مما يعني أنها تمتص المزيد من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تطلقه.


تستخدم الغابات ثاني أكسيد الكربون لبناء الخلايا العضوية وتخزينه في الأنسجة الخشبية، ولكن هذه العملية لا تستمر لأجل إلى الأبد. في ستينيات القرن الماضى، فى دراسة استخدمت بيانات 10 سنوات لإحدى الغابات اقترحت أن الغابات التى يبلغ عمرها 150 سنة أو أكثر تطلق الكربون أكثر مما تمتص من الغلاف الجوي، وبالتالي تصبح "محايدة للكربون carbon neutral ".


ولكن هذا الاقتراح كان فقط على أساس الملاحظات الناتجة عن دراسة واحدة لنوع واحد فقط من الغابات، وأنه ببساطة لا ينطبق على جميع الحالات الأخرى. توضح البيانات الحالية استمرار تراكم الكربون في الغابات العتيقة والتى يبلغ عمرها قرون من الزمن."


عندما يتم قطع الغابات القديمة النمو، تشير الدراسات إلى أن هناك مدخلات جديدة من الكربون في الغلاف الجوي لمدة 5-20 سنوات، قبل أن تبدأ الأشجار الحديثة الزراعة لتكون قادرة على عزل المزيد من الكربون مما يتحرر من النموات القديمة المقطوعة. إنشاء غابات جديدة، سواء بشكل طبيعي أو بواسطة البشر، غالباً ما يترافق مع اضطراب في التربة والغطاء النباتي السابق، مما يؤدى إلى أن معدل التحلل يتجاوز لبعض الوقت الإنتاجية الأولية لإستعادة النمو.


وقالت الدراسة، الغابات القديمة تواصل عزل الكربون لقرون عديدة. وعندما تموت الأشجار الفردية (بسبب البرق أو هجوم الحشرات، أو الفطريات أو لأسباب أخرى)، هناك طبقة السفلى الثانية من الأشجار تنتظر تحت ظل الأشجار السائدة لتنمو وتحافظ على الإنتاجية.


أحد الآثار المترتبة على الدراسة، هو أن الدول التي لديها كميات كبيرة من الغابات العتيقة قد تجد أنه من الأسهل نوعا ما ترك تلك الغابات سليمة للتعويض عن انبعاثات غازات الدفيئة. كما سيكون من الضروري، لنماذج سطح الأرض التي تحاول تحديد توازن الكربون أن تصف وظيفة هذه الغابات القديمة على نحو أفضل.


المصدر:- إضغط هنا



1 view0 comments
bottom of page