ارتفاع ضغط الدم هو أحد العوامل الخطيرة الرئيسية لحدوث السكتة القلبية أو السكتة الدماغية. وهو في الواقع يعتبر أهم العوامل الخطرة المرتبطة بالسكتة الدماغية. يعانى أكثر من 60 مليون أميركي من ارتفاع ضغط الدم، وأكثر من نصف هذا العدد (54.3٪) يتراوح أعمارهم ما بين 65-74 سنة وحوالي ثلاثة أرباع العدد (71.8٪) من الزنوج في نفس الفئة العمرية.
أدوية خفض ضغط الدم هي من بين الأدوية الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة وتحتل أكثر من 678 مليون وصفة لضغط الدم في عام 2010 فقط. جميع العلاجات الحالية لخفض ضغط الدم لها آثار جانبية كبيرة. أظهرت دراسة حديثة أن مستخلص بذور الكرفس أدى إلى نتائج سريرية جيدة دون وجود الآثار الجانبية التي يعاني منها العلاج بتعاطي العقاقير الحالية.
يحتوي مستخلص بذور الكرفس على أهم المركبات المعروفة باسم 3-n-butylphthalide (3nB) ، وهو أيضا المسؤول عن النكهة المميزة ورائحة الكرفس. اكتشف (3nB) باعتباره العنصر النشط فى الكرفس في استجابة لتحقيقات من قبل الباحثين يسعون لشرح بعض الآثار الطبية للكرفس، بما في ذلك خفض ضغط الدم وتخفيف التهاب المفاصل. ولفت هذا المركب أولاً الاهتمام العلمي الهائل عندما حدد الباحثون في المركز الطبي بجامعة شيكاغو على أنه عامل في الكرفس مسؤول عن تأثير خفض ضغط الدم للكرفس. وكان الدافع للبحث بالصدفة عن طريق والد أحد الباحثين والذي بعد تناول الكرفس بشكل يومى، لاحظ بعد أسبوع واحد انخفاض فى ضغط دمه من أكثر من 158 / 96 (علماً بأن مستوى ضغط الدم العادى يتراوح ما بين 118 / 82). وجدت الدراسات اللاحقة على الحيوانات أن كمية صغيرة للغاية من (3nB) تخفض من ضغط الدم بنسبة 12 - 14٪ وتخفض الكوليسترول أيضا بنحو 7٪.
فى دراسة بشرية مؤخراً، تم تقييم فعالية مستخلص قياسى من بذور الكرفس لعدد 30 مريض يعانون من ارتفاع ضغط الدم يتراوح مابين الخفيف الى المعتدل ويحتوى هذا المستخلص على تركيز 85٪ من (3nB) وبلغت كانت الجرعة اليومية 150 ملجم. أظهرت النتائج انخفاض ملحوظ في كل من ضغط الدم الانقباضي (SBP) وضغط الدم الانبساطي (DBP) مقارنة بالقياسات الأساسية. وحدث التغيير خلال ستة أسابيع لمتوسط ضغط الدم الانقباضي 8.2 مم زئبق وضغط الدم الانبساطي 8.5 مم زئبق، ولم تظهر أي آثار جانبية.
وتشير هذه النتائج إلى أن مستخلص بذور الكرفس قد يكون له أعظم الآثر فى خفض ضغط الدم من بين المنتجات الطبيعية المتاحة. والميزة الرئيسية لمستخلص الكرفس على الأدوية التقليدية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم هو أن الأدوية مثل تلك المثبطة للبيتا تميل إلى خفض كبير في تدفق الدم إلى الدماغ ولئن كان هذا التأثير مفيد في تقليل احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية، فإنه غالباً ما يسبب للمرضى الذين يتناولون هذه الأدوية الشعور بالتعب، والاكتئاب والدوار، والنسيان. وقد تبين أن مستخلص الكرفس في الواقع لا يساعد فقط على منع السكتة الدماغية في الدراسات الحيوانية، ولكنه أيضا يحسن تدفق الدم وكذلك يعمل على حماية المخ وتعزيز إنتاج الطاقة به.
ويجري تطوير (3nB) الاصطناعي كدواء في الصين. لوحظ في دراسات أولية بعض الآثار الإيجابية لهذا المركب المصنع مثل القدرة على منع السكتة الدماغية وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ وحماية المخ وتعزيز إنتاج الطاقة داخله وتحسين التدهور البسيط للوظيفة الإدراكية. كما ثبت في النماذج الحيوانية أن (3nB) يزيد من طول العمر ويمنع تطور مرض الزهايمر.
