الآثار البيئية للإضاءة الليلية المفرطة
ترتبط الآثار البيئية للإضاءة المفرطة ليلا مع الآثار الاقتصادية لتلك الإضاءة. ويلزم الحدائق المحيطة بالمناطق المستقرة اقتصادياً أن تكون السماء صافية لاعتمادها على السياحة وجذب الفلكيين (مرجع). كما يمكن رؤية مناطق كبيرة من السماء الصافية في المناطق البعيدة بما فيه الكفاية عن المراكز الحضرية الكبيرة، حيث يقل فيها تأثير التلوث الضوئي (مرجع). ومع ذلك، فإن هذه المواقع القليلة بعيدة كل البعد عن المدن الكبيرة. في الواقع، العديد من المتنزهات الوطنية محاطة بالمراكز الحضرية الكبيرة، مما يؤدي إلى تدهور مشاهدة السماء ليلاً بها (مرجع). بعد أن ناقشنا بالفعل الآثار الاقتصادية للإضاءة المفرطة ليلاً التي تنتقل إلى المتنزهات الوطنية، لا بد من السعى لإعادة التدوير البيئي ومنع التعدي الضوئي على الحدائق.
الحدائق ضرورية لدول العالم. فهى مصدر للرزق في أوقات الركود ولتخفيف الضغوط النفسية والاكتئاب، وتحتجز كميات هائلة من الملوثات من الهواء الذي نتنفسه، وملجأ للكثير من الحياة البرية. فهى لا توفر فقط الهروب العاطفي للمواطنين، ولكن تمدهم بالهواء النقي.
قضايا استخدام الأراضي ذات أهمية خاصة للولايات المتحدة لأن الغابات والتربة الأمريكية تحجز سنويا كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتحجز غابات الولايات المتحدة ما يقرب من 15 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة وقدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) احتجاز الكربون السنوي للولايات المتحدة لعام 2000 بحوالى 246 مليون طن متري من الكربون المكافئ والذى يمثل انخفاضاً حاداً بنسبة 17.7٪ عن حجم الكربون المحتجز في عام 1990.
ووفقاً لوكالة حماية البيئة التابعة للولايات المتحدة، فإن هذا الانخفاض يعزى أساساً إلى انخفاض معدل تراكم الكربون في مخازن الكربون بالغابات والتى يمثلها ما يلى:-
الأشجار (أي الأشجار الحية وجذوع الأشجار الميتة القائمة، بما في ذلك الجذور والسيقان والفروع وأوراق الشجر).
الغطاء النباتي أسفل الأشجار (مثل الشجيرات، بما في ذلك الجذور والسيقان والفروع وأوراق الشجر).
أرضية الغابات (أي المخلفات الخشبية الناعمة، وأوراق الأشجار الذابلة والدبال).
التربة (أي المادة العضوية في التربة).
الجهود المبذولة لوقف الآثار البيئية للتلوث الضوئي
ومن المقترحات التي نوقشت حديثاً بين العلماء للمساعدة في وقف الآثار البيئية للتلوث الضوئي هو بذل الجهود الحثيثة من أجل الحفاظ على السماء مظلمة ليلاً. وأظهرت أبحاث معهد علوم وتكنولوجيا التلوث الضوئي في ثينس وجامعة بادوا، زيادة التلوث الضوئي وبالتالى أصبحت السماء المظلمة ليلاً مهددة بالانقراض بشدة (مرجع).
ويتفق العلماء في كل مكان على أن السماء تعتبر مورداً طبيعياً، (مرجع)، وأنه سيكون من المناسب الإعلان على أن السماء المظلمة أصبحت مهددة بالانقراض وبدء الجهود لخلق محميات طبيعية لهذا الغرض. ويتفق علماء الأحياء على أن "تعيين السماء المظلمة كمورد طبيعي يستحق الحماية كغابة قديمة أو نهر خلاب قد يبدو غريباً، ولكن علماء الأحياء يقلقون من التأثير النهائي الناجم عن هذا الاضطراب الإيكولوجي الصغير المفهوم" (مرجع). ويعتقد الباحثان ستيف ألبيرز، أن "مناطق الحدائق البعيدة عن المراكز الحضرية الكبيرة، ينبغي ترشيحها فى الأساس للمحافظة على سمائها مظلمة.
في حين أن هذا المفهوم قد يكون غريباً بالنسبة للبعض، فإنه لم يتطرق أحد إليه من قبل لتقييد الإضاءة على الأرض من أجل ظلام السماء ليلاً. ففي غرب تكساس "تعاونت مؤسسة ماكدونالد أوبزيرفاتوري" مع مؤسسة "ناتشر كونزيرفانسي" في شراء الأراضي المجاورة وإعادة بيعها مع فرض قيود صارمة على استخدام الإضاءة (مرجع). هذا النوع من الشراكة قد يمثل ما يحمله المستقبل إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان أن السماء المظلمة ليلاً هي أكثر من مجرد ذكرى قديمة.