Search
المعايير الصارمة لاختيار أشجار الحضر
قال الدكتور هنريك سيومان وهو محاضر وباحث في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية "ينبغي اختيار الأشجار لمواقع المدن باستخدام معايير أكثر صرامة لضمان بقائها على قيد الحياة ولكى تقدم خدماتها للنظم الإيكولوجية على أكمل صورة.
اختيار الشجرة هو المفتاح للسلسلة الكاملة، وتعتبر الحرارة والجفاف من أكبر العوائق التى تحد من نمو الأشجار، لذلك لا بد من النظر في كيفية التعامل مع هذه العوائق. كما ترتبط خدمات النظام الإيكولوجي بحجم الشجرة وحالتها الصحية، وإذا لم نهتم بالاختيار المناسب، لن نحصل على فوائد من الشجرة وربما تتحول إلى عبء على البيئة.
قال سيومان: "كنا نحاول أن نفهم سلوك الأشجار وطريقتها للتنافس على الموارد وتحمل الظروف المختلفة في الطبيعة. بعض الأشجار ذكية حقا، في حين أن أشجار أخرى لاتتمتع بنفس الذكاء في هذا الصدد (في حالة فشل خطة ما، ليس لديها بديل آخر).
وأضاف: "يمكن للأشجار أن تتجنب الجفاف من خلال تطوير نظام جذرى منتشر وعميق، ولكن في البيئة الحضرية لا نستطيع عادة القيام بذلك. بعض الأشجار مثل البتولا birch (التي ليست ذكية) بدرجة أو بأخرى لاتعتمد علي المجموع الجذرى، فتبدأ فى فقد أوراقها، وتصبح أقل إزدهاراً وحيوية عن مثيلاتها التى تتمتع بالذكاء. وبالمثل، فإن شجرة الكاتسورا Cercidiphyllum japonicum التى تزرع على ضفاف الأنهار ليست لديها استراتيجية لمقاومة الجفاف. على النقيض من ذلك، شجرة الزيزفون Tilia tomentosa التى تكون أوراقها زغبية وهذا يعني أنها تفقد كميات أقل من المياه، في حين أن القيقب الفضي Acer saccharinum تتلوى أوراقها لتعكس أشعة الشمس حتى لا تسخن وتفقد رطوبتها نتيجة الجفاف".
صنَّف سيومان وزملاؤه حتى الآن 27 نوعا وصنفاً من القيقب، التى تنمو عادة بالأراضى الرطبة، مثل (A. truncatum) وعلى النقيض من ذلك (A. tataricum - A. grandidentatum) تنمو في الجبال، حيث تشتد الحاجة لأشجار تتحمل الجفاف. في السنوات القليلة القادمة سيكون لدينا كم هائل من البيانات، ونآمل أن نرى ذلك في كتالوجات المشاتل، ويتيح النقاش المجدى حول هذه الأشجار.
وقدم الدكتور أندرو كوزر من جامعة فلوريدا سبباً رئيسياً آخر لضمان وصول الأشجار في البيئات الحضرية إلى مرحلة النضج، وهو انبعاثات الكربون التي تقيدها من الغلاف الجوى خلال حياتها. وبعد تقييم دورة الحياة التي أجريت على الأشجار فى الولايات المتحدة، فقد حسب أن الشجرة تحتاج أن تعيش لمدة 33 عاما للوصول إلى "نقطة الحياد الكربوني لكى تحرر مخزونها المتراكم من الكربون . نشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Environmental Horticulture فى شهر سبتمبر 2016.
في إطار مجموعة برامج i-Tree Streets، يتم تقييم مجموعات أشجار الشوارع، وهي أداة تحليل لمديري الغابات في المناطق الحضرية يستخدمون بيانات حصر الأشجار لتحديد القيمة النقدية للفوائد البيئية والجمالية السنوية مثل الحفاظ على الطاقة، ونوعية الهواء وتحسين ثاني أكسيد الكربون، ومراقبة مياه الأمطار، وزيادة قيمة الممتلكات.
وتركز مجموعة برامج i-Tree Streets في الغالب على تحييد الكربون ونوعية الهواء، ولكن إذا كانت بعض المجتمعات غير مهتمة بهذه العناصر، فإن القيمة المقدرة ستكون مبالغ فيها بالنسبة إليهم. وقد وضعوا المزيد من القيمة على الظل أو المنظر الجمالي، أو التأثير على أسعار الوحدات السكنية. وهذا النوع من البيانات يعتبر ثروة كبيرة فى المجتمعات المتقدمة التى تهتم بصحة ورفاهة البشر.
المصدر: إضغط هنا