الضوضاء المفرطة أو الاهتزازات هى نتيجة مباشرة لأنشطة الإنسان ، والتى تسبب اضطراب في الظروف البيئية العادية. خلافا لغيره من الملوثات، فإن الضجيج لا يتراكم، ولا يتم انتقاله إلى موقع آخر أو يتم تراكمه على مر الزمن. لذلك له عواقب سيئة على صحة الناس إذا كان يحدث بشكل تراكمي على المدى المتوسط والطويل.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الضوضاء لها آثار فسيولوجية ونفسية سيئة، ويعتبر فقدان السمع واحد من أشد هذه العواقب السيئة. هؤلاء المتضررون من الضوضاء في كثير من الأحيان هم من الذين يتعرضون بشكل منتظم لمستويات الضوضاء العالية مثل الموسيقى الصاخبة في الملاهي الليلية والحفلات. حوالى 15٪ من طلاب الجامعات لديهم مستوى مساوي أو أكبر لأبائهم من مشكلة فقدان السمع. وبالمثل، فإن الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية لصحة المراهقين تؤكد أن فقدان سمع الترددات العالية قد زاد بين بعض المراهقين إلى ما يقرب من 10-20%. الشباب المعرضون للصوت ذو الشدة العالية قد يواجهون فقدان السمع المؤقت الذى يظهر فى شكل طنين في الأذنين. ومع ذلك، استمرار التعرض المتكرر إلى مستويات خطيرة من الضجيج لسنوات يؤدي إلى أضرار لا رجعة فيها، من خلال تدمير المستقبلات الحسية الصغيرة في الأذن الداخلية.
الضجيج لا يسبب فقط فقدان السمع البيئي، بل يولد أيضا آثاراً ضارة على الصحة ونوعية الحياة للأشخاص مع معانة نفسية وعواقب وخيمة من عدم القدرة على النوم بشكل متكرر أو الشعور بالتعب عند الاستيقاظ في الصباح. أيضا، المستويات العالية من الضوضاء يمكن أن تسبب الاضطرابات الهرمونية مثل زيادة إفراز الأدرينالين وسرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وصعوبة التنفس، مما يؤدى إلى التوتر وتفاقم مشاكل القلب والأوعية الدموية. تتأذى الحيوانات البرية أيضاً بالتلوث الصوتى، فتشير الدراسات إلى أن الضوضاء يمكن أن تكون بمثابة حاجز لعملية التواصل فيما بينها، والذي يتم عن طريق الأصوات وبالتالي، انخفاض القدرة على الإنجاب وزيادة خطر حدوث خلل وارتباك.
مدريد هى واحدة من العديد من المدن التي اتخذت تدابير للتخفيف من الضرر الذى تسببه هذه المشكلة. وتشمل خطة العمل تدابير لنشر وشرح تأثير التلوث وآثار الضجيج على الصحة، والتأثير على اتجاهات وسلوك المواطنين. أيضاً إجراء الدراسات وحملات التوعية وعرض المعلومات على شاشات بالميادين العامة، وعمل حملات تثقيفية في المدارس الابتدائية والترويج لاستخدام وسائل مواصلات أكثر هدوءاً مثل الدراجات الهوائية.
في أوروبا أصبح الضجيج عامل مؤثر فى البيئة على الرغم من التدابير التي تدمج مختلف التشريعات لتنظيم المشكلة. هذا هو الحال في إسبانيا، التي تصنف باعتبارها ثاني أعلى مستوى من التلوث الصوتى بعد اليابان في العالم. ويتعرض 50٪ من المواطنين الإسبان لمستويات ضجيج تفوق مستوى 65 ديسيبل ويعانون من العواقب التى تترتب على ذلك.
في مجتمع اليوم، تعتبر الأنشطة الترفيهية، والتحدث بنبرة صوت عالية، واستخدام الصفارات وألات التنبيه أو الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالى، من مصادر الضجيج الهامة،و رفع الوعي لتغيير السلوك الفردي لبعض العادات في الأنشطة اليومية يمكنه إحداث خفض في مستوى الضجيج الذى يتعرضون له ، ولا يعتبر شكل من أشكال الرعاية الصحية الشخصية فحسب، بل لكوكب الأرض بشكل عام.