top of page

العثور على المياه فى الأراضى المشجرة



نشر بحث مؤخرا في Scientific Reports لفهم طبيعة الأشجار والمياه في المناطق الجافة. في الأماكن القاحلة حيث المياه شحيحة، غالبا لايتم تشجيع زراعة الأشجار بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن الأشجار دائما تقلل من توافر المياه التي تشتد الحاجة إليها.


وجد العلماء الذين يعملون في بوركينا فاسو أنه عند وجود عدد معين من الأشجار ، تزداد كمية المياه الجوفية بالفعل. وتعد هذه الدراسة بمثابة تغيير فى المفاهيم السائدة، ومن المثير بمعنى أنها تقلب تماما الطريقة التي كنا ننظر بها إلى الأشجار وتوافر المياه.


سابقا، كان عدد قليل من الدراسات يختبر الغطاء الشجري في المناطق الاستوائية، و الغطاء الشجري متوسط الكثافة أو الأشجار المتناثرة على عائدات المياه. واستنادا إلى فكرة أن الأشجار يمكن أن تحسن من حركة المياه في التربة، عمل العلماء مع نظرية الغطاء الشجري الأمثل" التي من شأنها أن توفر أكبر قدر ممكن من المياه الجوفية.


أدى البحث إلى نظريتين حول علاقة الغابات والماء: 'نظرية المفاضلة" و" نظرية الإسفنج ". نظرية الإسفنج sponge theory ترى أن الغابات تمتص المياه خلال موسم الأمطار وتحررها ببطء خلال موسم الجفاف، وبالتالي تحافظ على تدفق تيار المياه بشكل مستمر أثناء فترات الجفاف، في حين أن نظرية المفاضلة trade-off theory والتي أصبحت سائدة الآن، تذهب الى ان المزيد من الأشجار تساوى مياه أقل. كل من النظريتين صحيح إلى حد ما، ولكن تبين أن أثر الأشجار على تغذية المياه الجوفية يعتمد على كثافة الغطاء الشجري، وهكذا فإن الأشجار يمكن أن تحسن من تغذية المياه الجوفية إلى حد ما.


عن طريق اختبار مستويات المياه الجوفية سواء القريبة والبعيدة من الأشجار في الطبيعية شبه القاحلة على مدى عدة سنوات، وجد الباحثون أن وجود كثافة متوسطة من الغطاء الشجري تخلق الظروف التى تزيد من كمية المياه المتاحة مما لو كانت التربة بدون أشجار أو كان هناك أشجار بكثافة عالية.


فى عدم وجود أشجار، فإن التربة الاستوائية الحساسة تفقد مسامها الواسعة، المسؤولة عن تغلغل المياه إلى الأعماق بسرعة. وبدون هذه المسام تصبح غير منفذة، وتتدفق المياه بعيدا عن سطح التربة ولاتمتص بها أو تتجمع فى التربة المدمجة الغير منفذة وتتبخر. لكن، إذا كان هناك الكثير من الأشجار، فإنها تستهلك كميات من المياه تفوق ما اكتسبته التربه.


وتشمل العوامل الأخرى التي تؤثر على توافر المياه أنواع الأشجار، ونوعية التربة والمناخ.


النقطة الأهم فى تلك الدراسة هو إظهار أن المفاضلة بين الماء والغطاء الشجري غير موجودة دائما، وأن المزيد من الأشجار في الواقع يمكنها تحسين تغذية المياه الجوفية. وهذا يعني أن الإنسان يمكن أن يستفيد من المنتجات والخدمات التي توفرها الأشجار وأيضا تحسن من توافر المياه، مثل 340 مليون شخص في أفريقيا يفتقرون إلى مصادر كافية وصحية للمياه.


فوائد الأشجار في المناطق المدارية الجافة لا تعد ولا تحصى فى الحياة اليومية للسكان، حيث توفر لهم مصدر هام للغذاء. الأشجار أيضا تدعم السيطرة على تآكل التربة والتخفيف من آثار تغير المناخ. ومع المزيد من الغطاء الشجري، هناك أيضا فوائد مثل التنوع البيولوجي وامتصاص الكربون ومصدر لخشب الوقود. هناك مساحات واسعة من المناطق المدارية الجافة لايوجد بها فعلياً أى غطاء شجري، ووجود المزيد من الأشجار سيكون مفيداً، لأنه سيعطي الناس المزيد من فرص الحصول على الحطب والفواكه والعديد من المزايا الأخرى. ونتائج هذه الدراسة تمكن الناس من مراقبة وإدارة مثل هذه الظروف عن طريق زراعة المزيد من الأشجار.


الهدف السادس من الاتفاق الحالى للأهداف الإنمائية المستدامة (SDGs) هو زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة، مع الاعتراف بأن الماء هو شرط أساسي من حقوق الإنسان. ولذلك يمكن الاستنتاج بأن زيادة الغطاء الشجري في المناطق المدارية الجافة يمكن أن يزيد فرص حصول السكان على المياه التى سيكون لها أثر كبير على حياتهم.


رابط البحث: إضغط هنا


12 views0 comments
bottom of page