top of page

هناك شك فى قدرة الأشجار على تخزين الكربون


يوجد شك في قدرة الأشجار لتعويض انبعاثات الكربون بعد أن وجدت دراسة من جامعة سيدني الغربية أن الأشجار الاسترالية غير قادرة على تخزين أكبر قدر من الكربون كما كان يعتقد سابقاً. نشرت الدراسة في دورية Nature Climate Change ، ووجدت أن غابات الكافور الاسترالية من المحتمل أنها تحتاج لمغذيات التربة الإضافية من أجل تحسين النمو والاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد في الجو. النتائج لها آثار كبيرة على النماذج المستخدمة من قبل وكالات المناخ الدولية، وكثير منها تفترض أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون وتسميد الأشجار يؤدي إلى المزيد من النمو وامتصاص ثانى أكسيد الكربون من الهواء.


ويوضح البروفيسور ديفيد ألسويرث، الباحث الرئيسي من معهد البيئة بجامعة هوكسبرى: "إن العالم يدفع الكثير من الاهتمام لنماذج تغير المناخ، بما في ذلك التنبؤات على كمية الكربون التي سيتم تخزينها في الأشجار". وتستند هذه التقارير على النماذج والبيانات المأخوذة إلى حد كبير من الغابات المعتدلة حيث توجد إمدادات كافية من المواد الغذائية ، وهذا يعني أن التقديرات على امتصاص الكربون لا تأخذ فى إعتبارها نقص العناصر الغذائية وأثرها على إنتاجية الغابات.


"وبما أن العديد من المناطق الحرجية شبه الاستوائية والاستوائية في العالم نامية في تربة منخفضة المحتوى من المغذيات، فإن نتائجنا تشير إلى أن التقديرات العالمية لتخزين الكربون في الغابات يمكن أن يكون مبالغ فيها للغاية." وقد أجريت الأبحاث بمعهد البيئة لجامعة هوكسبرى فى غرب سيدني، في تجربة ثانى أكسيد الكربون هى الوحيدة على مستوى العالم التى أجريت فى الهواء الطلق بالغابات المحلية،.


فى هذه الدراسة تم تعريض مساحات واسعة من الغابات الكافور الأصلي المتبقية لزيادة تركيز ثانى أكسيد الكربون إلى 550 جزء فى المليون، والتى تعنى زيادة التركيز بحوالى 150 جزء فى المليون عن تركيزه فى الهواء الذي نتنفسه حالياً. هذا البحث في تناقض صارخ مع تجارب مماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أضاف الباحثون كميات إضافية من ثانى أكسيد الكربون لمساحات تجريبية في الغابات المعتدلة ووجدوا أن الأشجار قد زاد نموها بنحو 23 %.


وجد الباحثون أنه في حين أن مستويات التمثيل الضوئي تزيد باستمرار بنسبة 19 % عند زيادة تركيز غاز ثانى أكسيد الكربون ، إلا أنها لم تترجم إلى زيادة في حجم محصول الخشب، وطول وقطر الساق ووزن الأوراق، على مدار ثلاث سنوات. عندما أضاف الباحثون سماد الفوسفور للأشجار عند ارتفاع تركيز ثانى أكسيد الكربون، وجدوا زيادة ثابتة في نمو الأشجار بنسبة 35 %، مما يدل على قدرة أشجار الكافور ​​الاسترالي لتخزين المزيد من الكربون من الجو إذا كان لديها إمكانية الحصول على ما يكفي من العناصر المغذية.


لأن مستويات ثانى أكسيد الكربون ترتفع تدريجياً، يعتقد العلماء أنه في غضون 30-50 عام القادمة سوف يحتوي الهواء على تركيز 550 جزء فى المليون أو أكثر من ثانى أكسيد الكربون، مما سيؤدى إلى تغييرات ضخمة محتملة في المناخ والنظم البيئية التي تدعم الحياة على الأرض.

ويقول البروفيسور ألسويرث "العديد من المحاصيل التى تنتج فى الصوب مثل الطماطم والخيار، وزهور القطف يتم تغذيتها بغاز ثانى أكسيد الكربون لجعلها تنمو أسرع وتنتج المزيد من الثمار".


ومع ذلك، في الغابات الأصلية في استراليا لاتكون ظروف نمو الأشجار مثالية. فالتربة تعتبر عتيقة جداً وتعرضت للتعرية خلال ملايين السنين بسبب حرارة الشمس الشديدة والمطر، وهذا يعني أن التربة فقيرة جداً في محتواها من المواد الغذائية، ومعظم المواد الغذائية المتوافرة تكون مقيدة داخل أخشاب الأشجار والأوراق والجذور. وهذا يعني أن التربة ببساطة تفتقر إلى المغذيات المتاحة التي من شأنها أن تسمح للأشجار بالاستفادة من كميات اضافية من ثانى أكسيد الكربون تتواجد في الهواء.



6 views0 comments
bottom of page