top of page

مستقبلات الرائحة فى الجلد تساعد على شفاءه بنفسه


حاسة الشم هي واحدة من حواس الإنسان والتى كانت أقل فهماً من قبل العلم حتى وقت قريب. كشف علماء الأحياء لأول مرة طريقة عمل أجهزة الاستشعار الكيميائية في الأنف، والمعروفة باسم مستقبلات الشم، في وقت مبكر من تسعينيات القرن الماضى وهو الاكتشاف الذي أدي لحصول مكتشفه على جائزة نوبل.


ولكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد. على مدى العقد الماضي، اكتشف العلماء أن مستقبلات الرائحة لا توجد فقط في الأنف، ولكن أيضا في جميع أنحاء الجسم في المخ والقولون والقلب والكبد والكلى والعمود الفقري والبروستات وحتى الحيوانات المنوية ، وتلعب دورا حاسما في مجموعة من الوظائف الفسيولوجية. والآن، أكد فريق من الباحثين في جامعة Ruhr في ألمانيا بأن الجلد مغطى بهذه المستقبلات.


وقال قائد الفريق البحثى، الدكتور هانز هات "تم أيضا العثور في خلايا الجلد البشري على أكثر من 15 من مستقبلات الشم الموجودة في الأنف. ما هو أكثر من ذلك، فإن تعريض مستقبلات الجلد لروائح معينة تتسبب في سلسلة من ردود الفعل التى تؤدى للشفاء العاجل للأنسجة المصابة.


طريقة غير تقليدية لاستخدام الروائح فى الشفاء


الباحثون في ألمانيا متحمسون لدراسة حاسة الشم عن طريق الجلد، كتب Bob Roeher في نيو ساينتست: "تبين ان Sandalore (وهو زيت الصندل الصناعى المستخدم في طب الروائح والعطور ومنتجات العناية بالبشرة) مرتبط بأحد مستقبلات حاسة الشم في الجلد التى تدعى OR2AT4. وبدلا من إرسال رسالة إلى المخ، كما تفعل مستقبلات الأنف، فإن المستقبل يثيرالخلايا للانقسام والهجرة، وهى العمليات الهامة في إصلاح تلف الجلد. عند خلط خلايا الجلد في أنبوب اختبار لمدة خمسة أيام مع Sandalore ، زاد تكاثر الخلايا بنسبة 32٪، وهجرة الخلايا بمقدار النصف تقريبا ".


قد يبدو غريبا وجود مستقبلات رائحة خارج الأنف، ولكن الدكتور Hatt وزملاؤه من الباحثين يشيرون إلى أن مستقبلات الرائحة هي من أقدم أجهزة الاستشعار الكيميائية تطوراً في الجسم، وهى قادرة على كشف وفرة من المركبات، وليس مجرد تلك العائمة في الهواء فقط. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت مستقبلات الشم في الأنف كانت من أول الحواس تطوراً.


وقال يهودا بن شاهار، وهو عالم أحياء في جامعة واشنطن في سانت لويس"انهم يطلقون عليها مستقبلات حاسة الشم لأنها وجدت لأول مرة في الأنف "، وكان قد نشر دراسة في عام 2014 عام على مستقبلات الشم في رئة الإنسان، التي وجدها بمثابة مفتاح أمان ضد المركبات السامة التي تسبب انقباض الشعب الهوائية عندما نستنشق الهواء المحمل بالمواد الضارة.


المستقبلات تعمل كنظام القفل والمفتاح، حيث يعمل جزيء الرائحة مثل المفتاح لمستقبلات الشم التى تعمل كالقفل. الجزيئات المحددة سوف تندمج في مستقبلاتها المحددة، وعند هذا تنشط مجموعة معقدة من التفاعلات الكيميائية الحيوية.


ويلاحظ Jennifer Pluznick ، من جامعة جون هوبكنز الذي اكتشف في عام 2009 أن مستقبلات الرائحة في كلى الفئران تساعد على تنظيم وظيفة التمثيل الغذائي والسيطرة على ضغط الدم.


ليست هذه هي المرة الأولى التى اكتشف فيها العلم مستقبلات الرائحة في مكان غير الأنف . في عام 2003، وجد الدكتور هات وزملاؤه أن مستقبلات الشم داخل الخصيتين تعمل كنظام توجيه كيموحيوي، والذي يسمح للحيوانات المنوية بالتعرف على البويضة غير المخصبة. وفي عام 2009، أفاد الفريق أيضا أن تعريض مستقبلات الشم في البروستاتا البشرية إلى beta-ionone (وهو مركب رائحة وجد في أزهار البنفسج والورد)، أبطأ من انتشار خلايا سرطان البروستاتا عن طريق إيقاف الجينات سيئة التصرف.


عالمة الأحياء Grace Pavlath ، من جامعة إيموري، مفتونة أيضا بمستقبلات الشم بالأنسجة الغير عادية. أثناء دراستها للمستقبلات في العضلات والهيكل العظمي، اكتشفت أنه من خلال نقعها في Lyral (وهو عطر صناعى له رائحة زنبق الوادي Convallaria majalis) تم زيادة معدل تجديد الأنسجة العضلية. وعندما حجبت المستقبلات، توقفت عملية تجديد العضلات، مما يؤدي إلى اعتقادها بأن مستقبلات الشم هي جزء لا يتجزأ من نظام الإشارات البيوكيميائية، والذي يطالب الخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا عضلات وشفاء الأنسجة المصابة.


هذه النتائج تبشر لتطوير الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، مثل الدواء القائم على الرائحة التي تساعد على تجديد أنسجة العضلات بعد الإصابة، أو كريم موضعي الذي من شأنه تسريع التئام الجروح. ويأمل الباحثون أن طرقاً جديدة ومبتكرة للاستفادة من مستقبلات الشم أصبحت قاب قوسين أو أدنى.


2 views0 comments
bottom of page