top of page

أشجار المانجروف في دائرة الضوء

يهدف اليوم الدولي لحفظ النظام الإيكولوجي للمانجروف في 26 يوليو إلى زيادة الوعي بالخدمات القيمة التي توفرها النظم الإيكولوجية للمانجروف.


وتعد غابات المانجروف السليمة هى نظم حيوية للرفاه والأمن الغذائي وحماية المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم. وتعتبر أشجار المانجروف من بين النظم الإيكولوجية الأكثر ديناميكية في العالم. ولكن زيادة التعدي علىها بغرض التنمية الحضرية والصناعية يعني أنها أيضاً من أكثر النظم الإيكولوجية عرضة للخطر.


يجري تدمير غابات المانجروف بمعدلات تتراوح بين 3-5 أضعاف ​​معدل فقدان الغابات الأرضية. وقد اختفى بالفعل أكثر من ربع غطاء المانجروف الأصلي في العالم.


ويتمثل أحد التهديدات الرئيسية لأشجار المانجروف في تدمير الموائل من أجل التنمية الساحلية وتربية الأحياء المائية. ففي الفلبين وحدها، على سبيل المثال، فقد أكثر من 50 % من أشجار المانجروف منذ عام 1918، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إنشاء أحواض للاستزراع السمكى.


كما أن التلوث والإفراط في الاستغلال يقللان أيضا من خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها أشجار المانجروف. وقد أدت التغيرات في ظروف المياه المحلية الناجمة عن السدود المنبعية والري والتلوث إلى فقدان العديد من أشجار المانجروف. ويشكل ارتفاع مستويات سطح البحر تحديا على المدى البعيد.


تستضيف أشجار المانجروف تنوعاً مذهلاً من النباتات والحيوانات. وهي تكفل الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية. كما توفر منتجات حرجية ومصدر مستدام لصيد الأسماك، حيث أن نحو 75 % من أنواع الأسماك التجارية تقضى جزءاً من دورة حياتها في هذه الأراضي الرطبة الساحلية. وهي تحمي السواحل من التعرية والظواهر المناخية الشديدة، وتسهم في نوعية المياه عن طريق تصفية العناصر المغذية والرواسب.


كما أنها تكافح تغير المناخ لأن غابات المانجروف العالمية تعزل ما يصل إلى 22.8 مليون طن من الكربون كل عام. ومن حسن الطالع أن هناك اعترافاً متزايداً بأن كوكب الأرض والإنسانية لا يستطيعان ببساطة أن يفقدا هذه النظم الإيكولوجية الحيوية.


أصبحت سري لانكا أول دولة في العالم تحمي جميع غابات المانجروف حماية شاملة. ويشمل المخطط المدعوم من الحكومة الذي بدأ في عام 2015 تدريب بديل عن الوظائف ومبادرات القروض الصغيرة لتعزيز سبل العيش المواتية للمانجروف، وكذلك مشاتل المانجروف ومشاريع إعادة الزراعة. يقول جابرييل جريمسديتش الخبير في شؤون أشجار المانجروف في الأمم المتحدة: "أهم درس يمكن تعلمه هو أنه من الأسهل بكثير الحفاظ على أشجار المانجروف سليمة وصحية من إعادة زراعة أشجار جديدة".


وإدراكا للدور الحيوي للنظم الإيكولوجية الساحلية والبحرية في دعم سبل العيش والرفاه في جميع أنحاء العالم، يهدف المشروع إلى تحسين إدارة النظم الإيكولوجية للمانجروف من خلال التركيز على قيمة السلع والخدمات التي تقدمها.


وأصبحت إحدى الغابات الزرقاء التي بدأت في عام 2005، في خليج "جازي" بدولة كينيا، أول مشروع للحفظ في العالم يربط غابات المانجروف بسوق الكربون العالمي. ومن المقرر تكرار هذا النموذج بالقرب من خليج فانجا، وكذلك فى مواقع أخرى لمشاريع الغابات الزرقاء مثل أبوظبي والإكوادور وإندونيسيا ومدغشقر وموزامبيق.


وبدأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الاحتفال باليوم الدولي لحفظ النظام الإيكولوجي للمانجروف منذ 2016. ستة وثمانون موقعاً من مواقع الشبكة العالمية لليونسكو الخاصة بمحميات المحيط الحيوي والبالغ عددها 669 موقعا تعتبر مناطق لغابات المانجروف.


هل كنت تعلم؟


  • توجد أشجار المانجروف في 123 دولة وإقليم، ولكنها تمثل أقل من 1% من جميع الغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم، وأقل من 0.4% من جميع الغابات العالمية.


  • تعتبر إدارة النظم الإيكولوجية للمانجروف وترميمها وسيلة يمكن تحقيقها وفعالة من حيث التكلفة للمساعدة على ضمان الأمن الغذائي لكثير من المجتمعات الساحلية.


  • أشجار المانجروف غنية بالتنوع البيولوجي. وهي توفر موطن حضانة قيم للأسماك والقشريات؛ ومصدر غذائي للقردة والغزلان والطيور، وحتى الكنغر، ومصدر رحيق لنحل العسل. وهي تدعم المجتمعات المعقدة، حيث تتفاعل مع الآلاف من الأنواع الأخرى.


  • وتعمل أشجار المانجروف كشكل من أشكال الدفاع الساحلي الطبيعي: حيث تعمل على الحد من التعرية، وتخفيف شدة الأمواج (تسونامي) والحد من ارتفاع العواصف.


  • تعتبر تربة المانجروف كمستنقع كربونى عالي الفعالية. وهي من بين النظم البيئية المدارية الغنية بالكربون على مستوى العالم، ويمكن أن تحتوي على كمية أكبر من الكربون لكل متر مربع من الغابات الاستوائية المطيرة. في المتوسط، تخزن حوالي 1000 طن من الكربون لكل هكتار في الكتلة الحيوية والتربة الكامنة. وإذا ما دمرت أو تدهورت أو فقدت هذه النظم الإيكولوجية الساحلية فسوف تصبح مصدر ملوث لثاني أكسيد الكربون وتسهم في الاحترار العالمي.

المراجع


14 views0 comments
bottom of page