الأشجار المعدلة وراثيا تحت المجهر
ليس هناك شك في أن الأغذية المعدلة وراثياً GM التى تتسلل إلى غذائنا، تسبب تأثيرات سلبية على الصحة والمساس بنوعية النظام البيئي. وتكشف دراسات عديدة كيف تقود هذه المحاصيل المعدلة وراثياً لقضايا مثل الحشائش فائقة المقاومة لمبيدات الآفات ، والإصابة بالأورام السرطانية عندما يتم استهلاك تلك الأغذية.
لكن التعديل الوراثي الذى نسعى بدأب لمنعه يتجاوز المحاصيل الغذائية. حتى الأشجار يتم هندستها وراثياً، ويقول بعض الخبراء أن هذه الأشجار المعدلة وراثياً هي أكثر ضرراً للبيئة من الأغذية المعدلة وراثياً.
يتم الاعتراف على نطاق واسع بالأغذية المعدلة وراثياً من أجل مكافحة الجوع العالمي من وجهات نظر مختلفة، على الرغم من أن هذه الحجة مشكوك فيها على أقل تقدير. في الواقع يجري هندسة الأشجار وراثيا لدعم صناعة الورق (على الأقل هذا سبب رئيسي يتم ذكره). لاتكمن المشكلة فقط فى تجربة هذه الأشجار، التى ربما قد تكون خطيرة، ولكن فى سهولة انتشارها من منظقة التجريب لتلوث مناطق أخرى بالعالم بما قد تحمله من تبعات خطيرة على الكائنات الأخرى فى تلك البيئات.
مثل العديد من المحاصيل المعدلة وراثيا، يجري هندسة الأشجار وراثياً لمقاومة المبيدات الحشرية، وقتل الحشرات، ولكى تنمو أضخم و بمعدل أسرع. يجري حاليا هندسة الأشجار قليلة المحتوى من اللجنين لتناسب صناعة الورق. أحد المشاكل، لالتى ظهرت هي أن اللجنين يزيد من مقاومة الأشجار من أجل البقاء في البرد القارس وأيضاً يحميها من الإصابة بالأمراض خاصة الحشرية.
وثمة مسألة أخرى تخص الأشجار المهندسة وراثياً ألا وهي انتشار مخاطر التلوث على نطاق واسع. مؤخراً، أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية حالة التأهب المتعلقة بشأن الانتشار غير القانوني وغير متوقع من القمح المعدل وراثياً لمقاومة الجليفوسات من إنتاج شركة مونسانتو. حتى وزارة الزراعة، والتي اشتهرت بدعمها للهندسة الوراثية وشركة مونسانتو، تعترف بأن انتشار القمح المعدل وراثياً قد يسبب بعض المشاكل. والشيء نفسه يمكن أن يحدث مع التلاعب الجيني فى الأشجار، ولكن القضية يمكن أن يكون أسوأ من ذلك بكثير.
الأشجار تختلف عن المحاصيل مثل فول الصويا أو الذرة لأنها تعيش لعدة عقود في الغابات. إذا حدث انتشار الأشجار المهندسة وراثياً من مناطق التجارب لأماكن أخرى، فإنه سيكون من المستحيل تقريبا منع الضرر الذى يمكن أن تسببه هذه الأشجار في المستقبل. يجب التعامل مع الأشجار المهندسة وراثياً بصرامة للغاية بحيث لا يحدث هذا التلوث على أقل تقدير. ومن شأن الحظر الكامل أن يكون المسار المنطقي لتوفير الحماية من أخطارها.
في هذا الفيلم الوثائقي، يوضح الدكتور سوزوكي كيف أن القضايا المتعلقة بالهندسة الوراثية تدور حول نقل الجينات الأفقية، بدلا من نقل الجينات العمودية، لخلق الكوارث الوراثية. يتعامل نقل الجينات الرأسية مع نقل الجينات من جيل الآباء إلى الأبناء عن طريق التكاثر الجنسي أو اللاجنسي. ويتعامل نقل الجينات الأفقية بحقن الجينات من نوع إلى نوع مختلف تماماً - وهو الأمر الذي يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.