المساحات الخضراء تؤثر على ذكاء الاطفال
بينت إحدى الدراسات الأمريكية أن 9٪ على الأقل من حالات الربو في مرحلة الطفولة تحدث لأطفال المدارس الواقعة على الطرق التى عليها حركة مرور كثيفة. حيث يتضمن الهواء ما يقرب من ضعف المستوى الطبيعي للكربون ، الناتج من جزيئات الديزل. الربو هو مجرد واحد من المشاكل الصحية المرتبطة بالتعرض لتلوث الهواء. استنشاق عادم السيارات يساهم فى زيادة نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية إلى الوفاة المبكرة.
على العكس من ذلك، يرتبط قضاء الوقت في الطبيعة بالصحة النفسية الأفضل ، وزيادة التركيز، والحالة المزاجية في كل من الأطفال والبالغين. كشفت دراسة جديدة في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences تشير إلى أن المساحات الخضراء يمكن بالفعل ان تعزز النتائج المعرفية لدى الأطفال جزئياً من خلال حماية عقولهم من ملوثات الهواء.
لإعداد دراسة واسعة تشمل 2623 من أطفال المدارس في برشلونة، قام الباحثون بتحديد مساحات الخضرة حول منازل الأطفال، وبطول طريق ذهابهم للمدارس ، وأيضاً المساحات المحيطة بالمدارس نفسها. ثم قاسوا ذاكرة الأطفال ومدى التركيز لديهم باستخدام إختبار متسلسل من الكلمات والأعداد.
أظهر الأطفال الذين لديهم المزيد من مساحات الغطاء النباتي حول مدارسهم مزيداً من التقدم في الذاكرة والانتباه على مدار السنة، على الرغم من أن هذا الارتباط كان ضعيفاً بالنسبة لمساحات الغطاء النباتى بالطريق للمدارس أو حول الحى السكنى لهؤلاء الأطفال.
المساحات الخضراء حول المدارس لاتمتص الكثير من الكربون فقط، بل أيضا تحد من ضوضاء المدينة والتوتر مع زيادة الفرص لممارسة الرياضة.
يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، لذلك فمن غير العملي تماما على كل طفل أن يلتحق بمدرسة في وسط غابة. وتشير النتائج إلى أن المساحات الخضراء يمكن أن يكون عاملا مهما في تصميم بيئات المدارس وصياغة الأنظمة البيئي بصفة عامة.