تأثير النمو الحضري على توافر المساحات الخضراء في المدن
على مدار عام 2011، كانت هناك عدة تقارير عن التحول الحضرى، والتكثيف، ووظيفة النظام الإيكولوجي، و/ أو الحفاظ على الطبيعة. وأهمية هذه المواضيع أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مما يعكس صعوبة المعركة فى زيادة مساحات حضرية متزايدة باستمرار للبشر مع الحفاظ على الموائل الطبيعية التي لا تؤدي فقط خدمات قيمة مثل توفير المحاصيل، والحفاظ على مياه الفيضانات وغيرها ولكن أيضا ببساطة تجعلنا سعداء.
شاركت دراسة جديدة فى هذه المعركة، وللأسف تضفى نتائجها شعوراً بالاكتئاب على محبي المساحات الخضراء. وتفيد التقارير بأن إجمالي المساحة المخصصة للموائل الخضراء قد انخفض في أنحاء أكبر 13 مدينة في المملكة المتحدة منذ عام 2000 عندما تحولت السياسة الوطنية إلى تشجيع التنمية الحضرية على مساحات مثل الحدائق والمتنزهات. واعتبرت هذه المواقع وغيرها من "مواقع البنية التحتية" كالمنشآت المهجورة وغير المستغلة باعتبارها متاحة لإعادة استخدامها كبدائل عن التوسع في الريف؛ وبعبارة أخرى، عززت الحكومة التكثيف، على حساب المساحات الخضراء.
وقد أجرى البحث بالتعاون مابين جامعة شيفيلد وجامعة بكين وجامعة كنت التي استخدمت مجموعة من تقنيات التصوير بالأقمار الصناعية لتقييم التغيرات الزمنية بين عامي 1991 - 2008 في المناطق المطورة والأخرى الغير مستغلة في بورنموث وبورتسموث و برايتون و بريستول و لندن و برمنجهام و ليستر و نوتنجهام و شيفيلد و ليفربول و مانشستر و ليدز، ونيوكاسل. وبغية البحث عن مدى الارتباط بين تغير استخدام الأراضي والنمو السكاني، استخدموا أيضا بيانات التعداد والمسح لتقييم التحولات في حجم السكان وعدد المساكن في كل مدينة من مدن الدراسة الـ 13 هذه خلال الفترة الزمنية نفسها. بالإضافة إلى النظر في التغييرات الواسعة التى حدثت مع مرور الوقت، قسم الباحثون فترة دراستهم إلى فترتين: الأولى قبل التحول الذي أوصت به الحكومة في استراتيجية التحضر، والثانية بعد ذلك.
بين عامي 1991 و 2006، شهدت جميع مدن الدراسة (مانشستر) زيادة في المساحات الخضراء - على الرغم من النمو المتزامن لكل من أعداد السكان وعدد المساكن ضمن حدود المدينة. وعلى وجه الخصوص، شهدت لندن وبرمنجهام ونيوكاسل ارتفاعات ملحوظة في نسبة المساحات الخضراء. ومع ذلك، فإن هذه الأخبار التي يحتمل أن تكون مشجعة قد اجتاحتها نتائج التحاليل المنفصلة في فترات التغيير قبل وبعد السياسة. وقد حدثت معظم التغيرات الإيجابية في المساحات الخضراء قبل عام 2001، حيث أصبحت المراكز الحضرية أقل "طبيعية" بكثير. وقد شهدت تسع مدن من أصل 13 مدينة تراجع في المساحات الخضراء منذ عام 2001، حيث كان هناك أيضا زيادة في عدد المساكن بكل مدينة، إلى جانب انخفاض متوسط حجم الأسر.
ومن أبرز الأنماط الناتجة عن البيانات هو ملاحظة تدرج خطي قوي: منذ عام 1981، شهدته المدن الجنوبية (مثل برايتون وبورنموث ولندن)، التي لديها أقل قدر من الموائل الخضراء،و أكبر زيادة في عدد المساكن وإجمالي المناطق المبنية. ومن ناحية أخرى، شهدت المدن الشمالية (على سبيل المثال، شيفيلد، ليفربول، ونيوكاسل) عموما أقل زيادة في عدد المساكن وإجمالي المناطق المبنية. هذا النمط يحاكي ماهو موجود أيضا بجميع أنحاء أوروبا.
ومنذ الإعلان عن سياسة التحول الحضرى الجديدة في مطلع القرن، تجاوز المطورون الحضريون الأهداف - على سبيل المثال، زادت الكثافة إلى 40 وحدة سكنية / هكتار بدلا من 30 وحدة لكل هكتار. وفي عام 2010، تم الإعلان عن تغييرات جديدة في السياسات قد تؤدي إلى تحول في التركيز من التكثيف إلى التمدد؛ ومع ذلك ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا قد بدأ يؤثر على كمية من المساحات الخضراء المتاحة في وحول المدن. ولعل أكثر مايثير القلق هو افتقارنا إلى المعرفة بشأن تداعيات اختياراتنا الحالية على المدى الطويل. ما هي آثار النمو الحضري على خدمات النظم الإيكولوجية؟ كيف ستتأثر الصحة العقلية لسكان الحضر بسبب ندرة المساحات الخضراء التي يمكن الوصول إليها؟ ومن الواضح أن البحوث الإضافية إلى جانب الحلول المبتكرة ضرورية لحل المشاكل المرتبطة بالنمو السكاني والتحضر.