عقدت لجنة مجلس النواب الأمريكى للموارد الطبيعية جلسة استماع تهدف إلى تحليل كيفية حساب التكلفة الكاملة للمجتمع الناتجة عن انبعاثات الكربون. بدلا من ذلك، آلت الجلسة إلى مناقشة الفوائد التي يمكن أن يوفرها انبعاثات الكربون لكوكب الأرض.
التكلفة الاجتماعية للكربون (SCC) هي مقياس تم إنشاؤه من قبل مجموعة العمل الحكومية والمعني بحساب الضرر المستقبلى للطن من غاز ثاني أكسيد الكربون. التكلفة الاجتماعية للكربون تأخذ في الاعتبار بعض الأمور مثل الآثار الصحية والآثار على قطاع الزراعة، وإتلاف الممتلكات، والآثار على النظام البيئي. وهى تعطى مدى من التقديرات التي يتم استخدامها من قبل الوكالات الحكومية . معظم التقديرات الأخيرة، التى وضعت في عام 2015، ذكرت أن متوسط التكلفة الاجتماعية للكربون في شهرسبتمبر حوالي 37 دولار للطن الواحد - على الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أن لديها هذا الرقم ربما يكون أقل من التكاليف المرتبطة بتلوث الفحم التي يتكبدها المجتمع.
ولكن العديد من النواب في الجلسة اتخذوا الموقف المعاكس. وزعموا أن الكربون، لا يؤذي كوكب الأرض بالضرورة، مما يتسبب فى تفشي ظاهرة الاحتباس الحراري التى تهدد برفع مستويات، وزيادة وتيرة وقوة العواصف، وتقضى تماما على الأمن الغذائي العالمي. بدلا من ذلك، قالوا، "يمكن أن تكون انبعاثات الكربون - ومثبتة في الماضي - مفيدة للغاية للمجتمع".
العديد من علماء البيئة توافق على أن وضع سعر على انبعاثات الكربون قد يكون واحدا من أفضل الفرص المجتمع في الحد من انبعاثات الكربون والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، فضرائب الكربون وأنظمة للحد الأقصى والتجارة على حد سواء أثبتت فعاليتها في الحد من انبعاثات الكربون وتحفيز الاقتصاد في شمال شرق الولايات المتحدة وكندا.
لا تأخذ SCC بعين الاعتبار دور الكربون فى نمو النباتات ، فالحقيقة العلمية أثبتت أن النباتات تستخدم ثاني أكسيد الكربون من أجل البقاء، بتحويل ثانى أكسيد الكربون والماء إلى الأكسجين والسكر من خلال عملية تسمى التركيب الضوئي. منكري تغير المناخ في كثير من الأحيان يتوقفون عند هذه الحقيقة لإثبات أنه بالرغم من انبعاثات الكربون التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فإنها لا يمكن أن تكون سيئة على الإطلاق، لأن زيادة ثاني أكسيد الكربون يساعد على نمو النباتات - وله تأثير السماد على النبات ، مما يسبب ، طفرة فى الإنتاج الزراعي وتحفيز الاقتصاد العالمى.
وخلال جلسة الاستماع، باتريك مايكلز، مدير مركز معهد كاتو لدراسة العلوم، وكرر هذا الفكرة في وقت مبكر وكثير من الأحيان، نقلا عن "الآلاف من الدراسات العلمية التى تشير إلى تأثير التسميد المباشر فى زيادة الكربون للزراعة".
أظهرت الدراسات العلمية أن تأثير التسميد ليس غريباً فبعض المحاصيل تنمو أفضل في سيناريوهات عالية الكربون، على الأقل لبعض الوقت. لكن ما فشل مايكلز فى ذكره هو العديد من الدراسات التي أظهرت أنه في حين أن سيناريوهات عالية الكربون قد يكون لها بعض الفوائد، إلا أنها تأتي بأضرار خطيرة. بعض الدراسات أظهرت أن التسميد يحفز نمو الحشائش الضارة، وتزيد من قلق المزارعين على التخلص من الحشائش الضارة في المستقبل.
الظواهر الجوية الشديدة تصبح أكثر حدة مع تغير المناخ وتؤدى لتدمير المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي لصغار المزارعين الذين يعتمدون على زراعة الكفاف. ومن المتوقع أن يصير الجفاف أيضا أكثر شيوعا وشديدة، ويخلق تغير المناخ مشاكل شح مياه الري للأراضي الزراعية مع زيادة سيناريوهات ارتفاع الكربون.
يزعم البعض أن الوقود الأحفوري جعل حياة البشرية أفضل فالرجل يعمل أفضل عندما يكون أكثر دفئا وبالتالى هذه هى التكلفة الاجتماعية المرتبطة بالاحتباس الحراري وقد ثبت أنها تفيد البشر بدلا من إلحاق الأذى بهم.
دراسة حديثة نشرت في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية تناقض تماماً هذا الطرح. وجدت أنه بعد 15 عام من ارتفاع درجات الحرارة في الجبال الشمالية من باكستان أصبحت أكثر دفئا ورطوبة، وفى نفس الوقت تم العثور على البراغيث التي تحمل الطاعون في الموانئ الأوروبية. بسبب أن الفئران الجبلية البرية (المضيف الأساسي للبراغيث الحاملة الطاعون) كانت تعانى وقتاً عصيباً للبقاء على قيد الحياة في هذا المناخ الجديد، الأكثر دفئا. فسر الباحثون ذلك بانه لما ماتت الفئران في الجبال، ذهبت البراغيث لتبحث عن عوائل جديدة .
ومع ذلك، لم يتمكن دنكان من الابتعاد عن فكرة أن البشر يعملوا بشكل أفضل عندما تكون درجات الحرارة دافئة قليلًا.
ما بين عامى 900-1300، كانت الأرض أكثر دفئا بكثير مما هى عليه اليوم. وكان هناك عصر النهضة، حيث تم بناء الكاتدرائيات وكان هناك فن والمواطن الأوروبى لم يكن يناضل من أجل البقاء على قيد الحياة بقدر أكبر مما يبذله عندما يكون الطقس أكثر برودة، وكانت الأرض دافئة، والطعام وفير، وكان الناس قادرون على القيام بالكثير من الأشياء.
هذا يبدو مختلف قليلا مع مزاعم دنكان بشأن الطاعون، لأن الموت الأسود تفشي في جميع أنحاء أوروبا من عام 1346 إلى 1353، أى ما يقرب من نصف قرن قبل فترة إرتفاع درجات الحرارة وإزدهار عصر النهضة. أيضا، الفترة الحارة التى أشار إليها دنكان يعتقد إلى حد كبير أنها امتدت من عام 950 إلى 1220 م، في حين وصل عصر النهضة لذروته في نهاية عام1400 ميلادية.