التخضير الحضري هو مفتاح تحسين الصحة العامة
أصدر صندوق الحفاظ على البيئة، تقريراً بعنوان "تمويل الأشجار من أجل الصحة"، الذي يسلط الضوء على فوائد زراعة الأشجار في المدن لتحسين نوعية الهواء، والتقليل من آثار الجزر الحرارية في المناطق الحضرية، ودعم نوعية المياه، وخلق بيئات أكثر جمالاً، بالإضافة إلى فوائد أخرى.
ويعتقد مسئولو الحفاظ على البيئة أن هناك أربعة عوائق رئيسية تمنع المدن من زراعة المزيد من الأشجار هى: نقص المعرفة حول فوائد الأشجار؛ الشواغل العامة بشأن النشاط الإجرامي؛ ونقص الموارد المالية؛ وتضارب الجهات الإدارية المسئولة عن زراعة وصياتة الأشجار. وبينما يلاحظ الصندوق أن الحلول للتغلب على هذه المعوقات تختلف حسب المدينة، فإنه يقترح ربط زراعة الغابات الحضرية مباشرة بالأهداف والغايات الصحية للدعم المالي والمشاركة العامة.
ببساطة، يمكن للأشجار أن تجعل الغابة الخرسانية فى المدن قابلة للمعيشة فيها. يشير الصندوق إلى أن الغابات الحضرية يمكن أن تحسن الصحة العقلية، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض نسبة الأمراض النفسية والعقلية. وبالنظر إلى الحد الأدنى من الاستثمار فى زيادة الغابات الحضرية بشكل كبير (حوالي 8 دولارات للشخص سنوياً) سيكون هناك حجة عادلة للمشاركة المادية لزراعة الأشجار من أجل الصحة العامة. حتى الاستثمار لها عائد استثمارى معتبر، حيث يشير التقرير إلى دراسة أجريت عام 2016 من مصلحة الغابات في الولايات المتحدة وجد أن كل دولار أمريكي ينفق على زراعة الأشجار يعود بنحو 5.82 دولار في المنافع العامة.
ويمكن أن يكون للاستثمارات في التخضير الحضري أثر مفيد بشكل خاص على السكان ذوي الدخل المنخفض أيضاً. وأشارت دراسة أجريت في عام 2013 تفيد بأن السكان السود كانوا أكثر عدداً بنسبة 52٪ من السكان البيض للعيش في أجزاء قليلة التظليل بالأشجار فى المدينة مع إمكانية ضعيفة للوصول إلى المساحات الخضراء.لذلك مع زيادة التركيز على التخضير الحضري، قد يواجه المشهد الاقتصادي الاجتماعي أيضا تحسنا.
إن العائق الأكثر صعوبة الذي يجب التغلب عليه، عن تلك التي ذكرها مسئولو الحفاظ على البيئة، ربما يكون في الواقع هو تجاهل الهيئات لهذا الأمر، مما يؤدي إلى ضعف التخطيط والتواصل. يجب على قادة المدن الحصول على مشاركة من إدارات وهيئات متعددة لتقديم يد العون لزيادة التخضير في المناطق الحضرية حتى تتمكن جميع قطاعات المجتمع من جني الفوائد.