مخلفات عصير البرتقال تعالج التربة المتدهورة
في أواخر التسعينات، شهد مشروع تجريبي للحفظ في كوستاريكا أن شركة عصير تفرغ 1000 شاحنة من قشر البرتقال في الأراضي المتدهورة. ولسوء الطالع، اضطر المشروع إلى الانتهاء في عامه الثاني. وبعد عقدين تقريباً من التخلي عن المشروع، تحولت مخلفات قشر البرتقال إلى غابة خضراء مزدهرة.
في عام 1997، تفاوض اثنان من علماء البيئة للحفظ من جامعة بنسلفانيا مع ديل أورو، وهو مصنع عصير البرتقال الكوستاريكي. وقالوا انه اذا وافق المصنع على التبرع بجزء من أرضه المتاخمة للحديقة الوطنية بمنطقة جواناكاست، فإن الشركة ستكون حرة لتفريغ نفايات عصر البرتقال في مناطق محددة حيث نوعية التربة بها سيئة دون أي تكلفة. قرر مصنع ديل أورو اغتنام هذه الفرصة الفريدة وتم إلقاء نحو 12 ألف طن من نفايات عصر البرتقال على اراضى المراعي المتدهورة.
وبعد عامين من بدء المشروع، قررت شركة تيكوفرويت للعصائر المنافسة رفع دعوى قضائية ضد مصنع ديل أورو، وادعت أن ديل أورو قامت بإلقاء نفايات المصنع، التي ادت لوجود أكوام ضخمة من مخلفات عصير البرتقال المتعفنة والتى جلبت أسراب من الذباب كانت خطيرة على الصحة العامة. ثم تبعت ذلك بحملة صحفية مكثفة، فأمرت المحكمة العليا في كوستاريكا بإغلاق المشروع. وفي عام 2013، قامت مجموعة من باحثي برينستون بزيارة جواناكاست ووجدت أن المنطقة التى ألقى فيها نفايات البرتقال قد أعيد تنشيطها وازدادت خصوبة التربة فيها.
وعلى الرغم من الإلغاء المبكر للمشروع، فإن للكميات الهائلة من النفايات العضوية الغنية بالمغذيات كان لها تأثير هائل على خصوبة التربة. وقد قام الباحثون بقياس الأشجار ونمو المظلة canopy وحالة التربة في المنطقة مقارنة بمنطقة مجاورة (حيث لم يحدث تغطيتها بالنفايات العضوية) وكانت النتائج مذهلة. وأدت النفايات الزراعية التي أودعت بالفعل في الموقع (7 فدادين) إلى زيادة قدرها 176 % في الكتلة الحيوية فوق سطح التربة للأشجار. تم نشر النتائج في دورية استعادة البيئة.
لا يوجد أحد متأكد تماما من أن مخلفات عصير البرتقال كانت قادرة على تجديد خصوبة الموقع بشكل فعال خلال 16 عاما فقط. وقال ترور الذي ترأس البحث: "هذا هو السؤال الذي تبلغ قيمته مليون دولار ونحن لا نملك حتى الآن الجواب". وأضاف: "أنا أشك بقوة أنه كان هناك بعض التضافر بين طمر مخلفات البرتقال العضوية وتجديد التربة المتدهورة بشدة. " سلط ترور الضوء أيضاً على الممارسات البيئية الحالية،" إنه عار حيث نعيش في عالم من النظم الإيكولوجية المتدهورة محدودة المغذيات مع إهدار كميات هائلة من النفايات الغنية بالمغذيات، لذلك نود أن نرى إندماج تلك الأشياء معا لتجديد التربة المتدهورة والتخلص الآمن من تلك النفايات العضوية.
ربما تكون هذه التجربة المثيرة للجدل قد انتهت بشكل حاد، لكنها بالتأكيد كانت مثمرة. ويأمل الباحثون أن النجاح الملحوظ لهذا المشروع سوف يلهم مشاريع حفظ أخرى مماثلة. وكان لهذه المخلفات العضوية أثر إيجابي على المنطقة المتدهورة ويمكن أن يشجع الآخرين على حماية المناطق الكبيرة باستخدام الطرق البيئية.
المصدر: إضغط هنا