قهوة الصباح تضر بالغابة
مخاطر فقدان الغابات تكون ضخمة وتؤثر سلباً على كوكب الأرض، ولكن هل تعلم أن قطع الأشجار بصورة غير قانونية ليست سوى جزء من المشكلة؟ هناك ممارسات قانونية، جنبا إلى جنب مع الأساليب الزراعية الحديثة، والتي تحتاج أيضا إلى معالجة. وينبغي معرفة أنه كلما نخسر المزيد من الغابات ، كلما ساءت احوال كوكب الأرض. وفقا لأحدث الأبحاث، فإن إزالة الغابات مسؤولة عن حوالي 8 % من الانبعاثات العالمية، وبإضافة تأثير الغابات التى تتعرض للتدهور باستمرار، تصبح الآثار العالمية سيئة للغاية.
ولكن ما قد لايكون معروفا جيدا هو أن إزالة الغابات ليست مجرد نشاط غير قانوني في البلدان الاستوائية، لكن هناك مشكلة "إزالة الغابات القانونية". لفهم واقع إزالة الغابات، من المهم أن نفهم بالضبط ما يعنيه هذا المصطلح. في كثير من الأحيان بمجرد سماع "إزالة الغابات" نظن بأنها قطع الأشجار واختفاء الغابة للأبد، وهذا الظن قد يكون جيدا جدا في القضية، ولكن هناك العديد من الطرق لقطع الأشجار دون تدمير الغابات.
لا تأتي المشكلة الحقيقية من قطع الأشجار، ولكنها تأتي من عدم إدارة الغابة بشكل جيد قبل وبعد القطع على حد سواء. التركيز على منح منتجات الغابات علامة "FSC" هو التأكد من أن هذه الغابات معتمدة ومازالت تدار بشكل جيد، وبهذه الطريقة نضمن أنها لا تسهم في الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات.
ولكن في كثير من الأحيان، يتم إزالة الأشجار وعدم استبدالها بأشجار جديدة، فتصبح إما أراضي متدهورة، وربما تستغل لتربية الماشية، أو لاستبدالها بمحاصيل سريعة النمو مثل البن أو الصويا. وبالتالى عندما يتم قطع الأشجار، ولايتم اعادة زراعة الأرض، تتدهور وهذا هو الأثر الحقيقي لإزالة الغابات.
قد يعتقد البعض أن إزالة الغابات يجب أن تكون غير قانونية، ولكن في كثير من الحالات، هذه الأنشطة هي قانونية تماماً. ونحن نرى هذا النشاط 'إزالة الغابات القانونية "في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وللأسف، يتجه للتزايد على الصعيد العالمي، ولا شك يرجع ذلك إلى زيادة الطلب على بعض المنتجات مثل زيت النخيل ولحم البقر والقهوة. في البرازيل، على سبيل المثال، ارتفع معدل إزالة الغابات بشكل قانوني بنسبة 16 % منذ عام 2014.
عدم الرقابة على أنشطة تدمير الغابات، سيكون ضربة مدمرة لأهداف انبعاثات الكربون في العالم. وهذا هو السبب في أن دول العالم التزمت في قمة باريس على خفض الانبعاثات من خلال الحد من إزالة الغابات وتدهورها لأنه أمر في غاية الاهمية. ونحن نعلم أن الحفاظ على الغابات (أو استعادتها) عن طريق زراعة الأشجار أو عن طريق السماح لها لكى تنمو من جديد بشكل طبيعي هو وسيلة فعالة جدا لتخزين الكربون، أما من خلال الاستمرار في تدمير الغابات وقطع الأشجار، نحن نساعد فى تحرير ثانى أكسيد الكربون المخزن بشكل أكثر ضررا في الغلاف الجوي.
هذا لا يعني أن الغابات والأراضي الزراعية لا يمكن أن يتواجدا معاً. بالطبع، لا يزال العالم بحاجة إلى الزراعة، وسوف يتزايد عدد سكان العالم ويزداد حاجتهم إلى المزيد من الطعام. وبعض من هذه المزارع تحتاج إلى أن تنشأ في المناطق التي يمكن أن تزرع أيضاً بالغابات. لحسن الحظ، من الممكن تماماً زيادة المساحة المتاحة لكل من الغابات والزراعة. في المناطق الاستوائية، وهذا يتطلب مزيجاً من استعادة الغابات وإنشاء المزارع في مناطق الأراضي المتدهورة، وبالتالى نحن بحاجة فقط إلى الاتفاق على هذا النهج.
على سبيل المثال، تعهد اتفاق جديد من قبل الائتلاف البرازيلي على المناخ والغابات والزراعة إلى استعادة 12 مليون هكتار من الغابات بحلول عام 2030، والتي سيتم استخدامها لحماية الاشجار وأيضا الزراعة المستدامة. هذه الأنواع من المشاريع تساعد على خلق أنظمة الغابات والزراعة الصديقة للبيئة التي من شأنها أن تكون ذات فائدة للعالم كله.
نحن نأمل أن نرى هذا النموذج وقد أصبح أكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم في السنوات القادمة، لأننا بحاجة إلى إستعادة الأراضي التى دمرت بالفعل، ويعتمد ذلك على الوعي بالإدارة الجيدة للغابات، والخيار الواعي من قبل المستهلكين في اختيار المنتجات التي تحمل علامة "FSC"، والتى تثبت أنها تأتي من الغابات التى تم إدارتها على نحو مستدام. إذا استطعنا تحقيق ذلك، فسوف نكون قادرين قريباُ على التمتع بكوب من القهوة دون الحاجة إلى القلق إذا كان قد كلف الأرض أوعلى حساب استدامتها أو كان على حساب تغبر المناخ.