top of page

تغير المناخ حقيقي ونحن المسؤولون عنه

هناك إجماع علمي حول تغير المناخ المتسبب به البشر، ومع ذلك هناك الكثير من الضجيج الذي يحيط بهذه الظاهرة، وإليكم ما يحدث حقاً ونظرة على دور البشرية في الأمر.

تعاني الأرض من مشكلة، ولنكن صريحين، هذه المشكلة هي نحن.


على الرغم من أن كوكبنا يمر بدورات منتظمة من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها، إلا أن الأنشطة البشرية سرّعت هذه العمليات الطبيعية بشكل كبير، وقد أدى ذلك إلى مجموعة من الأمور غير الجيدة كزيادة حرارة الكوكب، وانخفاض في عدد الصفائح الجليدية على الأرض، وزيادة كبيرة في معدل الانقراض، وهذه مجرد بداية.


لكن لا تقلقوا.

إنها مشكلة خطيرة، لكن العالم لن ينتهي غداً أو في عقد من الزمان أو حتى في نصف قرن. على الرغم من أن هناك إجماعاً علمياً حول تغير المناخ المتسبب به البشر، إلا أن هناك قدراً كبيراً من الغموض يحيط بهذه الظاهرة.


ولهذا الغرض وللحصول على فهم شامل لما يحدث في الواقع في كوكبنا (وكيف تؤثر الإنسانية في هذه التغييرات)، تحدثنا مؤخراً مع لورين كونتز- طالبة دكتوراه في علوم الأرض والكواكب في جامعة هارفارد- للحديث عن الأرض وتغير المناخ والدور الذي يلعبه البشر في هذه الظاهرة.


مقدمة حول الظاهرة

معظمنا ربما يعرف القليل حول الكيفية التي يتسبب بها البشر في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وهو شيء ما يتعلق بالكربون والغلاف الجوي والغازات المسببة للاحتباس الحراري.

تلخص لورين كيف يعمل كل هذا، مشيرةً إلى أن القضية الأساسية هي انبعاثات الكربون البشرية حيثُ تقول: "تحبس الغازات الدفيئة الحرارةَ الزائدة في الغلاف الجوي للأرض، وأحد أهم المساهمين في ذلك هو ثاني أكسيد الكربون، وللأسف بدأت تتراكم الانبعاثات البشرية من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا ما يحبس المزيد من الحرارة ويرفع درجة حرارة الأرض، ما يؤدي إلى توجه المناخ نحو حالة مختلفة عمّا رأيناه تاريخياً."

باختصار، هناك بعض الغازات التي تعمل على منع الحرارة من مغادرة كوكب الأرض والانتشار في الفضاء، ونحن نطلق المزيد من تلك الغازات في الغلاف الجوي وهذا ما يجعل الأرض أدفأ.


ما ينبعث اليوم سيظل في الغلاف الجوي لمئات السنين

إن الأمر بسيط جداً، يبدو أن حل هذه المسألة سهل، وهو إيقاف إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لكن هذا بالطبع سهل القول وصعب الفعل، وتشير لورين إلى أننا نطلق الكربون أثناء توليد الطاقة لتوفير الكهرباء لمنازلنا، وقيادة سياراتنا، وتشغيل مصانعنا.


نحن نطلق الكربون من خلال إزالة الغابات والحقول من أجل الزراعة أو صناعة الخشب، وفي الحقيقة، المجتمع الحديث مبنيٌ في الأساس على احتراق الوقود الأحفوري وانبعاثات الكربون.

من أجل تصحيح هذا نحن بحاجة إلى تحويل طريقة حياتنا تماماً.


ولكن حتى لو توقفنا عن إطلاق انبعاثات الكربون الناتجة من النشاط البشري اليوم، سيظل كوكبنا يشعر بتأثير استخدامنا للوقود الأحفوري لعدة قرون، وتنوه لورين: "التحدي الكبير مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هو طول عمرها في الغلاف الجوي، ما ينبعث اليوم يظل في الغلاف الجوي لمئات السنين".


نحن نؤثر على الكوكب أجمع

ومع ذلك، فإن مصدر القلق الرئيسي ليس الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الكوكب ولكن الطريقة التي يغيّر بها النشاط البشري التوازنات الأساسية في الكربون الذي يتم تخزينه في المحيط الحيوي ككل من المحيطات، والتربة، والغلاف الجوي، ففي غضون بضعة عقود، بدأنا في تغيير النظم الطبيعية لكوكب الأرض، وهي النظم التي تطورت على مدى ألفيات عديدة.

وتختم لورين بالإشارة إلى الطبيعة التوسعية لهذه التغييرات: "لقد بدأنا في تغيير التوازن الطبيعيللحالة المستقرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وعلى الرغم من أن الكربون يبقى في الغلاف الجوي لمئات السنين، إلا أننا إذا وضعنا الكثير من الكربون في الغلاف الجوي فإننا سنخل بالميزان الطبيعي لدورة الكربون".


وتأكد لورين كذلك على أن معدل تأثيرنا ينذر بالخطر،حيثُ تقول: "الانبعاثات البشرية على مدى 200 سنة ستترك أثراً لمئة ألف سنة من الآن".

ومن المثير للانتباه أن كل أشكال الحياة تطورت لتناسب هذه البيئة بالتحديد ولذلك التغيرات السريعة جداً - كالتغييرات التي نشهدها نتيجة لانبعاثات الكربون البشرية - ليست بالأمر الجيد.

إذاً، إلى أين من هنا؟

الخلاصة هي أن انبعاثات الكربون البشرية تغيّر (وغيّرت بالفعل) الكوكب بطريقةٍ سلبية لا ريبَ فيها على صعيدَيْ البيئة والأنواع المختلفة التي تعيش على هذا الكوكب، وإذا واصلنا الممارسات الحالية سيستمر تأثيرنا السلبي على هذا الكوكب.


لكننا لم نصل إلى "نقطة اللاعودة" حتى الآن.

في الواقع، كما يشير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لعام 2014، "فإن المستويات المحددة من تغير المناخ الكافية لتحريك النقاط الحرجة (عتبات التغير المفاجئ الذي لا رجعة فيه) لا تزال غير مؤكدة"، ومع ذلك، نحن نعلم أنه إذا لم يتم إجراء تغييرات، سنصل لا محالة إلى هذه النقطة، سواء بعد عقدين أو أكثر بكثير من ذلك.


إذاً، ما الذي يمكننا القيام به لعكس هذا الاتجاه؟

كما نوهنا سابقاً، لا توجد إجابة سهلة، سيتطلب الحل الحقيقي إجراء مراجعة شاملة لمجمل الحياة الحديثة، لكن كما تقول لورين، الخطوة الأولى هي المعرفة: "هناك فائدة كبيرة من معرفة أين تستخدم الطاقة، وكيف تؤدي هذه الطاقة لانبعاثات الكربون".


في نهاية المطاف، المعرفة هي المفتاح لعدد من الأسباب، ولكن في المقام الأول يعني أنه لن يتم تضليلكم وأنه (على الأخص) يمكنكم اتخاذ خيارات مدروسة حول الطريقة التي تريدون أن تعيشوا بها.



2 views0 comments
bottom of page