top of page

ظاهرة الأشجار المترنحة علامة على تغير المناخ



كلما يذوب الجليد في الشمال، فإن الغابات لم تعد تنمو قائمة. سارة جيمس، هى أحدى شيوخ سكان ألاسكا الأصليين، تقول "أن الاحترار العالمي يعمل على تغيير وطنها بشكل جذري. حتى الغابات لم تعد تنمو قائمة. وقد تسبب ذوبان الجليد فى إمالة الأشجار أو سقوطها أو أنها تبدو كما لو كانت مترنحة وفى حالة سكر drunken trees.


لأن الجليد السرمدي permafrost والذى تكون على مدار ملايين السنين يذوب الآن، فإنه يسبب الكثير من التآكل للتربة، وهناك الكثير من الأشجار النامية بتلك المناطق الجليدية أصبح لا يمكنها الوقوف قائمة. وكلما ازداد حدة التآكل بشكل أسوأ من ذلك، كلما ازدادت حالة تلك الأشجار سوءاً. الجليد السرمدى (دائم التجمد) يعمل على تجميد التربة بشكل دائم. ولكن تغير المناخ قد يسبب ذوبان تلك الأرض بمعدل غير مسبوق، مما تسبب في إمالة الأشجار القائمة. أحيانا الأشجار تقاوم هذه الظروف وتواصل النمو بشكل عمودى،. وفي أحيان أخرى تنهار أو تتعفن جذورها بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية نتيجة لذوبان الجليد تحت سطح الأرض. وبسبب مظهر مثل هذه الأشجار المتهاوى، كثيراً ما يطلق عليها الناس "الأشجار المترنحة".


وفقا للعلماء، فإن ذوبان الأرض الجليدية هو المسؤول عن إمالة أشجار spruce.

على الرغم من أن الأشجار يمكن أن تميل أو تنحنى لعدة أسباب، بما في ذلك تخلخل التربة الناجم عن عمليات الحفر والتنقيب أو الانهيارات أرضية، فإن ذوبان الجليد السرمدى يجعل ظاهرة الأشجار المائلة أكثر انتشارا. ليست الأشجار فقط، وإنما هبوط الأراضي الناجم عن ذوبان الجليد السرمدى يسبب أيضا تشقق الطرق، وتكسير خطوط الأنابيب، مما يتسبب في أضرار باهظة الثمن في المنازل والطرق. بالإضافة إلى تأثر الحياة البرية من المشهد المتغير كذلك، حيث ينخفض معدل تفريخ الأسماك والطيور والثدييات الصغيرة.


يقول توري جورجينسون، وهو عالم في فيربانكس، بألاسكا، والذي يدرس الجليد السرمدي: إن ذوبان بلورات الثلج تحت سطح الأرض يمكن أن يسبب هبوط ضخم بعمق أكثر من 10 أمتار، والذى يمكن أن يبتلع منزلاً. ظاهرة الأشجار المترنحة أصبحت أكثر انتشارا في الغابات الشجرية بالأراضي المنخفضة في ألاسكا وكندا وشمال أوراسيا. ، المياه الذائبة على المنحدرات الشديدة عادة تزداد سرعتها، وتسبب إنجراف سطح التربة وتعرية المجموع الجذرى، وتصبح جذور الأشجار ضحلة.


تتوقع بعض النماذج المناخية أن معظم الأراضي دائمة التجمد يمكن أن تذوب بحلول نهاية القرن، وفى منطقة شمال فيربانكس Fairbanks من المتوقع إزدياد حرارتها بمعدل 4-6 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. في السنوات المائة الأخيرة إزدادت درجة الحرارة بحوالي 1.5 درجة مئوية، والتى تعتبر بمثابة مطرقة ضخمة تدك طبقات الجليد بالشمال. في هذه الحالة، من المحتمل أن تزداد ظاهرة ترنح الأشجار. الآن، حوالي 7 - 8 % من الأراضي في المنطقة الشمالية الوسطى في ألاسكا يظهر بها بعض علامات الأشجار المترنحة أو غيرها من الآثار المتعلقة بذوبان الجليد. الأشجار المترنحة هي واحدة من العلامات الأكثر وضوحا للتغير الحادث في الشمال. فانهيار الأرض نتيجة لذوبان الجليد السرمدى يسمى "thermokarst" أو الانهيار نتيجة تغير درجة الحرارة.



سقوط الأشجار بعد ذوبان الجليد في فيربانكس- ألاسكا، في عام 2004.

بالإضافة إلى الأشجار التى تتساقط فإن الأراضي تنهار وغالباً ما يؤدي ذلك إلى تشكيل بحيرات جديدة، إذا ما تجمع ما يكفي من المياه الذائبة في التجويف الأرضى. في هذه الحالة، وغالبا ما يتم العثور على الأشجار المترنحة طافية على الماء.


ذوبان الجليد السرمدى أمر خطير جداً، واحترار المناطق الشمالية من الكرة الأرضية له عواقب وخيمة على كل من النظام العالمي والمجتمعات البشرية المحلية، كما أن تحرر غاز الميثان (وهو من غازات الدفيئة)، من الأرض الذائبة هو مصدر قلق كبير. وتشمل الآثار الأخرى تعطل الهجرات حيوان الرنة، والتغيرات في مجاري الأنهار، والضغوط على مصائد الأسماك. وعلى الجانب الأخر، يمكن أن تمثل الأشجار المترنحة فائدة لبعض المجتمعات الأصلية،. المزيد من الأشجار الساقطة قد يعني المزيد من الاخشاب الطافية والتى تعتبر مصدراً هاماً من مصادر الوقود ومواد البناء لهذه المجتمعات.

هذه البحيرة الشمالية تشكلت بعد ذوبان الجليد السرمدى في نطاق ولاية ألاسكا.

للأسف فإن تغير المناخ والاحتباس الحراري، هو حقيقية واقعة في القطب الشمالي ويجب الإسراع فى تلافى المشاكل الناجمة عن ذلك بأسرع وقت ممكن للحفاظ على بقية أرجاء العالم.

bottom of page