top of page

أهمية الأشجار الكبيرة في الغابات الاستوائية


وجدت دراسة واسعة النطاق أن حفنة من الأشجار الكبيرة تخزن ما يصل إلى نصف الكتلة الحيوية فوق سطح الأرض في الغابات الاستوائية، مما يزيد من الآثار على إدارة الغابات والتخفيف من تغير المناخ.


تزيل الأشجار الكربون من الغلاف الجوي خلال نموها، وتخزنه في الأوراق والنسيج الخشبي والجذور والمواد العضوية في التربة، ولذلك فهى تلعب دوراً حاسماً في تنظيم مناخ الأرض والتخفيف من تغير المناخ.


إن حساب الكتلة الحيوية فوق الأرض (التي تضم كل من الكتلة الحيوية الحية أو المواد العضوية فوق التربة بما في ذلك الجذع والفروع واللحاء والبذور وأوراق الشجر) يساعد العلماء على قياس دور الغابات كمصارف للكربون تقلل من تغير المناخ. وقاد هذه الدراسة فيري سليك، وهو باحث في مركز الحفظ التكاملي لحديقة شيشوانجبان النباتية الاستوائية بالأكاديمية الصينية للعلوم. أراد سليك (الذي سبق له فحص الكتلة الحيوية فوق الأرض بالغابات الاستوائية على المستويين المحلي والإقليمي) دراسة هذه المسألة على نطاق عالمي فدعا العديد من الباحثين لمشاركته فى تلك الدراسة الموسعة.


هذه الدراسة التي نُشرت فى عدد ديسمبر 2013 بدورية علم البيئة العالمي والجغرافيا الحيوية، شملت في النهاية حوالي 60 عالماً. قاموا بفحص البيانات على 192.308 ألف شجرة على الأقل قطرها 10 سم في 120 موقع للغابات القديمة ذات الأراضي الرطبة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. تم تعريف الأشجار الكبيرة بأنها تلك التي يبلغ قطرها 70 سم على الأقل عند ارتفاع مستوى الصدر (dbh).


من بين النتائج التي توصلوا إليها ، أن الأشجار الكبيرة تلعب دوراً أكبر في تخزين الكتلة الحيوية مما كان يعتقد سابقاً. وقال سليك: "3 % فقط من الغابات تتكون من أشجار كبيرة، لكن هذه الأشجار تخزن نصف الكتلة الحيوية للغابة". وإذا مات عدد قليل من هذه الأشجار الكبيرة، فسيكون لها تأثير كبير على الفور". كما استنتجوا أن المتغيرات المناخية تؤثر على كثافة الأشجار الكبيرة والكتلة الحيوية فوق الأرض، مما يعني أن تغير المناخ سيؤثر على تخزين الكتلة الحيوية للغابات الاستوائية. وقال سليك: "إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فمن المتوقع حدوث ارتفاع من 2 إلى 6 درجات مئوية خلال القرن المقبل ومن المحتمل أن يؤثر سلبًا على هذه الأشجار الكبيرة".


النتائج لها آثار في عدة مجالات وقال سليك: "نحن نعرف الآن أن هذه الأشجار الكبيرة مهمة للكتلة الحيوية ، لكننا ما زلنا لا نعرف الكثير عن ديناميات هذه الأشجار (مدى سرعة نموها ،وكم سيبلغ عمرها) لأن الباحثين يركزون على المساحات الصغيرة نسبياً التي تحتوي على عدد قليل من الأشجار الكبيرة بسبب كثافتها". مع التقدم في تقنيات الاستشعار عن بعد، أصبح من السهل نسبياً التعرف على هذه الأشجار الكبيرة وتقديم تقديرات دقيقة للكتلة الحيوية. لذلك على الباحثين أن يبدأوا في التركيز أكثر على الأشجار الكبيرة في مساحات الغابات الكبيرة.


منذ نشر هذه الدراسة، حدد سليك وزملاؤه 3000 قطعة أخرى تشتمل على 800 ألف شجرة و 20 ألف نوع. وقال إن المزيد من الدراسات البحثية عليها سوف تنشر قريباً. يجب أن تكون أهمية هذه الأشجار الكبيرة دعوة للاستيقاظ لصناعة الحراجة. قال سليك: "عادة ما يتركز قطع الأخشاب على الأشجار الكبيرة. ربما من الأفضل التركيز على الأشجار متوسطة الحجم. حتى يمكن إدارة عمليات القطع بطريقة أكثر ملاءمة وصديقة للبيئة". وأضاف: "إن أكبر تهديد لهذه الأشجار الكبيرة هو التدخل البشري في الغابات. بمجرد أن يبدأ قطع الأشجار أو الأنشطة الزراعية، عادة ما تكون هذه الأشجار أول ما يختفي ويستغرق الأمر وقتًا طويلاً لاستعادتها مرة أخرى".

bottom of page