top of page

التلوث بالفوسفور يصل لمستويات غير مسبوقة في العالم


وفقا لدراسة حديثة، وصل التلوث الفوسفوري نتيجة نشاط الإنسان إلى مستويات عالية الخطورة في مسطحات المياه العذبة على مستوى العالم.


زيادة مستويات العناصر الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه وازدهار الطحالب.



فى دراسة حديثة نشرت فى يناير 2018 بمجلة بحوث الموارد المائية، التابعة للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، تم تقدير الكمية العالمية للفسفور الناتج من الأنشطة البشرية والتي وصلت إلى مسطحات المياه العذبة في الأرض خلال الفترة من 2002 إلى 2010. وفقا لمؤلفي الدراسة ، الفوسفور هو عنصر شائع فى الأسمدة المعدنية والسماد البلدى لأنه يعزز غلة المحاصيل. ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من الفسفور المضافة كسماد لا تمتص من قبل النباتات، فإما تتراكم في التربة أو تغسل في الأنهار والبحيرات والبحار الساحلية.


وتظهر نتائج الدراسة الجديدة ان النشاط البشرى العالمى ينتج 1.47 تيراجرام (1.47 مليون طن) من الفوسفور سنوياً فى مسطحات المياه العذبة الرئيسية فى العالم. كما قيمت الدراسة ما إذا كان النشاط البشري قد تجاوز قدرة الأرض على تخفيف واستيعاب المستويات الفائضة من الفوسفور في المسطحات المائية العذبة. ووجد الباحثون أن الفوسفور تجاوز قدرة استيعاب 38٪ من مسطحات المياه العذبة على سطح الأرض.


وقال مسفين ميكونين، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة نبراسكا: "في العديد من مناطق العالم، لا يوجد ما يكفي من المياه لاستيعاب الفوسفور أو أن حمل التلوث ضخم لدرجة أن نظام المياه لا يستطيع استيعاب كل شيء".


وتشير نتائج الدراسة إلى أن مسطحات المياه العذبة في المناطق التي تعاني من ارتفاع مستويات تلوث المياه من المرجح أن تعاني من الإغناء الغذائي eutrophication أو زيادة مستوى العناصر الغذائية بسبب ارتفاع مستويات الفوسفور. كما ان تسمم المياه نتيجة لتلوث الفوسفور يسبب ازدهار الطحالب، مما قد يؤدي الى وفيات الأسماك والنباتات بسبب نقص الأكسجين والضوء. "كما أنه يقلل من استخدام المياه لأغراض إنسانية مثل الشرب والسباحة.


فحص الباحثون في الدراسة الجديدة النشاط الزراعي لحساب إجمالي كمية الفوسفور من نشاط الإنسان التي تدخل إلى المياه السطحية من عام 2002 إلى عام 2010. وجمعوا بيانات عن كمية الأسمدة التي يتم إضافتها لكل محصول في كل دولة، وتقدير إنتاج الفوسفور محلياً وصناعياً وذلك بالنظر إلى استهلاك الفرد من البروتين لكل دولة.


مساهمة أنواع المنتجات الرئيسية (على اليسار) والمناطق (على اليمين) في تلويث المياه العذبة بالفوسفور من 2002 إلى 2010.

وقال ميكونين: "لقد قدرت دراسات أخرى الأحمال العالمية للفسفور، لكننا ذهبنا أبعد من ذلك لأننا حللنا كمية الفوسفور إلى فئات مختلفة مثل مصادره من المحاصيل المختلفة والبلدان والقطاعات الاقتصادية".


وتظهر النتائج الجديدة ان النشاط البشرى اطلق 1.47 مليون طن من الفوسفور كل عام فى مسطحات المياه العذبة فى العالم. وساهمت الصين وحدها بنسبة 30٪ من كمية الفوسفور فى المياه العذبة، تليها الهند بنسبة 8٪ والولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 7٪. وجاءت أكبر مساهمة للتلوث بالفوسفور العالمي من مياه الصرف الصحي السكنية بنسبة 54٪، تليها الزراعة بنسبة 38٪ ثم الصناعة بنسبة 8٪. ووجد الباحثون ان تلوث الفوسفور من الزراعة إرتفع بنسبة 27 % خلال فترة الدراسة من 525 الف طن فى عام 2002 الى 666 الف طن فى عام 2010.


كما قدرت الدراسة مستوى تلوث المياه في أحواض الأنهار الرئيسية للأرض من خلال مقارنة كمية المياه العذبة اللازمة لتخفيف الفوسفور الزائد إلى التركيز المسموح به مقارنة بتركيزه الفعلي فى حوض النهر. وقال ميكونين انه اذا كان حوض المياه العذبة يحتوي على تلوث فوسفورى أعلى من واحد صحيح، فان معايير جودة المياه تنتهك، ويتلقى الحوض المزيد من التلوث بالفوسفور أكثر مما يمكن ان يستوعبه.


مستوى تلوث المياه بالفوسفور لكل نهر نتيجة نشاط الإنسان من القطاعات الزراعية والصناعية والمحلية ما بين 2002-2010. الأنهار ذات مستوى التلوث أعلى من واحد صحيح تستقبل فوسفور أكثر من قدرة استيعابها.



وفقا للمؤلفين : "تظهر النتائج أن أحواض المياه العذبة التى يزيد تركيز الفسفور بها عن الواحد الصحيح مثلت 38 % من سطح الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وغالبا ما تتعلق هذه الأحواض بالمناطق المكتظة بالسكان أو المناطق ذات الزراعة المكثفة". وتشمل المناطق الأكثر تلوثاً للمياه العذبة حوض تصريف أرال ونهر هوانج - هى (الأصفر) في الصين ونهري إندوس وجانج في الهند ونهر الدانوب في أوروبا. كما تعاني المناطق الأقل اكتظاظاً مثل أستراليا وشمال أفريقيا من ارتفاع مستويات تلوث المياه، وفقا للدراسة. وقال ميكونين: "إن هذه المناطق لديها تلوث فوسفورى أقل مقارنة بمناطق مثل الصين وأوروبا، ولكن فى نفس الوقت لديها كميات أقل بكثير من المياه المتاحة لاستيعاب الفوسفور الزائد.


المصدر: إضغط هنا

28 views0 comments
bottom of page