إزالة الغابات تضخ مليارات الأطنان من الانبعاثات في الغلاف الجوي
وجدت دراسة منشورة في مجلة علم الأحياء الحالي أنه بعد قطع الأشجار، فإنها تتحلل تدريجياً، ويتحرر الكربون المخزن بها، مما يؤدي إلى تدهور الموائل، وتهديد الأنواع الحية لفترة طويلة بعد توقف القطع. هذه الانبعاثات لها تأثير هام على المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري،. ووجد الباحثون حتى مع إنخفاض إزالة الغابات بنسبة 30% في الأمازون ، لم يكن هناك سوى انخفاضا بنسبة 10% في انبعاثات الكربون.
وحتى لو توقف إزالة الغابات المدارية ، سيظل هناك 8.6 مليار طن من الانبعاثات تنطلق في الجو نتيجة لتحلل الأشجار، أي ما يعادل خمس إلى 10 سنوات من إزالة الغابات العالمية وهذا تقريبا الكمية السنوية من إجمالي الانبعاثات العالمية. تلك الانبعاثات المتخلفة تعتبر قاتلة، ووجد الباحثون أن 144 نوعا من الفقاريات ت بسبب إزالة الغابات المدارية فى الفترة مابين 1950-2009، وهى تمثل أكثر من حوالي 20 % من التقدير السابق لانقراض الفقاريات فى الغابات منذ عام 1900. كما هو الحال مع الأشجار، وجد الباحثون حدوث خسائر فى الأنواع تدريجيا مع تغير الموائل بسبب تلك التغيرات السريعة في الغطاء الحرجي.
يمكن أن تكون التأثيرات أكبر من ذلك نتيجة لتحويل مساحات شاسعة من الغابات إلى أراض زراعية في مناطق كثيرة، لا سيما في منطقة الأمازون التى تعتبر واحدة من ثلاث مناطق من الغابات الاستوائية المطيرة الرئيسية فى العالم، جنبا إلى جنب مع حوض الكونغو وجنوب شرق آسيا. بموت الأشجار التى تحافظ على حرارة الجو باردة، ستصبح المناطق الاستوائية أكثر حرارة وتتحول لمناخ مختلف. الدراسة مثيرة للاهتمام بشكل لا يصدق لمن يحاولون وقف إزالة الغابات. وأوضحت أن الأمور ليست سيئة فقط، بل أسوأ مما كنا نظن، فعلى الرغم من جهود المحافظة على الغابات مؤخراً، تم بالفعل تدمير نصف غابات العالم حيث يفقد حوالى 1 فدان من الغابات كل ثانية.
استخدم الباحثون نموذجا يأخذ في الاعتبار تغير استخدام الأراضي مع مرور الوقت لقياس الخسائر الناجمة عن إزالة الغابات المدارية. ووجدوا أن 2.27 مليون كيلومتر مربع من الغابات قد تم تطهيرها بحلول عام 2010، وزاد معدل إزالة الغابات الاستوائية في منطقة الأمازون في سبعينيات القرن الماضى، وفي جنوب شرق آسيا في التسعينيات، ومؤخرا يحدث تطهير الغابات في حوض الكونغو.
إزالة الغابات الاستوائية في اندونيسيا هي واحدة من قضايا الاحترار العالمي الأكثر إلحاحا، وكما هو معروف أن مزارع زيت النخيل ولب الورق تعطل النظام البيئي المحلي. أيضا زيادة الطلب العالمي على اللحم البقري، يتطلب إزالة الأشجار للرعي وزراعة محاصيل الأعلاف كما فى البرازيل. على الرغم من أن منظمات المجتمع المدنى تضغط لجعل سلاسل التوريد العالمية أكثر حفاظاً على البيئة، إلا أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الغابات الاستوائية خاصة جنوب شرق آسيا.