الغابات الاستوائية ليست بالوعة للكربون
بسبب الأنشطة البشرية، تحرر هذه الغابات ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تطلقه جميع السيارات والشاحنات الأمريكية
تضيف الغابات الاستوائية المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي بأكثر مما تزيله، وفقاً لدراسة نشرت عام 2017 أشارت إلى أن إنبعاث ثاني أكسيد الكربون من الغابات الاستوائية الخصبة يتجاوز ماتطلقه جميع السيارات والشاحنات فى أمريكا.
للأسف، فإن الغابات المدارية لديها إمكانيات غير مستغلة للعمل كمصارف للكربون من خلال تحسين الحفظ وإدارة الأراضي. وقال واين ووكر، أحد مؤلفي التقرير،" إن العلماء قد قللوا على مر التاريخ من انبعاثات الغابات من خلال التركيز بشكل أساسي على إزالة الغابات ومنع الحرائق الكبيرة وغيرها من عمليات إزالة الغابات الظاهرة.
وقال ووكر ان هذه التحليلات غاب عنها نتيجة النشاط البشرى، مثل القطع الانتقائي للاشجار، فضلاً عن الاضطرابات الطبيعية مثل الجفاف والإصابة بالآفات المختلفة، والتى تزداد سوءاً مع الاحترار العالمى. وقال: "في حين أن تلك الخسائر قد تكون صغيرة في أماكن مختلفة ومتفرقة، لكن عند حساب كل تلك الخسائر من الأشجار الفردية عبر منطقة كبيرة مثل غابات الحزام المداري، فإنها تصبح كبيرة ومؤثرة".
استخدم ووكر والباحثون الآخرون صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد بالليزر والقياسات الميدانية خلال 12 عام لتجميع بيانات عن فقدان الغابات ونموها بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى.
وتظهر النتائج التي توصلوا إليها، التي نشرت في دورية العلوم Science ، أن كل الغابات الاستوائية فى العالم تنبعث منها كميات من الكربون أكبر مما تمتصها حيث تطلق 862 تيراجرام من الكربون بينما تمتص 437 تيراجرام. (التيراجرام = مليار كيلوجرام). ومن بين 425 تيراجرام من الانبعاثات الصافية، يأتي نحو 60% من نصف الكرة الغربي، في حين يأتي نحو 24 % من أفريقيا وحوالي 16 % من آسيا. وحذر ووكر من توقع زيادة هذه الانبعاثات الصافية فى المستقبل، حيث أن هناك تباينا واسعاً حتى داخل نفس المنطقة أو الدولة. فعلى سبيل المثال، شهدت الأمريكتان أكبر خسارة في مساحات الغابات وكذلك أكبر مكاسب. وقال أليساندرو باتشيني، وهو عالم مشارك في الدراسة، إن الغابات في الكونغو أصبحت مصدراً صافياً للكربون في عام 2007.
وعلى الرغم من أن تدهور الغابات أكثر انتشاراً مما كان يعتقد من قبل، إلا أن الباحثين قالوا إن النظم الإيكولوجية تظل سليمة نسبياً ويمكن أن يتراجع هذا التدهور إذا ما قامت الحكومات بتعزيز سياسات الحفظ والإنفاذ. إذا كانت الغابات تبدى مرونة سريعة فى الاستعادة، فإنها يمكن أن تكون وسيلة رخيصة للحد من الكربون في الغلاف الجوي. لذلك لاتزال استعادة الغابات واحدة من أسهل الطرق، وأقلها تكلفة للمضي قدماَ فى مكافحة التغيرات المناخية.