كيف يكتشف الخبراء الجرائم بتحليل الخشب ؟

إن إحباط تجارة الأخشاب غير القانونية وحل جرائم القتل وتحديد أنواع السموم هي بعض الطرق التي يساعد بها علماء الأخشاب في حديقة كيو على مكافحة الجريمة.

يتلقى الدكتور بيتر جاسون ، عالم تشريح الأخشاب ، بشكل منتظم عينات من الأخشاب من مجموعة من المنظمات والجهات الحكومية ، بما في ذلك الجمارك والشرطة ، وعلماء الآثار ، وعلماء الحفريات ، وتجار التحف.

المساعدة في حل بعض الجرائم لن يكون ممكناً بدون وجود مجموعة مرجعية من شرائح أنسجة الخشب الميكروسكوبية.

يوجد فى حديقة كيو النباتية واحدة من أكبر المجموعات المرجعية لشرائح عينات الخشب الميكروسكوبية في العالم ، حيث تشتمل على مجموعات من أحادية وثنائيات الفلقة والصنوبريات ، تمثل حوالي 100 ألف شريحة ميكروسكوبية.

تم حفظ هذه المجموعة الضخمة في مخازن مقاومة للحريق داخل معمل Kew’s Jodrell ، وهي تحتوي على عينات مأخوذة من الأوراق والسيقان والأغصان والخشب. يوجد أيضًا ما يقرب من 50 ألف عينة من الخشب ، كما هو موضح في الصورة أدناه.

توصيف الخشب

يقول بيتر "بصرف النظر عن تأليف ونشر العديد من الكتب فى علم التشريح، فإننا نستخدم مجموعة مراجعنا وخبرتنا لتحديد النوع النباتي، والذى يمكن أن يكون عبارة عن قطعة من الخشب أو فرع إلى مجموعة من الأوراق النباتية التى تستخدم فى الطب الصيني التقليدي إلى محتويات أمعاء حيوان أو شخص تعرض للتسمم.

يقول أيضاً:- معظم عملي يتعلق بالأخشاب ، وتحديد نوعية الخشب في الأثاث أو الخشب الرقائقي. الأسئلة التي يجب الإجابة عليها هي "ما هذا النوع؟" ومن اين اتي؟''. يمكن أن تكون العين المجردة كافية لخبراء الخشب لدينا لمعرفة الفرق بين الخشب اللين والخشب الصلب. ولكن إجراء المزيد من التعريف المجهري يكون مطلوباً.

في هذه الحالة ، يتم تليين عينة من الخشب عن طريق غليها في الماء. قد تتطلب بعض الأخشاب الأثقل مثل خشب الأبنوس (Diospyros) استخدام المايكروويف أو المعالجة الكيميائية. بمجرد أن يتم تليين العينة، يتم عمل مقاطع في ثلاث إتجاهات (عرضية وطولية ومماسية ) باستخدام الميكروتوم ثم يتم فحصها تحت مجهر ضوئي.

يلعب تحديد وتعريف الأخشاب دورًا رئيسيًا في الكشف عن تجارة الأخشاب غير القانونية. يقول بيتر: "إن قوة الحدود البريطانية مهتمة عمومًا فقط بالأنواع المدرجة في اتفاقية CITES (اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المعرضة للانقراض)". "إذا لم يوجد تصاريح الاستيراد والتصدير الرسمية للأخشاب ، فهذا يعتبر غير قانوني".

باعتبارها الهيئة العلمية الرسمية لـ CITES في المملكة المتحدة وجزءًا من الشبكة العالمية لتتبع الأخشاب ، تستخدم Kew أرشيفها الفريد من العينات لتحديد الأخشاب التي يتم تهريبها بطريقة غير مشروعة. إذا اشتبهت قوات حرس الحدود في وجود نوع خشبي مدرج في قائمة CITES ، فيمكنها إرساله إلى حديقة كيو للمصادقة لتأكيد أو دحض نوعه.

وقد تضمنت الأشياء المشتبه بها آلات الجيتار الموسيقية المصنوعة من خشب الورد (Dalbergia) المدرج في قائمة CITES وستائر الشبابيك المصنوعة من أخشاب جنس (Gonystylus) المهدد بالانقراض أيضاً. يجب اختبار جميع أجزاء العينة للتأكد من أنها متماثلة وسيكون الأمر أكثر تعقيدًا إذا كانت قوة الحدود تريد أن تعرف بالضبط ما هي العينة وستحتاج إلى مزيد من الاختبارات.

التعرف على أصل الخشب

يتم تصدير الأخشاب أحيانًا من البلد الذي نمت فيه إلى البلد الذي تم تحويله إلى منتج ثم تصديره مرة أخرى. لذلك من الصعب معرفة مكان المنشأ حيث يمكن تصنيع المنتج من الخشب من قارات مختلفة.

يقول بيتر: "إحدى التقنيات التي تسمى تحليل النظائر المستقرة يمكن أن يخبرنا من أين جاءت الشجرة". ‘على سبيل المثال ، لمعرفة ما إذا كانت عينة خشب Palaquium من جزر سليمان أو بابوا غينيا الجديدة ، سيكون نمط النظير المستقر من هذين المكانين مختلفًاً. لذلك إذا كان لدينا مادة مرجعية من كلا المكانين ، فسنتمكن من مطابقتها.

المساعدة في حل جرائم القتل

إن أكثر الحالات التي تعاملت معها الدائرة هي تحقيق الشرطة الخاص بـ "آدم" في عام 2001. تم اكتشاف جثة صبي يبلغ من العمر خمس سنوات من غرب إفريقيا منزوعة الرأس والذراعين والساقين في نهر التايمز.

ساعد خبراء حديقة كيو فى التحقيق من خلال تحليل محتويات أمعاء الصبى في الجثة المتحللة وتحديد كل العناصر الموجودة فيها تقريبًا ، بما في ذلك فول كالابار Physostigma venenosum ، شديد السمية. ساعدت معلومات الطب الشرعي دائرة الشرطة في معرفة ما أن جريمة القتل من المحتمل أن تكون تضحية طقوسية. ولكن للأسف ، لم يكتشفوا هوية الصبي الحقيقية أو من الذى ارتكب الجريمة.

اكتشاف توابيت المومياوات

بعض الطلبات التي يتلقاها القسم أثرية في طبيعتها. يقول بيتر: "لقد تلقيت بضع قطع صغيرة من الخشب جاءت من داخل تابوت مومياء". تحت المجهر ، أستطيع أن أرى توري صدفي في الحفر التي تحدها والتي هي خصائص مميزة فريدة من نوعها لجنس الأرز Cedrus.

وأضاف "قارنت ذلك بشريحة لخشب الأرز من مجموعة المراجع الخاصة بنا. يمكننا وضع شريحتين على المجهر مرة واحدة ، ومقارنة الشريحة المرجعية والأخرى التى يراد الاستعلام عنها. غالبًا ما يكون خشب الأرز المصري Cedrus". "في بعض الأحيان يمكن التعرف على الشجرة بأكملها فقط من شظية صغيرة أعتقد أن الأمر مذهل للغاية".

أكبر التحديات هما السؤالان ؛ ما هو؟ ومن أين أتي؟

تحديد يمكن أن يكون صعبا. في بعض العائلات النباتية ، تكون الأجناس متشابهة جدًا أو لا توجد معرفة كافية لتحديد ماهية هذه الأنواع. يقول بيتر: "من الناحية المثالية ، يمكننا تحديد الأشياء على مستوى الجنس ولكن في بعض الأحيان لا نستطيع ذلك". وأحيانًا ، حتى عندما نصل إلى الجنس ، قد يوجد 100 أو 200 نوع في هذا الجنس.

"قد يكون من الصعب التمييز بين الأنواع المختلفة ضمن الجنس الواحد، خاصة عندما لا تعرف ما هو أصله. غالبًا ما يكون التشريع خارج نطاق العلم لكى يتعامل معه فعليًا.

بناء مجموعة مرجعية ضخمة هو أمر ضروري. على سبيل المثال ، هناك 530 نوعًا من البلوط ولكن حاليًا لدينا فقط ربع هذا العدد.

يقول بيتر: "الهدف هو بناء مجموعة مرجعية جيدة قدر الإمكان ، والقدرة على تحديد من أين تأتي الأخشاب". ‘بعد ذلك يمكننا بناء مجموعات من عينات الخشب المرجعية وكذلك قواعد البيانات مع تقنيات مختلفة منها. بدون ذلك ، لا يمكننا الإجابة على هذين السؤالين الرئيسيين - ما هو ومن أين؟ إنه عمل طموح بعض الشيء ولكن يجب أن نبدأ من مكان ما.