الأشجار الحضرية قد تزيد من الأوزون
على الرغم من أن الاتجاه العام للاستماع إلى المطالبات البيئية حول فوائد الأشجار في المدن وتكثيف زراعتها، لكن العلم لديه جانب مظلم، وهو أن الأشجار بالمدن الحضرية، تنتج الكثير من الأوزون الأرضى. خلال الأيام الحارة، تطلق الأشجار مركبات تزيد من تركيز الأوزون، مثل الفورمالديهايد، الذي يتكون من الإيزوبرين، وهو مركب عضوي عطرى يمكن للأشجار أن تنتجه عندما ترتفع درجات الحرارة، كما تطلق الأشجار أيضاً التربينات، التي تتفاعل أيضا مع أشعة الشمس لتكوين الضباب الدخاني "الطبيعي".
إن تخزين الكربون والسيطرة على مياه العواصف والتبريد عن طريق توفير الظل كلها عوامل إيجابية، ولكن عندما تزداد كثافة الأشجار فى شوارع المدينة، فإنها يمكن أن ترفع من مستوى الأوزون إلى حد كبير، وتسبب الربو والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
فى دراسة حديثة نشرت عام 2017 فى دورية "تكنولوجيا العلوم البيئية"، قارن الباحثون النماذج الحاسوبية لتركيزات ملوثات الهواء في منطقة برلين براندنبورج في ألمانيا في صيف عام 2006، عندما كانت هناك موجة حارة، وصيف عام 2014، الذي كان أكثر شيوعا في درجات الحرارة الموسمية. وأظهرت المحاكاة أنه خلال صيف عام 2006، ساهمت المركبات العضوية المتطايرة VOCs من المساحات الخضراء الحضرية بنحو 6- 20% من الأوزون المتكون، وارتفعت المساهمة خلال فترة الحرارة الشديدة لتصل إلى 60 %.
ويشير الباحثون إلى أنه بالإضافة إلى الاهتمام بحملات زراعة الأشجار، ينبغي أن تشمل الجهود الرامية إلى تحسين بيئات المدن تدابير أخرى مثل الحد من حركة المركبات، وهو المصدر الرئيسي لأكاسيد النيتروجين التي يمكن أن تتفاعل مع المركبات العضوية المتطايرة وتشكل الأوزون. أو حسن اختيار الأشجار التي يجب أن تزرع وتنتج تلك المركبات العضوية المتطايرة بتركيزات قليلة، وتجنب الأشجار العالية فى إنتاج تلك المركبات العضوية مثل الحور على سبيل المثال.