تغير المناخ يسرع من نمو أشجار المدن
ذكرت دراسة حديثة ان الاشجار الحضرية تنمو بنسبة 25 % بشكل اسرع من نظيراتها فى المناطق الريفية.
في تحليل لما يقرب من 1400 شجرة حضرية فى شوارع برلين وميونيخ بألمانيا وكيب تاون بجنوب أفريقيا وسانتياجو بشيلي وهانوي بفيتنام ومدن أخرى، وجد الباحثون أن الأشجار في هذه المناطق الحضرية تنمو بمعدل أسرع من مثيلاتها بالمناطق الريفية منذ الستينات. وتتبع الباحثون الأشجار الناضجة، مع التركيز على أنواع الأشجار النموذجية والسائدة لكل مدينة، ودرسوا نموها في مراكز المدن والمناطق الريفية خارج المدينة. وفقا للدراسة التي نشرت في دورية Scientific Reports قال هانز بريتسش، رئيس قسم تنمية الغابات في جامعة ميونخ التقنية بألمانيا: "يمكن أن نتبين أن الأشجار الحضرية في المتوسط أكبر من الأشجار الريفية لنفس العمر لأن الأشجار الحضرية تنمو بشكل أسرع".
وقال الباحثون إن تأثير الجزيرة الحرارية heat island affect هو المسؤول عن تسارع النمو. لأن تأثير الجزيرة الحرارية، هو السبب الذي يجعل المناطق الحضرية ذات درجات حرارة أعلى نتيجة للنشاط البشري، كما يمكنها تحفيز عملية التمثيل الضوئي وتمديد وقت السنة الذي تنمو فيه الأشجار. على الرغم من أن فكرة نمو الأشجار بشكل أسرع قد تعتبر إيجابية، إلا أنه كلما ازدادت سرعة نمو الأشجار، كلما ماتت أسرع. وسيتعين على المدن أن إحلال هذه الأشجار بأخرى جديدة.
في دراسة حديثة أخرى من جامعة ملبورن، كشف العلماء عن مدى تأثير هذه الظاهرة على الأشجار الحضرية في المدن الأسترالية على وجه الخصوص، حيث يتعرض أكثر من نصف الأشجار العامة الحضرية في أستراليا للخطر (24 % منها في خطر عالى و 29 % تعانى من بعض المخاطر) تبعاً لتوقعات مستقبلية فى حالة لم يتم الحد من الانبعاثات. وقد تكون الأشجار المعرضة لمخاطر عالية غير مناسبة لدرجات الحرارة المتوقعة لعام 2070، كما أنها ستصبح عرضة للأمراض أيضاً.
وقال ديف كندال، الباحث الرئيسي للدراسة "المدن الأسترالية بها عشرات الملايين، إن لم يكن مئات الملايين من الأشجار التي توفر وظائف هامة مثل التبريد وتباطؤ جريان مياه الأمطار وتوفير موائل للطيور والحيوانات. ولكن هناك اعتراف متزايد بأن ارتفاع درجات الحرارة، بسبب زيادة درجات الحرارة الحضرية وتغير المناخ، مما يشكل تهديداً لبعض أنواع الأشجار في مدننا ".
تم إصدار الدراسة كجزء من مشروع الهواء النظيف والمناظر الطبيعية الحضرية لمعالجة المخاطر على الغابات الحضرية في أستراليا. وحلل الباحثون 1.9 مليون شجرة في 29 بلدية في أستراليا، تمثل 1392 نوعاً مختلفاً. كان التباين بين المدن مرتفعاً، حيث تعرض أكثر من 80 % من الأشجار للخطر في بعض المناطق. وسيتعين على مديري الغابات في المناطق الحضرية أن يأخذوا بعين الاعتبار الأخطار التي تواجهها الأشجار مع تكيف المدن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وقال المؤلف المشارك ليندال بلانت "بالنسبة للأشجار الهامة، يمكن استخدام استراتيجية المقاومة لتحسين الظروف البيئية وإطالة العمر الإنتاجي، على سبيل المثال، عن طريق توفير الري الجيد أو تحسين إدارة الآفات والأمراض. ويمكن لمديري الغابات الحضرية أيضا أن يستجيبوا للتغيير عن طريق اختيار الأشجار التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخ في المستقبل ".
إن مدى نجاح أشجار المدن أمر وثيق الصلة بكيفية تكيف البشر مع تغير المناخ، خاصة وأن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المراكز الحضرية، وفقاً لتقرير أصدرته الأمم المتحدة في عام 2014. ومن المتوقع أن يرتفع هذه النسبة إلى الثلثين بحلول عام 2050.
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تتمتع الأشجار بمزايا تتراوح بين التنوع البيولوجي الحضري وزيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون والتخفيف من حدة تغير المناخ. زراعة الأشجار بشكل استراتيجي في المدن يمكن أن يبرد الهواء بحوالى 2 - 8 درجات مئوية للحد من تأثير الحرارة على الجزيرة الحضرية ، التي من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية الناجمة عن موجات الحرارة المستقبلية القاتلة في المناطق الحضرية. ويمكن أيضا أن تعمل الأشجار الحضرية كمرشحات للملوثات، وتساعد على منع الفيضانات وغالباً ما ترتبط بتحسن الصحة البدنية والعقلية.