غابة المدينة تخزن الكربون بنفس مستويات الغابة المطيرة
بعض الناس يسيرون فوق جسر في بوكيت ناناس وهى الغابة المطيرة الاستوائية البكر الوحيدة التي تُركت في قلب كوالا لمبور بماليزيا.
تسارع دول العالم إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبطء الاحترار العالمي ، وأحد السبل التي يتم بها ذلك هو تشجيع حماية الغابات الموجودة. تحبس الأشجار الكربون في كتلتها الحيوية وفي التربة ، ومن المأمول أن المحافظة عليه في باطن الأرض سيحافظ علىه بعيداً من الغلاف الجوي.
تميل سياسات وبرامج حفظ الغابات التي تركز على المناخ إلى الاهتمام بالغابات المطيرة التى تغطي مناطق شاسعة. وقد حصلت الغابات المطيرة على لقب "رئة الكوكب" لقدرتها على عزل ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين. ولكن تعطي بعض الغابات الأخرى أسبقية عن الغابات المطيرة. فعلى سبيل المثال يمكن لهكتار من أشجار المانجروف أن يخزن أربعة أضعاف كمية الكربون التى يخزنها هكتار من الغابات المطيرة. والآن تظهر الأبحاث الجديدة أنه حتى الغابات المعتدلة في المدن قد تكون قادرة على احتجاز الكربون بما يقرب من الحجم المحتجز بواسطة الغابات المطيرة.
وقد أجرى هذا البحث فريق من العلماء من جامعة كوليدج في لندن ، حيث قاموا برسم خرائط لخزانات الكربون فى مناطق الغطاء الشجري بأحياء كامدن في لندن. تم نشر نتائج هذا البحث في مجلة Carbon Balance and Management.
واستخدم الفريق تقنية LiDAR للاستشعار عن بعد التي توفر معلومات عالية الدقة حول بنية الأشجار. تمكَّن الباحثون بعد حصولهم على بيانات محددة عن أبعاد وحجم الكتلة الحيوية النامية فوق الأرض في كامدن ، من تقدير كمية الكربون الموجودة في كل جزء من الغابات الحضرية.
قال المؤلف الرئيسي فيل ويلكس: "إن الأشجار الحضرية مورد حيوي لمدننا التي يمر عليها الناس كل يوم، وقد تمكنا من تحديد حجم وشكل كل شجرة من الغابات في المتنزهات الكبيرة إلى الأشجار الفردية في الحدائق الخلفية في كامدن. وهذا لا يسمح لنا بقياس كمية الكربون المخزنة في هذه الأشجار فحسب بل أيضًا تقييم الخدمات الهامة الأخرى التي تقدمها مثل الموائل للطيور والحشرات".
بعض النشطاء يزرعون أشجار المانجروف في تايلاند في سبتمبر 2016. يمكن لهكتار المانجروف تخزين أربعة أضعاف كمية الكربون مقارنة بالهكتار من الغابات المطيرة.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن أشجار كامدن تحتوي على كميات من الكربون أكثر مما قدرتها الدراسات السابقة. وعلى الرغم من أن متوسط كثافة الكربون في البلدة يقع على الجانب المنخفض عند مقارنته بالعديد من النظم البيئية الطبيعية - التي تعادل تقريبا السهول شبه الاستوائية - فإن غاباتها الحضرية عبارة عن بالوعات أو مصارف لتخزين الكربون. وكانت القيمة القصوى التي تم اكتشافها في حديقة كبيرة وهى حديقة هامبستيد هيث التى تبلغ مساحتها 320 هكتارًا. واقتربت كثافة الكربون بها من كثافة الكربون فى الغابات الاستوائية المطيرة.
ذكر الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أنه على الرغم من أن مساهمة المناطق الحضرية في الكتلة الحيوية فوق الأرض ربما تكون صغيرة نسبياً بسبب المدى المكاني المحدود، فإن بعض الغابات الحضرية تتمتع بكثافة من الكتلة الحيوية فوق الأرض مماثلة للغابات الاستوائية والمعتدلة. لذلك ، لا يمكن التقليل من أهمية الحفاظ على هذه المناطق كمصارف للكربون، خاصة محليًا.
بالإضافة إلى كونها من مصارف الكربون، توفر غابات المدينة مجموعة كبيرة من الفوائد الأخرى من خقض درجة الحرارة وتخفيف شدة الفيضانات والسيول، إلى تنقية الهواء والتحكم في تآكل التربة. في الولايات المتحدة ، يقدر أن الأشجار الحضرية توفر للبلاد حوالي 18.3 مليار دولار سنوياً. ومع ذلك ، فإن الغطاء الشجري في الولايات المتحدة آخذ في الانخفاض ، تبعاً لدراسة نشرت في عام 2018 وأظهرت أن البلاد فقدت في المتوسط حوالي 36 مليون شجرة سنوياً بين عامي 2009 - 2014.
شاهد هذا الفيديو الذى يظهر أهمية الغابات الحضرية