العلاج بالأشجار ليس للطيور فقط
أجرى هذا البحث، في آسيا وأوروبا وأستراليا، ويخلص إلى أن المشي وممارسة الرياضة في الغابات، يقلل من الإجهاد، ويعزز المناعة ويهدئ المشاعر العدوانية.
أيضاً الغابات لها آثار إيجابية على مجموعة من الاضطرابات بما في ذلك السمنة، والاختلالات الصحة العقلية، والعزلة الاجتماعية، ومرض السكري، والسلوك العنيف، وتعاطي المخدرات، وحتى الانتحار. في بريطانيا، أظهرت الأبحاث أن معدلات الشفاء إزدادت حتى لو شاهد المرضى الأشجار فقط من نافذة المستشفى.
في دراسة تبين أن في جناح واحد حيث جميع المرضى يتماثلون للشفاء من نفس العملية الجراحية في البطن، فإن هؤلاء المرضى الذين تطل حجراتهم على المساحات الخضراء والأشجار يتعافون بمعدل أسرع وغادروا المستشفى أسرع بمعدل ثلاثة أرباع اليوم من هؤلاء الذين فى حجرات مغلقة ولاترى الطبيعة، وعلاوة على ذلك، من اليوم الأول بعد الجراحة يقل طلب الأدوية المسكنة من المرضى الذين يطلون على الطبيعة.
بينما المساحات الخضراء والتطلع للطبيعة بشكل عام مفيد، حيث الأشجار هي جزء من المزيج فإن فوائدها لا تزال أكثر وضوحاً. حيث تعمل على خفض ضغط الدم والإجهاد، وتعزيز الجهاز المناعي بشكل ملحوظ.
في شرق آسيا - خصوصا الصين واليابان وكوريا - مفهوم " الاستحمام فى الغابات forest bathing " و "تنفس أجواء الغابات "breathing the forest atmosphere كان مقدراُ لعدة قرون ويحرص عليه الناس بغرض الوقاية من المرض واستعادة النشاط. وقد مورست لمدة 150 عاما ممارسات مماثلة أيضا في ألمانيا حيث علاج النيب Kneipp Therapy ، وهو يماثل المفاهيم الآسيوية. وفي الآونة الأخيرة، بدأت السلطات السويسرية الدعوة إلى ممارسة الرياضة على وجه التحديد في الغابات، وليس في صالة الألعاب الرياضية أو المساحات الحضرية المفتوحة.
منذ زمن سحيق، وبطبيعة الحال، كانت الشعوب الأصلية تعيش في ومع الغابات في جميع أنحاء العالم. لقد استخلصوا الأدوية من الأشجار والنباتات الأخرى كما تقدس العديد من المجتمعات أنواع معينة من الأشجار نظرا للفوائد العديدة، التي تمنحها لهم. ويعتقد السكان الأصليين دائما أن الأشياء تكون متصلة ببعضها، وأن الغابات والشعوب الأصلية ترتبط ارتباطا وثيقاً. وعلاوة على ذلك هم يدركون المشاكل التي تحدث عندما يتم كسر هذا الارتباط وتهجيرهم قسراً من أراضيهم وغاباتهم.
الدكتور John Innes، عميد الغابات في جامعة كولومبيا البريطانية، ويعتقد أن مساحات كبيرة من الغابات ينبغي أن تدار خصيصا لتحسين الصحة البدنية والعقلية للسكان المحليين. ويستشهد الدكتور Innes بثلاث نظريات للربط بين الصحة العقلية والبيئة الطبيعية:
• الارتباط بالطبيعة Biophilia - تحتفظ هذه النظرية التي أن الإنسان أصبح مبرمجاً إلى الاستجابة للبيئات الطبيعية خلال مسار التطور للمساعدة على البقاء على قيد الحياة والنماء، للعمل بشكل أكثر فعالية.
• نظرية استعادة التركيز - وتعنى أن البيئة الطبيعية توفر بيئة تصالحية حيث يمكن أن تشحن عقولنا عندما نكون مرهقين.
• نظرية التخلص من الضغوط النفسية والفسيولوجية - وهى تعتمد على الأدلة التي تظهر الاستجابة الإيجابية الفورية للبشر لآراء الطبيعة.
تؤدي هذة الاستجابة إلى الانخفاض السريع في مستويات التوتر وضغط الدم وتوتر العضلات ومعدل ضربات القلب، وعادة في غضون دقائق من التعرض للطبيعة.
الترفيه فى الغابات بأيرلندا هو جزء مهم من صناعة شاملة، مع أعداد الزائرين إلى غابات Coillte قريبة من 18 مليون سنوياً، بمتوسط 4.5 زيارة لكل فرد من السكان. تشير التقديرات إلى أن النشاط الاقتصادي الكلي الناتج عن مستخدمي الغابات المحلية يقدر بحوالى 268 مليون يورو، وهو ما يمثل 10% من الناتج الإجمالي للقطاع.
من الواضح أن الغابات قد تساهم بشكل جيد لحياة أطول وأكثر صحة وأكثر سعادة. هناك العديد من العوامل التي توضح لأصحاب القرار أهمية وجود الغابات وزراعة الأشجار، ومن المؤكد أن هذا يستحق أن يكون على رأس الأولويات.