ناسا توضح أهمية المعيشة فى مدن مشجرة
أظهرت دراسة جديدة من وكالة ناسا أن الأشجار والنباتات ضرورية لحفظ مدننا باردة وليس لمجرد أن تكون ذات منظر جميل لكى نجلس تحتها في يوم مشمس.
المدن مثل سخانات تخزين عملاقة تتكون مما تسميه ناسا "الأسطح المنيعة impervious surfaces" فالطرق والمباني والخرسانة تسبب ما يعرف باسم تأثير الجزر الحرارية الحضرية، حيث ترتفع درجة الحرارة في المدينة بضع درجات أكثر من المناطق الريفية المحيطة نتيجة الاحتباس الحراري الناتج من كل أشكال البنية التحتية فى المدينة.
ولكن دراسة جديدة أظهرت أن وجود المساحات الخضراء في المدينة لها تأثير كبير على خفض حرارة الجزر الحرارية الحضرية. كما أن حجم ونوع النباتات يلعب دوراً كبيراً في درجة الحرارة بالمدن.
ما وجده الفريق البحثى هو أن الأشجار وغيرها من النباتات ضرورية للحفاظ على برودة المدن. فالأشجار بشكل طبيعي تبرد الهواء عن طريق عملية تسمى البخر- نتح evapostranspiration وهى عملية تخضع فيها النباتات لما يشبه التعرق، فيتشبع بخار الماء بالحرارة ويقلل من تأثيرها.
استناداً إلى ملاحظة المدن باستخدام بيانات الأقمار الصناعية وسجل درجات الحرارة، وجد الباحثون أنه عندما تصل مساحة الأسطح المنيعة إلى 35٪ (والمساحة المتبقية 65٪ عبارة عن غطاء نباتي)، سارت الأمور بشكل جيد. حتى هذه النقطة، ظلت حرارة المناطق الحضرية أعلى بمقدار 1.3 درجة مئوية وبشكل ثابت فوق المنطقة المحيطة. ويزيد هذا الفارق كلما قل الغطاء النباتي وترتفع إلى 1.6 درجة مئوية بزيادة نسبة الأسطح المنيعة إلى 65٪. قد لا يبدو ذلك واضحاً، ولكن ارتفاع مقداره درجة حرارية واحدة تكفي لزيادة استخدام تكييف الهواء بنسبة تصل إلى 20٪.
الجدير بالذكر هو أن المدن والأحياء التى تصطف على جانبيها الأشجار مع الحدائق والمسطحات الخضراء يمكن أن تنخفض بها درجات الحرارة بدرجة أقل من مثيلتها الغير مشجرة. لأن مدننا تنمو، ويتم استبدال المساحات الخضراء بالأسطح المنيعة يؤدى ذلك لارتفاع درجات الحرارة داخل المدن. الإجابة واضحة ومباشرة جدا: المزيد من الأشجار والنباتات تعني تبريد المدن. والمزيد من الأشجار أيضا يعني بيئة أكثر متعة بالمدينة لأولئك الذين يعيشون فيها.