الأشجار تعانى من الاحترار
من المتوقع زيادة مواسم الجفاف بشدة وبشكل متكرر، حاملا معه المزيد من حرائق الغابات وموت الأشجار الناجم عن الحشرات ومجموعة كبيرة من الآثار الاقتصادية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في العالم، وفقا لتقييم علمي شامل صادر عن دائرة الغابات في الولايات المتحدة. هذا التقرير هو نتيجة لمجموعة من البحوث وجدت أن الجفاف ليس جيداً بالنسبة للغابات فى أميركا ومن المحتمل أن تتدهور بشكل أسوأ فى المستقبل. يعرض التقرير طريقة الاستجابة الفسيولوجية نتيجة للجفاف، وكذلك الخطوات التى يمكن اتخاذها لتخفيف آثار ارتفاع درجات الحرارة و نقص المياه.
تاريخيا، لوحظ حالات الجفاف، في الغابات وغيرها من النظم البيئية لآلاف السنين. لكن التقرير يشير إلى أنه في الآونة الأخيرة، أن المعدلات الحالية للجفاف أصبحت مصدر قلق عالمي متزايد. على وجه التحديد، يبدو أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب المعاناة للكثير من الأشجار.
الأشجار هي كائنات مثل الحيوانات ذوات الدم البارد، حيث يمكنها تنظيم درجة حرارتها من خارج أنسجتها، فعندما يسخن تستهلك الغذاء بشكل أسرع. وقدرت الدراسة التي نشرت في ديسمبر 2015 من معهد كارنيجي للعلوم في جامعة ستانفورد أن حوالى 58 مليون شجرة في ولاية كاليفورنيا تعانى من فقدان حاد للرطوبة بسبب ظروف الجفاف. ومن المعلوم بأن الأشجار التى تعانى من العطش تكون أكثر عرضة لنشاط الأمراض والحشرات ولها أعلى معدل للموت.
من وجهة نظر إدارة الغابات، يشير التقرير إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة إما أن تخفف أو تزيد من تفاقم آثار الجفاف. خف أشجار الغابات هو أحد الخيارات التى يمكن توظيفها، أيضا زراعة الأنواع التى تتحمل الجفاف. أفضل شيء يمكن القيام به من وجهة نظر الإدارة هو الحفاظ على كثافة الغابات على المستوى المناسب لحالة الجفاف، لآن وجود المزيد من الأشجار فى الغابة، يحتاج إلى المزيد من المياه.
بالإضافة إلى القيمة الاقتصادية المفقودة في قطاع الأخشاب فإن الجفاف يقلل من نوعية المياه، ويضر بالأنشطة الترفيهية، ويقلل من ملائمة المراعي لتغذية الماشية، كما يعزز الجفاف من مخاطر حرائق الغابات. وعلى الرغم من كثرة الأبحاث، هناك الكثير الذي يتعين القيام به، بما في ذلك أفضل قدرات التنبؤ والنماذج، وكذلك ضرورة إيجاد سبل لقياس التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للجفاف
تعتبر الغابات والمراعي هي الكنوز الوطنية لكل دولة، وقد أصبح البشر مهددون لأن الأشجار مهددة نتيجة لانتشار ظروف الجفاف وأنماط الطقس المتقلبة.