استخدام الواقع الافتراضي لتخطيط مساحات خضراء حضرية

غالبًا ما يبحث سكان المدينة الذين أجهدوا نتيجة انتشار الغابات الاسمنتية عن لمسة من الطبيعة. سواء كانوا يزورون حديقة حضرية أو يجدوا مساحات خضراء صغيرة، يمكن لسكان المدن الحصول على مجموعة من الفوائد. يظهر بحث منشور في دورية علم النفس البيئي بعنوان "Exploring perceived restoration potential of urban green enclosure through immersive virtual environments" أن البيئات الطبيعية يمكن أن تساعد في تحسين المزاج، والحد من التوتر وتجديد التركيز.

لكن عندما يكون الشخص محاط بالأشجار والنباتات الكثيفة فهل يؤثر ذلك على إحساسه بالأمان؟ الجواب ، وفقا لدراسة حديثة ، هو أن ذلك يعتمد على ما إذا كانت المساحة الخضراء فى وسط المدينة بين المباني الشاهقة أو في محيط حديقة عامة بالمدينة.

لجأ خبراء جامعة ولاية نورث كارولاينا المستخدمة إلى استخدام تقنية الواقع الافتراضي immersive virtual reality لاختبار التصورات من المساحات الخضراء. استخدم الباحثون في مركز التحليلات الجغرافية المكانية روبوتًا لالتقاط صور عالية الجودة بزاوية 360 درجة لساحة رالي بوسط المدينة ومنتزه بالمدينة ، ثم توظيف النباتات لإنشاء العديد من البيئات المختلفة.

في سيناريو وسط المدينة ، أراد الزائرون الافتراضيون بالقرب من المباني الشاهقة أن يكونوا محاطين بأكبر قدر ممكن من النباتات الخضراء ، كما يقول مهندس التصميمات الطبيعية بايام تابريزيان الباحث الرئيسي للدراسة. وكان تصميم المناظر الطبيعية الأعلى تقييمًا بين 90 اختبارًا هو التصميم الذى يحتوي على أشجار من جميع الجهات الأربعة بدرجة متوسطة ​​الكثافة.

يقول تبريزايان: "في البيئة الحضرية، يشعر المرء المحاط بالنباتات بالأمان. كما أن الخضرة يمكن أن تكون بمثابة درع ضد البيئة الحضرية القاسية وتخلق نوعًا من الملاذات حيث يمكن للناس الجلوس والاسترخاء لبعض الوقت". " يفضل الناس البيئات الحضرية كثيفة الخضرة للغاية والتى يبدو أنها تشعرهم بالأمان".

لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لزوار الإصدارات الافتراضية لمنتزه Raleigh's Fletcher. يقول تبريزيان: "في محيط المتنزه ، فضّل الناس العكس من حيث كثافة الغطاء النباتي وترتيبه". "يبدو أن الناس لديهم ما يكفي من الخضرة التى تحيط بهم ويريدون أن يعرفوا ما يحدث من حولهم وعندما يزبد كثافة الغطاء النباتي ، فإنهم لا يفضلون ذلك حيث يشعرون بعدم الأمان".

في حين أن النتائج اختلفت قليلاً بناءً على خلفيات المشاركين والقدرات البدنية، إلا أن الحاجة الأساسية للأمان كانت واضحة. يقول تبريزيان: "إننا نميل إلى استخدام البيئات التي تمنحنا بعض الحماية ولكننا نملك بعض التحكم أيضًا." تجري دراسات المتابعة في كلية الموارد الطبيعية ، وتتضمن أنواعًا جديدة من الإعدادات ، مثل البيئة الشاهقة الارتفاعات كما في مانهاتن. ويتعاون باحثو جامعة نورث كارولاينا و كليمسون لدراسة ما إذا كانت هناك اختلافات ثقافية في تفضيلات المناظر الطبيعية.

يمكن أن تكون تقنية الواقع الافتراضي مفيدة لمصممي المناظر الطبيعية للحصول على تعليقات حول التصاميم الجديدة أو التحسينات على الحدائق والمناطق الخضراء القائمة. يقول تبريزيان: "بالنسبة لمصممي المناظر الطبيعية ، فلديهم الرغبة في إجراء تحسينات، لكن في بعض الأحيان قد يكون من الأفضل ترك الأشياء كما هي. تسمح لنا هذه التقنية بتصميم تجربة حقيقية نتحكم فيها في المتغيرات دون زراعة أو تحريك لشجرة تم زراعتها بالفعل".

المصدر: إضغط هنا