أشجار المدن معرضة لخطر ارتفاع درجات الحرارة
أظهرت دراسة حديثة نشرت فى نوفمبر 2017 أن ما يقرب من ربع الأشجار في المدن الأسترالية معرضة لخطر ارتفاع درجات الحرارة في البيئات الحضرية بسبب تغير المناخ والجزر الحرارية الحضرية ، مما يشكل تهديدًا لبعض أنواع الأشجار في تلك المدن.
وجد باحثون من جامعة ميلبورن ومركز نظافة الهواء والمناظر الطبيعية الحضرية التابع لجامعة كوينزلاند، أن 24% من أشجار الحضر (5 % من الأنواع) في المدن الأسترالية معرضة لخطر عالى نتيجة ارتفاع درجات الحرارة حتى عام 2070. كما أن هناك 29% أخرى من الأشجار معرضة لبعض المخاطر. ووجد الباحثون أن الأشجار في الفئة عالية المخاطر لن تكون مناسبة على الأرجح للمناخ في المستقبل، ولن تؤدي بشكل جيد وستكون أكثر عرضة لمؤثرات أخرى مثل الأمراض والآفات. تسلط الدراسة الضوء على ضرورة إدخال أنواع جديدة إلى المدن الآن للحفاظ على المرونة وتمكين الغابات الحضرية من التكيف مع المناخ المتغير.
وقد ترأس البحث الدكتور ديف كندال من جامعة ملبورن والذى قال: "تحتوي المدن الأسترالية على عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الأشجار التي توفر وظائف مهمة للبيئة مثل التبريد وإبطاء سرعة مياه الأمطار العاصفة، وتوفير الموائل للطيور والحيوانات. ولكن هناك اعتراف متزايد بأن ارتفاع درجات الحرارة، بسبب الحرارة الحضرية وتغير المناخ ، يشكل تهديداً لبعض أنواع الأشجار في المدن. لأن الأشجار الحضرية مهمة للناس لأسباب مختلفة، يجب معالجة مجموعة واسعة من المخاوف عند التخطيط لإنشاء الغابات الحضرية في المستقبل".
حللت الدراسة مخاطر ارتفاع درجات الحرارة على 1.9 مليون شجرة في 29 هيئة حكومية محلية في جميع أنحاء أستراليا. تم دراسة كل شجرة لمعرفة مدى قربها من حدود درجات الحرارة المعروفة في المناخات الحالية، وسيناريو تغير المناخ وتثبيت الانبعاثات في عام 2040 بافتراض تثبيت الانبعاثات، وسيناريو الانبعاثات المعتاد في عام 2070. واشتملت الدراسة على 1392 نوع من الأشجار بما في ذلك الأنواع الأصلية الأسترالية، والأشجار المستجلبة الأوروبية المتساقطة، فضلا عن الأشجار المزهرة الاستوائية وشبه الاستوائية.
وأظهرت نتائج سيناريو تغير المناخ المحدود الانبعاثات أن 14% من جميع الأشجار الحضرية (22% من الأنواع) في المدن الأسترالية معرضة لخطر شديد وأن 33% أخرى من الأشجار معرضة لخطر بدرجة أقل.
ومع ذلك ، هناك اختلاف كبير في المخاطر التي تهدد الأشجار الحضرية من زيادة درجات الحرارة من مدينة إلى أخرى، وخلال المناطق المختلفة داخل كل مدينة. في ظل كل من سيناريو العمل المعتاد وسيناربو الانبعاثات المحدودة، فإن مدينة داروين لديها أعلى نسبة من الأشجار المعرضة للخطر ، مع 84% و 85% لكل سيناريوعلى التوالي، في حين أن 1% فقط من الأشجار في مدينة بالارات ستواجه خطر نتيجة الانبعاثات من خلال سيناريو الانبعاثات المحدودة، ويقفز إلى 10% في سيناريو العمل المعتاد. وستشكل هذه المخاطر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة تحديًا كبيرًا لمديري الأراضي في جميع أنحاء أستراليا.
تقول المؤلف المشارك في الدراسة ليندال بلانت من جامعة كوينزلاند أن هناك العديد من الاستراتيجيات المتاحة لمديري الغابات في المناطق الحضرية للتكيف مع درجات الحرارة المتزايدة. بالنسبة للأشجار الهامة، يمكن استخدام استراتيجية مقاومة لتحسين الظروف البيئية وإطالة العمر الإنتاجي، على سبيل المثال من خلال توفير الري أو تحسين إدارة الآفات والأمراض. يمكن للمدراء أيضًا الاستجابة للتغيير عن طريق اختيار الأشجار التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخات المستقبلية".
وبينما ركزت هذه الدراسة على مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن هناك أيضاً العديد من الفرص التي يمكن أن تنشأ عن ذلك. ووجدت الدراسة أنه يمكن إدخال أنواع جديدة من الأشجار إلى المدن للحفاظ على المرونة، ويمكن أن توفر مجموعة واسعة من الفوائد. وقال الدكتور كندال "لدينا فرصة لتحسين استدامة مدننا من خلال عملية التجديد هذه. إن المشاركة الفعالة مع المجتمع ستساعد في إنشاء غابات حضرية ناجحة في المستقبل سوف توفر مجموعة واسعة من المزايا للأشخاص والحياة البرية في المدن".
المصدر: إضغط هنا