top of page

جسور خضراء لحماية الحياة الفطرية

جسور حماية الحياة البرية تسمح بمرور الحيوانات بأمان فوق أو تحت الطرق الرئيسية


يجري حاليا تشييد عدد متزايد من جسور الحيوانات في أنحاء العالم لضمان سلامة الحيوانات في العالم بغرض الحفاظ على البيئة. هذه المعابر الجديدة نسبياً هي تطور كبير ومبتكر على الطرق السريعة بديلاً عن العلامات الإرشادية التى تظهر تحذيرا بوجود الحيوانات في المنطقة. يجري استخدام هذه الجسور لغرض وحيد هو حماية الحياة البرية ومنع الاحتكاك بين الإنسان والحيوان، وهذا بدوره يحافظ على النظم البيئية في العالم، من خلال المساعدة على وقف تجزئة الموائل الطبيعية لهذه الحيوانات. في الولايات المتحدة وحدها، أظهرت التقديرات أن شبكات الطرق الحالية تؤثر على بيئة أكثر من خمس مساحة الأراضي في البلاد، ووفقاً لتقرير صدر مؤخرا فإن اصطدام السيارات بالحيوانات على الطرق تكلف الولايات المتحدة حوالي 8 مليار دولار سنوياً،.


جسور الحياة البرية هذه، والتي تم بناؤها في مناطق مختلفة إما علوية أو سفلية اعتمادا على ما هو أفضل بالنسبة للحياة البرية في منطقة معينة، تساعد الحيوانات بشكل كبير في العبور بأمان من خلال المنطقة التي بها الطرق المزدحمة. توفر ممرات الحياة البرية بديلاً آمناً، وهذا بدوره لا يعطل الناس الذين يستخدمون الطرق أيضا..


بنيت أول هذه الجسور في فرنسا في خمسينيات القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين ظلت أوروبا رائدة في مجال تشييد جسور الحيوانات. تمتلك هولندا حالياً حوالي 66 جسر ، وكلها لحماية الحياة الفطرية في البلاد، وفضلاً عن كونها الدولة التي تمتلك وفرة من الجسور الخضراء، فإن لديها أيضاً أطول جسر للحياة البرية في العالم يدعى Natuurbrug Zanderij Crailoo حيث يبلغ طوله نصف ميل ويعبر خط للسكك الحديدية وأنهار وحديقة عامة، ومجمع رياضي.


نشطت كندا والولايات المتحدة خلال 30 عام الماضية، فى تشييد الجسور الخضراء من أجل حماية الحياة البرية فيها. يقع أحد هذه الممرات الخضراء في منتزه بانف Banff الوطني في ألبرتا، والذي يتكون من شبكة من الأنفاق والجسور التي تسمح للحيوانات المختلفة بعبور آمن. ازداد تردد الحيوانات على هذه الشبكة من الجسور بشكل كبير منذ أن تم بناؤها لأول مرة منذ نحو 25 عاما. وهذا يشير إلى أن الحيوانات البرية تتعلم وتتكيف مع الجسر أو الممر الأخضر، مما يعني حماية متزايدة للحيوانات في المنطقة.


على الرغم من الاعتقاد الشائع أن هذه المعابر قد تم تصميمها فقط للحيوانات الضخمة، فقد أثبت تشييد مشروعين أن جسور الحيوانات تتسم بالكفاءة في الأداء للعديد من حالات الحياة البرية المختلفة. أحد هذه الجسور يقع في جزيرة كريسماس في استراليا، والذي يساعد حوالى 50 مليون السرطانات الحمراء لكى تعبر طريق مزدحم من أجل مواصلة طريقها فى الهجرة. والآخر هو جسر خاص وفريد ​​من نوعه على شكل حبل يوجد في واشنطن، وسمى بجسر Nutty Narrows Bridge ويعمل على توجيه السناجب بأمان عبر شارع مزدحم.


58 views0 comments
bottom of page