top of page

كيف يمكن للفوسفور أن يقتل المياه العذبة فى العالم

أشارت دراسة جديدة إلى أن النشاط البشري أدخل مستويات من تلوث الفسفور في المياه العذبة تهدد النظام البيئي حول العالم بين عامي 2002 و 2010. وتقدر الدراسة أن أحواض المياه العذبة المشبعة بالفسفور تغطي ما يقرب من 40 % من الأراضي الصالحة للسكن في العالم والتى تدعم حوالي 90 % من سكان العالم خلال تلك الفترة.


على الرغم من أن الفوسفور ضروري لنمو النبات وهو عنصر أساسي في العديد من الكائنات الحية، فإن زيادة الفسفور في أحواض الأنهار يمكن أن يشجع نمو الطحالب في مياه الخلجان العذبة والبحيرات التي تتغذى عليها تلك الأنهار. يستهلك تحلل الطحالب كميات هائلة من الأكسجين، مما يخلق ما يسمى بالمناطق الميتة التي تخنق وتقتل الحياة البحرية.


وكما ورد في دورية بحوث الموارد المائية، وجد الباحثون أن القطاع المحلي أنتج 54 % من الفوسفور، ومعظمه على هيئة مياه صرف غير معالجة تحتوي على نفايات بشرية، ومواد تنظيف. وقد ساهمت المصادر الزراعية - وهي في الغالب الأسمدة المعدنية والسماد الطبيعي الذي يعزز إنتاجية المحاصيل ولكنها يمكن أن تتحلل أو تتدفق إلى أحواض الأنهار - بنسبة 38 %. شكلت المصادر الصناعية نسبة 8 % المتبقية.


يقول المؤلف المشارك مسفين ميكونين، الباحث في معهد المياه للغذاء العالمي في جامعة نبراسكا: "هذه مشكلة صحية وقضية تتعلق بالنظام البيئي". إن تحديد كمية الفسفور الناتج من النشاط البشرى التي يتم إطلاقها في المياه العذبة وتحديد مصادرها سيساعد في معالجة هذه المشكلة".


خريطة توضح مستويات تلوث الفوسفور في أحواض الأنهار العالمية بين عامي 2002 و 2010. يشير اللونان الأخضر والأصفر إلى المناطق التي يخفف فيها الماء الفوسفور إلى درجة إبطال آثاره السيئة على البيئة. أما المناطق البرتقالية والحمراء فهى التي تجاوزت فيها مستويات الفسفور معدل التخفيف هذا مما يساهم في ظهور "المناطق الميتة" في خلجان المياه العذبة والبحيرات.


إذا نظرنا إلى الخرائط، فهناك مجالات نحتاج إلى الاهتمام بها. يجب أن تأخذ هذه المناطق في الاعتبار كيفية التحكم في التلوث قبل أن يصبح أكثر تطرفًا ويبدأ في إحداث مشاكل ضخمة. تبين هذه الخرائط أن 52% من تلوث الفوسفور العالمي نشأ في آسيا وأن 19% أخرى يأتي من أوروبا و 12% من أمريكا اللاتينية. كذلك كل من أمريكا الشمالية وأفريقيا ساهمت بحوالي 7%. أضافت الصين تلوث بالفوسفور أكثر من أي بلد أخر (30%) من الإجمالي العالمي وتبعتها الهند والولايات المتحدة بنسبة 8 و 7 % على التوالي.


ولتحسين تقييم تأثير تلوث الفوسفور على النظم الإيكولوجية للمياه العذبة، قام الباحثون بحساب كمية المياه العذبة اللازمة لتخفيف تركيز الفوسفور بشكل فعال. بعد ذلك قاموا بقسمة هذه الكمية على إجمالي كمية الجريان السطحي للمياه داخل حوض النهر، مما يوفر قياسًا موحدًا لتلوث الفوسفور عبر الأنظمة البيئية العالمية للمياه العذبة. تشير النتيجة الأقل من واحد صحيح إلى أن أحواض الأنهار تحتوي على كمية كافية من الماء لتخفيف الفوسفور وقادرة على إبطال آثاره البيئية السلبية، في حين أن أكبر من 1 يشير إلى أن الحوض قد تشبع بالفسفور أكثر مما يمكن استيعابه.


ومن خلال هذا المقياس، يحتوى حوض صرف آرال في آسيا الوسطى أكبر تلوث فسفورى من 2002 إلى 2010 بحوالى 84 ضعف. ولا تزال بعض المناطق الأكثر جفافاً في العالم وأقلها فى الفوسفور، مثل صحراء أستراليا وأفريقيا تعرض مستويات تزيد على 10 أضعاف ما يمكن أن تستوعبه أحواضها. ومن بين 20 حوضًا من أحواض الأنهار التي تمت دراستها ، احتفظ ثلاثة منها فقط بالماء الكافي لتخفيف الفسفور الناتج عن النشاط البشري في الفترة من 2002 إلى 2010.


يقول ميكونين: "في معظم البلدان النامية، لا توجد معالجة للمياه. عندما يكون هناك معالجة للمياه، فإنها لا تركز على العناصر الغذائية (مثل الفوسفور) لأنها تكون مكلفة للغاية".


قدر الباحثون كميات الفسفور التي تمت إضافتها وإزالتها من التربة أثناء عملية تسميد وري وحصاد 126 نوعًا مختلفًا من المحاصيل. وبحسب تلك التقديرات، شكلت محاصيل الحبوب 31 % من كميات الفسفور المضافة تليها الفواكه والخضراوات والمحاصيل الزيتية، حيث ساهم كل منها بنسبة 15 %.


ازداد تلوث الفوسفور الناتج من صرف الأراضى الزراعية نسبة 27% بين عامي 2002 و 2010، ومعظمها نتيجة إسراف المزارعين فى استخدام الأسمدة المعدنية. غير أن ميكونين يحذر من إلقاء اللوم على أي قطاع نتيجة للارتفاع العالمي في نسبة التلوث بالفوسفور. لكن يلزم الاعتراف بوجود مشكلة، وعلينا التركيز ومحاولة معالجتها.


المصدر: إضغط هنا

3 views0 comments
bottom of page