الريحان المقدس: أعشاب قديمة لتخفيف التوتر
الريحان المقدس (Ocimum sanctum) هو عشب تم زراعته في الهند منذ 5000 سنة. ويعتبر الدعامة الأساسية لطقوس العلاج الهندى القديم (أيورفيدا). ويسمى أيضا tulsi الذي يعني "الذى لايضاهى".
العائلات الهندية عادة ماتزرع هذا النبات في ساحات المنازل، وفي الأصص التى توضع بالمداخل، أو بالمنازل. يزرع الريحان المقدس للأغراض الطبية والدينية (مرجع)، حيث "تولسي" في الأساطير الهندوسية للإلهة لاكشمي زوجة فيشنو الذي هو واحد من الآلهة الدينية الأكثر أهمية. عرفت قيمة العشب لعدة قرون بسبب فوائده للعقل والجسد والروح .
في الطب الهندي القديم (Ayurveda)، يعتبر الريحان المقدس بمثابة "إكسير الحياة" لأنه يعزز طول العمر، ويستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض. كما كان يستخدم من قبل الإغريق والرومان (مرجع). وهناك قائمة طويلة بشكل غير مألوف من الاستخدامات الشفائية التقليدية لهذا العشب. يستخدم الريحان المقدس لتخفيف التهاب المفاصل (مرجع) والربو والتهاب الشعب الهوائية والسعال ونزلات البرد والتهاب الحلق والشكاوى الهضمية وأوجاع الأذن والصداع ومشاكل الحمى والأنفلونزا (مرجع) والأمراض الجلدية. وقد تم استخدامه كعلاج لشكاوى الأطفال الشائعة وأمراضهم مثل السعال ونزلات البرد والحمى والإسهال والقيء، وجدري الماء. ويستخدم كذلك لعلاج لدغات العقارب والثعابين (مرجع).
من خلال دراسة كل مركب على حدة من الريحان المقدس بدأ العلماء الآن فى فهم السبب أن هذه العشبة لا تضاهى. يحتوي النبات على مئات من المواد الكيميائية النباتية ذات الخصائص المعززة للصحة (مرجع). هذه المركبات تعمل معاً (مرجع) كمضاد للجراثيم ومضاد للفطريات ومضاد للالتهابات ومضاد للسرطان ومضاد السكري ويقى القلب ومسكن للألم وله خصائص مضادة للتشنج.
الريحان المقدس هو أحد مضادات الأكسدة القوية له خصائص مضادة للشيخوخة. وجدت إحدى الدراسات أن مستخلص الريحان المقدس يدمر الشوارد الحرة الضارة بفاعلية ويحمي القلب والكبد والمخ. وخلصت الدراسة إلى صحة الاستخدام التقليدي للعشب باعتباره مادة معززة للشباب في نظام الايورفيدا (مرجع).
الريحان المقدس لعلاج الإجهاد
تشير التقديرات إلى أن 90 % من زيارات الطبيب بسبب الأمراض المرتبطة بالتوتر. الريحان المقدس يشتهر باعتباره من الأعشاب التي تزيد على حد سواء المرونة الجسدية والنفسية ضد الإجهاد adaptogen (مرجع). هذه الأعشاب لا تغير المزاج بشكل مباشر، وإنما تدعم الصحة العامة من خلال مساعدة الجسم على تحقيق حالة من التوازن المعروفة باسم homeostasis (مرجع)، وهى لها تأثير مهدئ ومنشط فريد في نفس الوقت.
بالمقارنة مع الجينسنج السيبيري Eleutherococcus senticosus والجنسنج الآسيوي Panax ginseng، وجد أن الريحان المقدس يكون الأفضل فى علاج الإجهاد (مرجع).
وتشير العديد من الدراسات إلى أن مستخلص الريحان المقدس يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) (مرجع). مستويات الكورتيزول المرتفعة بشكل مزمن تشكل خطرا على الصحة وتساهم في حدوث القلق وتقلب المزاج والنسيان (مرجع) والأرق وزيادة الوزن وتهالك الغدد الكظرية.
وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق العام أن 500 ملجم من الريحان المقدس مرتين يومياً تخفض كثيرا من القلق وما يرتبط به من الإجهاد والاكتئاب وعدم الاهتمام (مرجع). وجدت دراسة أخرى أن البالغين الأصحاء لكنهم يعانون من الإجهاد إنخفض لديهم أعراض الإجهاد العامة بنسبة 40 % بما في ذلك النسيان والتعب والمشاكل الجنسية المرتبطة بالتوتر (مرجع).
الفوائد الأخرى للريحان المقدس
بينما الريحان المقدس هو ترياق ممتاز ضد الإجهاد، إلا أن هناك أدلة على أنه جيد لأكثر من ذلك بكثير. يظهر الريحان المقدس أمل في منع وعلاج السرطان (مرجع). وهناك أدلة على أن العديد من المركبات في الريحان المقدس واقية ضد أنواع معينة من السرطان وهي تعمل عن طريق زيادة النشاط المضاد للأكسدة، وتغيير التعبير الجيني (مرجع)، وتثبيط تكاثر الخلايا السرطانية. يمكن ريحان المقدسة أيضا التخفيف من الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي (مرجع).
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الريحان المقدسة خصائص مضادة لمرض السكر ويمكن أن يساعد في ضبط ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري غير المعتمد على الأنسولين (مرجع). ويمكن أن يحمي القلب من الآثار الضارة للإجهاد (مرجع) وضبط مستويات الكوليسترول في الدم (مرجع). وهو مفيد لعملية الهضم ويعزز الجهاز المناعي. كما أنه مضاد للجراثيم ويساعد على التئام الجروح بسرعة ويمنع العدوى (مرجع). عندما يستعمل موضعياً، ويمكن لمستخلص الريحان المقدس أن يقتل البكتيريا التي تسبب حب الشباب ويظهر بعض الكفاءة لعلاج الهربس البسيط.
فوائد الريحان المقدس تمتد أبعد من ذلك لصحة الإنسان. هذا النبات أيضا جيد للبيئة. فهو يطلق كميات كبيرة من الأكسجين مما يساعد على تنظيف الهواء من خلال عملية التمثيل الضوئى. يجري حالياً استخدامه للحفاظ على واحد من أعظم كنوز الهند وهو تاج محل. تحول تحول الرخام الأبيض لهذا النصب التذكاري إلى اللون الأصفر بسبب غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروز في الهواء. وقد تم زرع مئات الآلاف من نباتات الريحان المقدس حول هذا النصب الأعجوبة لحمايته من المزيد من الضرر الناجم عن تلوث الهواء (مرجع).
هناك العديد من الطرق للحصول على فوائد هذا العشب متعدد الاستخدام. يتوفر في شكل كبسولات تحتوى مسحوق النبات الجاف، ويمكن الاستفادة من المستخلص المائى للعشب الطازج (شاى الريحان)، أو باستخلاص الزيت العطرى الطيار.
الريحان المقدس هو أحد الأنواع فى العائلة الشفوية (عائلة النعناع) وأوراقه لها نكهة طازجة وحارة قليلاً وتقارب في كثير من الأحيان نكهة عرق السوس أو القرنفل. يمكن تناول الأوراق طازجة في السلطة أو مطبوخة. على الرغم من أن موطنها دول آسيا شبه الاستوائية، إلا أنها تنمو جيداً فى المناطق الجافة.
الاحتياطات
بينما الريحان المقدس لديه تاريخ من الاستخدام الآمن الذي يمتد عبر عدة آلاف من السنين، إلا أن هناك عدد قليل من الحالات التي يجب تجنب استخدامه معها. وينبغي ألا يؤخذ لمدة أسبوعين قبل الجراحة لأنه يمكن أن يزيد من خطر النزيف. لا ينبغي أن يؤخذ كذلك مع أدوية علاج تجلط الدم مثل الوارفارين (الكومادين) أو من يتناولون حبة أسبرين يومياً لأنه يمكن أن يسبب سيولة الدم.
الريحان المقدس له سمعة كمنشط لهرمون التستوستيرون للرجال (مرجع)، وغالباً ما يؤخذ لزيادة الرغبة الجنسية. ولكنه في الواقع يقلل الخصوبة وعدد الحيوانات المنوية كذلك. وأخيراً، فإنه لا ينبغي أن يؤخذ من قبل النساء الحوامل لأنه يمكن أن يزيد من تقلصات الرحم (مرجع).
عند شراء نبات الريحان المقدس أو بذوره أو العشب المجفف، تأكد من أنه من النوع Ocimum sanctum الأصلى. وليس الريحان الحلو Ocimum basilicum ابن عم الريحان المقدس. والأكثر شهرة وانتشاراً فى الطهي الشعبي ولكنه لا يوفر الفوائد الصحية للريحان المقدس.