إثيوبيا قد تستفيد من مفارقات تغير المناخ
شمال النيل والدلتا كما تبدو من الفضاء - وكالة ناسا
اثيوبيا هي البلد المضطرب على أقل تقدير، حيث تعاني من الفساد وعدم وجود الصرف الصحي وسوء التغذية، وعدم المساواة الاقتصادية الهائلة،. ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة أنها قد تحصل على منحة من مصدر غير متوقع، وهو تغير المناخ.
فى إحدى الدراسات المنشورة خلال شهر سبتمبر 2016 في دورية التغير المناخى، خلص فريق من الباحثين بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا إلى أن تدفق المياه إلى حوض النيل الأزرق الاثيوبي سيزيد على الأرجح كلما إرتفعت درجة حرارة العالم لا محالة. وهذا سوف يسمح بزراعة المحاصيل لعدة مواسم خلال السنة، وذلك ربما يقيل القطاع الزراعي من عثرته.
أحدث النماذج الهيدرولوجية للفريق، بناء على الحسابات التي وضعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، تفترض أن العالم سوف يستمر فى الدفء بسرعة إلى حد ما. كما لاحظت العديد من الدراسات الأخرى، ومن المؤكد أن كوكب الأرض سوف يخرق اتفاقية باريس لخفض حرارة الكوكب بحوالى 2 درجة مئوية قبل عام 2100، وربما في وقت مبكر من العام 2050.
على الرغم من أن هذا سوف يجتاح معظم الكوكب، لا سيما في منطقة القطب الشمالي، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، إلا أن هناك بعض الأجزاء من العالم التي ستستفيد بشكل هامشي. على سبيل المثال، أجزاء من كندا وشمال أوروبا تظهر زيادة فى إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وفيما يتعلق بحوض النيل الأزرق، التغيرات المحلية في الطقس تنتج المزيد من الأمطار وسيتم تمديد موسم الرياح الموسمية بحوالى 4 - 6 أسابيع فى نهاية القرن.
شلالات النيل الأزرق فى أثيوبيا
بالطبع، الأمور ليست بسيطة كما يبدو. على الرغم من أن هناك جهود إيجابية للتخفيف من تغير المناخ وخاصة إذا تم توقيع اتفاقية باريس، هناك الكثير من اليأس في الأفق بالفعل.
مؤخراً، قدرت إحدى الدراسات المخزية أن جرائم العنف والصراع ستزداد نتيجة لزيادة الإجهاد الحراري، والانهيار الاقتصادي، واستنزاف الموارد، لا سيما جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وبحلول عام 2030، ستحدث حرب أهلية داخل هذه المنطقة قد تصل نسبة حدوثها حوالى 54 %.
إثيوبيا قد تصل للاستفادة من التدمير الشامل لكوكب الأرض، ولكن الامر يستحق تسليط الضوء على مدى هذا التناقض. على الرغم من أن الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الدول المتطورة هي من العوامل الرئيسية لخطر تغير المناخ، لكن في الواقع الكثير من دول القارة الأفريقية ستعاني أولا وقبل كل شيء من تغير المناخ. لكن إثيوبيا قد تشذ عن هذا السياق. على أي حال، تشير نماذج هذه الدراسة الجديدة أيضا أن متابعة تدفق المياه سيجلب معه المزيد من الرواسب، التي يمكن أن تنتهي بإنسداد القنوات والحد من قدرة الخزانات والسدود، مثل سد النهضة في المستقبل.