top of page

إخضرار القارة القطبية الجنوبية بسبب تغير المناخ

وجد علماء الأحياء أن أجزاء من القارة القطبية الجنوبية بدأت فى الاخضرار، حيث أن تغير المناخ يسبب دفء القارة الجنوبية. يقول العلماء "إن النتائج التي توصلوا إليها موازية للآثار التي ظهرت في القطب الشمالي، والتي تشهد زيادة في الغطاء النباتي بسبب مناخ الاحترار".

نشر حديثاً فى شهر يونيو 2017 تقرير في دورية the journal Current Biology ، يشير فيه الباحثون إلى بعض الاتجاهات المقلقة في القارة القطبية الجنوبية. مع ارتفاع درجة الحرارة ببطء، فإنها تجعل الظروف أكثر ملاءمة لنمو النباتات ، وخاصة نمو الطحالب، والتي زادت بشكل ملحوظ. وبما أنه من المتوقع استمرار زيادة الحرارة فى الارتفاع، لذلك من المتوقع أن يزيد هذا في حدوث تغيير جذري في النظام الإيكولوجي، والتربة، والبيئة في القارة القطبية الجنوبية.

وقال الدكتور مات امسبوري من جامعة Exeter "ان ارتفاع درجة الحرارة خلال نصف القرن الماضي على شبه الجزيرة القطبية الجنوبية كان له تأثير كبير على كتل الطحالب المتنامية في المنطقة". إن درجات الحرارة الأكثر دفئا جعلت البيئة الباردة والصخرية القاحلة في شبه جزيرة أنتاركتيكا أكثر ملائمة للنباتات على مدار نصف القرن الماضي.

إن سجلات البيانات المناخية لأنتاركتيكا، مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار، يعود تاريخها إلى الخمسينات فقط، ولكن بيانات العينات الأساسية عن حياة النبات تعود إلى 150 سنة على الأقل. وقد أعطى ذلك صورة جيدة لعلماء الأحياء الذين يدرسون التغيرات في القارة عن كيفية نشوء مجتمع الطحالب في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية نتيجة الاحترار.

في حين شهدت بعض المناطق الجليدية بالقارة القطبية الجنوبية القارة القطبية الجنوبية إجمالية فى درجة حرارة، وزيادة في هطول الأمطار، وقوة الرياح، فإن الاخضرار أصبح موثقاً الآن بشكل جيد ويمكن التحقق منه وهو نتيجة لتغير المناخ. يقول الدكتور أميسبيري: "إذا استمر هذا الأمر، ومع تراجع مساحة الأراضي الخالية من الجليد ، فإن شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية ستكون مكاناً أكثر اخضراراً في المستقبل".

تسجل القارة القطبية الجنوبية بأنها الأبرد والأشد رياحاً وأكثر الأماكن جفافاً على الأرض. ونتيجة لذلك، وبالرغم من أن مساحتها تبلغ 14 مليون كيلومتر مربع (تمثل 0.3 % من الكرة الأرضية) إلا أنها تدعم حياة النبات. ولكن ما توصل إليه التقرير هو أنه حتى الزيادات الطفيفة في درجة حرارة القارة القطبية الجنوبية ستؤدي إلى تغيرات سريعة في الغطاء النباتي، الأمر الذي سيغير حتماً النظام الإيكولوجي، وعلم الأحياء، والمناظر الطبيعية لهذه المنطقة النائية، والتي على ما يبدو لم تمس من قبل.

يجب الحذر من تفسير إخضرار القارة القطبية الجنوبية نتيجة الاحترار فقط، ومن المرجح أن يكون ذلك نتيجة لزيادة ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وقد ارتبطت زيادة ثاني أكسيد الكربون بالفعل بالخضرة في أماكن أخرى على كوكب الأرض، لذلك ليس هناك ما يدعو إلى افتراض أنه لا يحدث فى القارة القطبية الجنوبية أيضاً.

6 views0 comments
bottom of page