درجات الحرارة تتحكم فى التنوع البيولوجي

لماذا يتوزع تنوع الحيوانات والنباتات بشكل غير متساوى على كوكبنا؟

نشر فريق دولي من الباحثين دراسة تتضمن بيانات جديدة بشأن هذه المسألة الهامة لعلوم البيئة. ووجد الباحثون أن التنوع البيولوجي يكون متحكماً فيه من قبل درجة الحرارة.

ما هو سبب هذا التوزيع غير المتكافئ؟ لماذا المناطق المدارية موطن لأنواع كثيرة مقارنة بمناطق خطوط العرض العليا؟ "هذا السؤال قد أثار اهتمام علماء البيئة لبعض الوقت". أعلن ناشرو العلوم قبل حوالي عشر سنوات، أن هذا واحد من أهم 25 سؤال فى العلوم لم يتم الرد عليها حتى الان.

حتى الآن، كان هذا السؤال الجوهري عرضة للجدل. أحد الفرضيات على سبيل المثال، هى أن متوسط الإنتاجية للموطن habitat هي الحاسمة في نهاية المطاف لعدد الأنواع التي تعيش هناك كما يوضح الدكتور مارسيل بيترز عالم البيئة من جامعة فورتسبورج. تفترض فرضية أخرى أن معدل تطور وأنواع جديدة تعتمد على درجة الحرارة. ووفقا لهذه الفرضية، تزدهر أكثر الأنواع في المناخ الأكثر دفئاً من المناخ البارد.

حتى الآن، هذه الفرضيات تم اختبارها عادة من خلال التركيز على مجموعات مختارة من الأنواع: على سبيل المثال، فإن الدراسات راقبت فقط إما الطيور أو النحل أو النمل أو السرخس وتحليل تنوعها في مناطق مختلفة من قارات العالم، وعلى امتداد التدرجات والارتفاعات عن سطح البحر في جبال الألب. ويقول بيترز "بعض الدراسات دعمت فرضية واحدة، في حين أيد آخرون افتراض آخر"، "أنه لا يزال هناك طريق طويل لإنشاء "قاعدة عامة" يتطلع إليها علماء البيئة.

قام بيترز وفريق بحثى بنشر دراسة جديدة وفريدة من نوعها فى يناير 2016 في دورية "Nature Communications" وهى نتاج مجهود أربع سنوات من العمل المتواصل. قال بيترز: "على جبل كليمنجارو، وهو واحد من أكبر التدرجات المناخية على كوكب الأرض، لاحظنا العديد من المجموعات الحيوانية والنباتية بشكل متوازى.

وعموما، درس الفريق البحثى ثماني مجموعات من النباتات و 17 مجموعة من الحيوانات. شارك 38 عالماً من ألمانيا وتنزانيا وغيرها من الدول في دراسة واسعة النطاق. امتدت منطقة الدراسة من السافانا في سفح الجبل إلى الموائل على ارتفاع 4550 متر والتي بالكاد تحتفظ بنباتات. وقد تم جمع البيانات في جميع المجاميع النباتية والحيوانية لنفس المناطق وفي الفترة الزمنية نفسها، على التوالي. "هذا النهج يسمح بتحليل ليس فقط التنوع البيولوجي في كل مجموعة على حدة، ولكن أيضا لكل المجتمعات كاملة.

وكشفت الدراسة أن التنوع البيولوجي في المجتمعات يتحدد أساساً تبعاً لدرجة الحرارة، فكلما زادت درجة الحرارة، كلما زاد التنوع في حين تنخفض أهمية المتغيرات الأخرى تبعاً لذلك. ويعتقد العلماء أن هذه أدلة قوية تدعم افتراض أن درجة الحرارة هي في الواقع الأكثر حسماً لأنماط توزيع التنوع البيولوجي أكثر من الإنتاجية أو حجم الموائل.